بو جوده :" ....وأعطيتن للكنيسة ثمرة أحشائكن".زغرتا ـ
لمناسبة عيد الام وبرعاية رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، اقيم حفل تكريم امهات الكهنة والاكليريكيين، في ابرشية طرابلس المارونية، في كنيسة السيدة في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا. استهل الاحتفال بلقاء للامهات المكرمات مع راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، الذي تحدث بشكل مسهب عن عطاءات الام وتضحياتها "في سبيل تنشئة ابنائها وتربيتهم تربية صالحة وتوجيههم نحو الخير والسلام". من ثم القى الخوري جورج وهبه خادم رعية مزيارة كلمة قال فيها :" ان اجمل كلمة تنطق بها الشفاه هي كلمة ماما، انها النور الذي لا يغيب، والدفىء الذي يعطي الحياة لبنيها، انها كل شيء في الحياة، لا بل انها الحياة". ثم تحدث رئيس لجنة الدعوات في الارشية الخوري مرسال تسطه فاشار الى دور الام في مسيرة حياة البشرية، "وهي التي لا تتعب ابدا مما تقدمه ولا تياس ابدا بل على العكس ان عطاءاتها مستمرة ولا تنضب حتى الرمق الاخير". من ثم عرضت كل ام لمسيرة حياتها بشكل قصير، وكيف كان شعورها عندما تلقى ابنها دعوته الكهنوتية، وكيف تتعاطى مع ابنها الذي اصبح يوما من الايام كاهنا على مذابح الرب".
بعد ذلك اقيم قداس احتفالي تراسه المطران جورج بو جوده راعي الابرشية، عاونه فيه خادم الرعية الخوري جورج وهبه، ورئيس لجنة الدعوات في الابرشية الخوري مرسال نسطه، وبمشاركة حشد من كهنة الابرشية، وحضور الامهات المكرمات. بعد الانجيل المقدس القى المطران جورج بو جوده، كلمة قال فيها :"وجّه الكاردينال بياتشنزا عميد مجمع الإكليروس في الفاتيكان في الأوّل من كانون الثاني2013 رسالة إلى أُمهات الكهنة والإكليريكيّين وكل اللواتي يمارسن تجاههم موهبة الأُمومة الروحيّة، بمناسبة إحتفال الكنيسة الجامعة بعيد العذراء مريم أُم الله، معتبراً أنّ أُمهات الكهنة على نعمة الأُمومة الجديدة بفضل صلواتهن من أجل أولادهن، وقد أعطى للرسالة عنواناً مستوحى من طلبة العذراء مريم الذي يقول:"يا سبب سرورنا، تضرّعي لأجلنا".
اضاف بو جوده:" يقول الكاردينال بياتشنزا أنّ الشعب المسيحي كرّم منذ القديم بعرفان جميل كبير العذراء مريم التي هي سبب سرورنا بكونها أعطتنا المخلّص الوحيد يسوع المسيح. فهي بإستقبالها الكلمة الأزلي في حشاها البريء من كل عيب، قد ولدت الكاهن الأكبر يسوع المسيح، المخلّص الوحيد للعالم. فبالمسيح جاء الله بنفسه إلى لقاء الإنسان وحرّره من الخطيئة وأعطاه الحياة الأبديّة، أي إنّه أعطاه ذاته. والعذراء مريم، بتقبّلها لإرادة الله، قد شاركت بطريقة فريدة لا شبيه لها، في سر خلاصنا وفدائنا، فأصبحت هكذا أُمّاً لله، باباً للسماء وسبباً لسرورنا".
