حقيقة ما جرى في الحفل السنوي الخامس للأطباء العرب النمساويين/ ناصر الحايك


مصدر الصور : شبكة رمضان

كان من الممكن أن يكون الحفل السنوي الخامس لإتحاد الأطباء والصيادلة العرب النمساويين الذي رعاه ونظمه وأعده مؤخرا الدكتور تمام الكيلانى في مقر الإتحاد بفيينا حفلا عابرا ، لو لا استعراض الكيلانى إنجازات وأعمال الإتحاد منذ أن ترأسه التي لم تقتصر فقط على عقد المؤتمرات الطبية في دول أسيوية وأوروبية وعربية وإسلامية ، بل تعدت فعالياته ذلك بكثير وبلغت ذروتها عندما استقلت مجموعة من الأطباء العرب والنمساويين المختصين الطائرة فى العام 2000 وطاروا بها إلى بلاد الرافدين المطوقة والمحاصرة حينذاك ، لإجراء عمليات تطوعية معقدة في مستشفياته . كذلك قام الاتحاد بمبادرات إنسانية تضمنت إرسال سيارات إسعاف مقدمة من النمسا ومساعدات رمزية تشتمل على مواد إغاثية ومعدات طبية إلى فلسطين وخصوصا قطاع غزة المبتلى بحصار طال اجله ، إلى جنوب لبنان الذي خاض لتوه حربا ضروسا ضد الصهاينة ، إلى مخيمات فلسطينية أنهكتها أكاذيب ووعود الساسة وإلى العراق وسوريا .

كان من الممكن أن يمضى هذا الحفل ويترنح بلا أشرعة في مهب الرياح على غرار احتفالات ولقاءات مماثلة سئمت وثملت منها الجالية بالنمسا وطفح بها الكيل من منظميها ، لو لم تكن فقراته معدة بحرص وعناية فائقة.

كان من الممكن أن يكون الحفل مملا ، لو اقتصر على تناول الشراب ، الطعام الشهي ،واللغط ، الإستغابة) و لم يشارك فيه ضيوف أغلبهم جديرون بالاحترام ليس كونهم أطباء وصيادلة أو من حملة الشهادات العليا ، بل لعطائهم الادمى والأخلاقي الذي لا ينضب ولما قدموه ومازالوا يقدمونه لقضايا أمتهم ، سواء الذين يتواجدون في بقعة الضوء أو هؤلاء ممن يعملون دون أن ينالهم ذلك الوميض .

كان من الممكن أن يكون الحفل عقيما ، لو اقتصرت المشاركة فقط على أشخاص (ولله الحمد أنهم قليلون) ، أفل نجمهم و أصبحوا يستجدون ويتوسلون الترحيب بعد ذبولهم و سقوطهم المريع كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف.

أشخاص فضلوا الانكفاء والتقوقع والانعزال عن الآخرين في احدي غرف المقر المعتمة، كما لو أنهم استشعروا الإهمال في أعين كل من أشاح بوجهه عنهم أو أحسوا بمرارة الحرقة لعدم اكتراث النخب بهم .

كان من الممكن أن يمحى هذا الحفل من ذاكرة المجد ، لو لم يسارع الكيلانى إلى نزع فتيل النمطية بمفاجأته الجميع وتكريمه رائدا من رواد الطب البروفيسور العربي السوري أخصائي الأنف والأذن والحنجرة ، غياث كيلانى والنائب العربي في برلمان فيينا المهندس عمر الراوي لما قدماه من خدمات جليلة لأبناء الجاليتين العربية والمسلمة بالنمسا بحسب رؤيته وإجماع وشهادة كثر يعرفونهما عن كثب . إضافة إلى فوز أحد الفاضلين ببطاقة سفر إلى دمشق مهداة من شركة الطيران السورية عن طريق القرعة دون أن يضطر أحد لدفع سنتا واحدا .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق