عشرات مقاهي الانترنت انتشرت مؤخرا في العاصمة النمساوية – فيينا ، معظمها يديرها أجانب ، أو نمساويون ينحدرون من أصول أجنبية ، جميعها إن جاز التعبير على نمط وطراز واحد من حيث التجهيزات والخدمات ، حتى أصبحت غالبيتها مهددة بالإفلاس .
الجديد هنا هو أن المقهى المعنى في هذا الخبر يختلف جذريا عن سابقيه ، ليس لاحتوائه على أجهزة حاسوب متطورة وغاية في الحداثة وحسب ، بل لأن مالكه السيد محمود المجالى استوحى وسائل جديدة لجذب الزبائن ، وذلك بعد قراره الخروج من دوامة البحث المضنية عن عمل، وإنشاء شركته الخاصة به .
أبتكر المجالى فكرة يجزم بأنها مدهشة ، جعلت مقهاه مميزا ,وفريدا من نوعه، فبمجرد أن تطأ قدماك هذا المكان حتى يخالجك شعور بأنك ترتاد مكانا غير تقليدى حيث يوفر إلى جانب خدمات الاتصالات والانترنت النرجيلة (الشيشة). لكنه يمنع بتاتا على زبائنه غير المسلمين إدخال أو تناول المشروبات الروحية و لحم الخنزير داخل المقهى .
أنت لا تدرك حقا إن كنت في قاعة فندق أو صالون تجميل ، أو مقهى "رومانسي " ، فالأضواء الحمراء الخافتة والموسيقى الهادئة تفرض نفسها على الأجواء والمتواجدين هنا على حد سواء ، وتجعل منه على جميع الأصعدة مكانا ملائما لمن ينشد راحة أعصابه المنهكة، وخصوصا إذا احتسى فنجانا من قهوته الفاخرة .
وفى خطوة غير مسبوقة فإن المجالى أعلن رسميا بأنه على استعداد تام لتحرير عقود النكاح الشرعي بلا مقابل للراغبين بالزواج ، وقد خصص وهيأ غرفة خلفية لهذا الغرض ، بهدف التصدي لشبح العنوسة الذي بدأ يثير الرعب بين الفتيات والشبان المسلمين بالنمسا على حد قوله .
وأضاف أن السبب الأخر الذي دفعه لاتخاذ هذه الخطوة الجريئة ، هو جشع بعض أئمة المساجد الذين يطالبون الشاب بمائة يورو كحد أدنى لإتمام عقد النكاح .
ومن يحالفه الحظ ويبقى حتى منتصف الليل فإنه سيحظى بعشاء على حساب المقهى يعده المجالى بنفسه ويصر أحيانا على إطعام ضيوفه بيديه لتوطيد أواصر المحبة مع زبائنه بحسب رؤيته .
0 comments:
إرسال تعليق