وقال بو جوده:" الكنيسة ذاتها بالطريقة ذاتها تنظر إليكنّ يا أمهات الكهنة، بإعجاب وعرفان جميل عميق، لأنّكنّ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سمعتنّ هذه الدعوة وأعطيتنّ للكنيسة ثمرة أحشائكنّ، أحد أولادكنّ للمساهمة مع المسيح في فعل الخلاص. هؤلاء الأبناء إختارهم المسيح كي يصبحوا أصدقاء، كما قال للرسل، ويصيروا هكذا وسيلة حيّة وضروريّة لوجوده في العالم. إنّهم، كما يقول شفيع الكهنة القديس جان ماري فيانّيه، خوري آرس، بكلمة يقولونها في الكلام الجوهري في القداس، ينزلون المسيح من السماء إلى الأرض. ففي سر الكهنوت يعمل المسيح بواسطتهم وبهم يمرّ ويعمل في البشر. في سر الكهنوت الذي يتقبّله الكاهن يصبح بإمكاننا أن نسمّي الكاهن مسيحاً آخر. صحيح أنّه يحافظ على ضعفه وطبيعته البشريّة، لكن هذه الطبيعة رُفعت، بسرّ الكهنوت وبفعل الروح القدس إلى درجة أسمى مع يسوع المسيح، فأصبحت مكاناً للقاء بإبن الله المتجسّد الذي مات وقام من بين الأموات لأجلنا. وأنّ الكاهن، عندما يعلّم إيمان الكنيسة فإنّ المسيح بذاته هو الذي يتكلّم فيه مع الشعب، وعندما يقود المؤمنين الموكولين إليه، بفطنة، فإنّ المسيح هو الذي يقود خرافه. وعندما يحتفل بالأسرار وبصورة خاصة الإفخارستيّا المقدّسة، فإنّه المسيح بذاته، من خلاله، يحقّق خلاص الإنسان ويبقى حاضراً فعلياً في العالم".
وتابع بو جوده:" يتحدّث الكاردينال عن دور العائلة كلّها في هذا المجال فيقول: إنّ الدعوة الكهنوتيّة تجد عادة في العائلة، وفي محبّة الأهل، وفي التنشئة الأولى على الإيمان، الأرض الخصبة التي فيها يتجذّر الإستعداد لتلبية نداء الرب. وفي الوقت عينه فإنّ كلّ دعوة تمثّل بالنسبة للعائلة التي تولد فيها أمراً جديداً خاصاً ومميّزاً يتخطّى المعطيات والمعالم البشريّة. ففي هذه الجدّة التي يوجدها المسيح في حياة من يختارهم ويدعوهم يشترك كل أفراد العائلة وأقرب الأشخاص إليهم. لكنّ المشاركة التي تعيشها أُم الكاهن تبقى فريدة ومميّزة.أودّ هنا أن أُضيف شيئاً على ما يقوله الكاردينال بياتشنزا، وهو عن دور الخوريّة، زوجة الكاهن، والرسالة التي هي مؤتمنة عليها ومشاركة فيها مع أُم الكاهن. فالكاردينال لم يتوجّه في رسالته إلى الخوريّات لأنّ لا خوريّات في الكنيسة الغربيّة، لكنّني واثق بأنّه كان يقول الكلام ذاته لهنّ، لأنّهنّ، وبصورة مباشرة يشاركن الكاهن في عمله ورسالته الكهنوتيّة. ويضيف الكاردينال في رسالته أنّ أُم الكاهن تصبح مدعوّة إلى أن ترى في ثمرة أحشائها، بإرادة الله "أبا" مدعوّاً لإيلاد ومرافقة عدد كبير من الإخوة إلى الحياة الأبديّة. وإنّ أُم كل كاهن تصبح سريّاً إبنة لإبنها، فتدعوه "أبونا" ويصبح هكذا بإمكانها أن تمارس تجاهه أُمومة جديدة من خلال الصلاة الرصية والفاعلة وذات القيمة التي لا تقدّر، ومن خلال تقديم حياتها من أجل خدمة إبنها".
واردف بو جوده:" لذلك فإنّ الكنيسة تشجّع كل أمهات الكهنة والإكليريكيّين وتوجّه معهنّ إلى كل النساء المكرّسات والعلمانيّات اللواتي هنّ بدورهنّ تقبّلن موهبة الأمومة الروحيّة كي يقدّمن صلواتهنّ وحياتهنّ كلّها، آلامهنّ وأتعابهنّ، فيصبحن بصفة مميّزة، مشاركات في أمومة الكنيسة المقدّسة التي لها مثال وكمال في الأُمومة الإلهيّة للعذراء مريم الكليّة الطوبى. عندما رفعت إمرأة من الجمع صوتها وقالت ليسوع: طوبى للبطن الذي حملك وللثديّين اللذين أرضعاك، لم يتوقّف يسوع عند أهميّة الأمومة الجسديّة ولم يرفض هذه الطوبى بل إنّه على العكس، رفعها إلى مستوى أعلى وأسمى مشدّداً على دور أُمّه مريم في سر الخلاص، فقال: بل طوبى لمن يسمع كلام الله ويعمل به. فالعذراء مريم سمعت هذا وتأمّلت فيه في قلبها كما حصل عند زيارة الرعيان لها في مغارة بيت لحم(لوقا 2/19). وكما حصل كذلك بعد وجود يسوع في الهيكل يستمع إلى العلماء ويسألهم، إذ كانت تحفظ كل هذه الأمور في قلبها (لوقا2/51)".
وختم بو جوده:" العذراء مريم بقبولها دعوة الرب وإختياره لها كي تكون أُمّاً للمخلّص، عبّرت عن فرحها وطاعتها وشكرها فقالت:" أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك"(لوقا1/38). وأضافت عند زيارتها لأليصابات:" تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنّه نظر إلى تواضع أمته، فسوف تهنّئني بعد اليوم جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي أموراً عظيمة، فقدّوس إسمه" (لوقا1/48-49). هذا النشيد وهذا الشكر تستطيع أُم كل كاهن أن تنشده لأنّ الله إختارها لتكون أُمّاً للكاهن الذي أصبح يسمّى مسيحاً آخر والذي رُفعت طبيعته البشريّة الضعيفة بفعل الروح القدس إلى وحدة جديدة أسمى مع يسوع المسيح وأصبحت مكاناً للقاء بإبن الله المتجسّد. لا يمكننا إلاّ أن نذكر ونرفع الشكر للسماء إلى أمهات الكهنة اللواتي إنتقلن من هذه الأرض وهنّ اليوم يتأمّلن بهجة كهنوت المسيح وقد أصبح أولادهن مشاركين في هذا الكهنوت، ويتشفّعن بهم بصورة فريدة وسريعة أكثر فعاليّة".
في نهاية القداس تسلمت الامهات المكرمات من المطران جورج بو جوده، ايقونة للعذراء مريم، وبركة من البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي خصيصا لهن في مناسبة عيد الام، كما تسلموا من الخوري جورج وهبه هدية رمزية من رعية السيدة في مزيارة.
وفي الختام اقيم غذاء على شرف الامهات في قاعة الرعية.
لمناسبة عيد الام وبرعاية رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، اقيم حفل تكريم امهات الكهنة والاكليريكيين، في ابرشية طرابلس المارونية، في كنيسة السيدة في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا. استهل الاحتفال بلقاء للامهات المكرمات مع راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، الذي تحدث بشكل مسهب عن عطاءات الام وتضحياتها "في سبيل تنشئة ابنائها وتربيتهم تربية صالحة وتوجيههم نحو الخير والسلام". من ثم القى الخوري جورج وهبه خادم رعية مزيارة كلمة قال فيها :" ان اجمل كلمة تنطق بها الشفاه هي كلمة ماما، انها النور الذي لا يغيب، والدفىء الذي يعطي الحياة لبنيها، انها كل شيء في الحياة، لا بل انها الحياة". ثم تحدث رئيس لجنة الدعوات في الارشية الخوري مرسال تسطه فاشار الى دور الام في مسيرة حياة البشرية، "وهي التي لا تتعب ابدا مما تقدمه ولا تياس ابدا بل على العكس ان عطاءاتها مستمرة ولا تنضب حتى الرمق الاخير". من ثم عرضت كل ام لمسيرة حياتها بشكل قصير، وكيف كان شعورها عندما تلقى ابنها دعوته الكهنوتية، وكيف تتعاطى مع ابنها الذي اصبح يوما من الايام كاهنا على مذابح الرب".
بعد ذلك اقيم قداس احتفالي تراسه المطران جورج بو جوده راعي الابرشية، عاونه فيه خادم الرعية الخوري جورج وهبه، ورئيس لجنة الدعوات في الابرشية الخوري مرسال نسطه، وبمشاركة حشد من كهنة الابرشية، وحضور الامهات المكرمات. بعد الانجيل المقدس القى المطران جورج بو جوده، كلمة قال فيها :"وجّه الكاردينال بياتشنزا عميد مجمع الإكليروس في الفاتيكان في الأوّل من كانون الثاني2013 رسالة إلى أُمهات الكهنة والإكليريكيّين وكل اللواتي يمارسن تجاههم موهبة الأُمومة الروحيّة، بمناسبة إحتفال الكنيسة الجامعة بعيد العذراء مريم أُم الله، معتبراً أنّ أُمهات الكهنة على نعمة الأُمومة الجديدة بفضل صلواتهن من أجل أولادهن، وقد أعطى للرسالة عنواناً مستوحى من طلبة العذراء مريم الذي يقول:"يا سبب سرورنا، تضرّعي لأجلنا".
اضاف بو جوده:" يقول الكاردينال بياتشنزا أنّ الشعب المسيحي كرّم منذ القديم بعرفان جميل كبير العذراء مريم التي هي سبب سرورنا بكونها أعطتنا المخلّص الوحيد يسوع المسيح. فهي بإستقبالها الكلمة الأزلي في حشاها البريء من كل عيب، قد ولدت الكاهن الأكبر يسوع المسيح، المخلّص الوحيد للعالم. فبالمسيح جاء الله بنفسه إلى لقاء الإنسان وحرّره من الخطيئة وأعطاه الحياة الأبديّة، أي إنّه أعطاه ذاته. والعذراء مريم، بتقبّلها لإرادة الله، قد شاركت بطريقة فريدة لا شبيه لها، في سر خلاصنا وفدائنا، فأصبحت هكذا أُمّاً لله، باباً للسماء وسبباً لسرورنا".
وقال بو جوده:" الكنيسة ذاتها بالطريقة ذاتها تنظر إليكنّ يا أمهات الكهنة، بإعجاب وعرفان جميل عميق، لأنّكنّ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سمعتنّ هذه الدعوة وأعطيتنّ للكنيسة ثمرة أحشائكنّ، أحد أولادكنّ للمساهمة مع المسيح في فعل الخلاص. هؤلاء الأبناء إختارهم المسيح كي يصبحوا أصدقاء، كما قال للرسل، ويصيروا هكذا وسيلة حيّة وضروريّة لوجوده في العالم. إنّهم، كما يقول شفيع الكهنة القديس جان ماري فيانّيه، خوري آرس، بكلمة يقولونها في الكلام الجوهري في القداس، ينزلون المسيح من السماء إلى الأرض. ففي سر الكهنوت يعمل المسيح بواسطتهم وبهم يمرّ ويعمل في البشر. في سر الكهنوت الذي يتقبّله الكاهن يصبح بإمكاننا أن نسمّي الكاهن مسيحاً آخر. صحيح أنّه يحافظ على ضعفه وطبيعته البشريّة، لكن هذه الطبيعة رُفعت، بسرّ الكهنوت وبفعل الروح القدس إلى درجة أسمى مع يسوع المسيح، فأصبحت مكاناً للقاء بإبن الله المتجسّد الذي مات وقام من بين الأموات لأجلنا. وأنّ الكاهن، عندما يعلّم إيمان الكنيسة فإنّ المسيح بذاته هو الذي يتكلّم فيه مع الشعب، وعندما يقود المؤمنين الموكولين إليه، بفطنة، فإنّ المسيح هو الذي يقود خرافه. وعندما يحتفل بالأسرار وبصورة خاصة الإفخارستيّا المقدّسة، فإنّه المسيح بذاته، من خلاله، يحقّق خلاص الإنسان ويبقى حاضراً فعلياً في العالم".
وتابع بو جوده:" يتحدّث الكاردينال عن دور العائلة كلّها في هذا المجال فيقول: إنّ الدعوة الكهنوتيّة تجد عادة في العائلة، وفي محبّة الأهل، وفي التنشئة الأولى على الإيمان، الأرض الخصبة التي فيها يتجذّر الإستعداد لتلبية نداء الرب. وفي الوقت عينه فإنّ كلّ دعوة تمثّل بالنسبة للعائلة التي تولد فيها أمراً جديداً خاصاً ومميّزاً يتخطّى المعطيات والمعالم البشريّة. ففي هذه الجدّة التي يوجدها المسيح في حياة من يختارهم ويدعوهم يشترك كل أفراد العائلة وأقرب الأشخاص إليهم. لكنّ المشاركة التي تعيشها أُم الكاهن تبقى فريدة ومميّزة.أودّ هنا أن أُضيف شيئاً على ما يقوله الكاردينال بياتشنزا، وهو عن دور الخوريّة، زوجة الكاهن، والرسالة التي هي مؤتمنة عليها ومشاركة فيها مع أُم الكاهن. فالكاردينال لم يتوجّه في رسالته إلى الخوريّات لأنّ لا خوريّات في الكنيسة الغربيّة، لكنّني واثق بأنّه كان يقول الكلام ذاته لهنّ، لأنّهنّ، وبصورة مباشرة يشاركن الكاهن في عمله ورسالته الكهنوتيّة. ويضيف الكاردينال في رسالته أنّ أُم الكاهن تصبح مدعوّة إلى أن ترى في ثمرة أحشائها، بإرادة الله "أبا" مدعوّاً لإيلاد ومرافقة عدد كبير من الإخوة إلى الحياة الأبديّة. وإنّ أُم كل كاهن تصبح سريّاً إبنة لإبنها، فتدعوه "أبونا" ويصبح هكذا بإمكانها أن تمارس تجاهه أُمومة جديدة من خلال الصلاة الرصية والفاعلة وذات القيمة التي لا تقدّر، ومن خلال تقديم حياتها من أجل خدمة إبنها".
واردف بو جوده:" لذلك فإنّ الكنيسة تشجّع كل أمهات الكهنة والإكليريكيّين وتوجّه معهنّ إلى كل النساء المكرّسات والعلمانيّات اللواتي هنّ بدورهنّ تقبّلن موهبة الأمومة الروحيّة كي يقدّمن صلواتهنّ وحياتهنّ كلّها، آلامهنّ وأتعابهنّ، فيصبحن بصفة مميّزة، مشاركات في أمومة الكنيسة المقدّسة التي لها مثال وكمال في الأُمومة الإلهيّة للعذراء مريم الكليّة الطوبى. عندما رفعت إمرأة من الجمع صوتها وقالت ليسوع: طوبى للبطن الذي حملك وللثديّين اللذين أرضعاك، لم يتوقّف يسوع عند أهميّة الأمومة الجسديّة ولم يرفض هذه الطوبى بل إنّه على العكس، رفعها إلى مستوى أعلى وأسمى مشدّداً على دور أُمّه مريم في سر الخلاص، فقال: بل طوبى لمن يسمع كلام الله ويعمل به. فالعذراء مريم سمعت هذا وتأمّلت فيه في قلبها كما حصل عند زيارة الرعيان لها في مغارة بيت لحم(لوقا 2/19). وكما حصل كذلك بعد وجود يسوع في الهيكل يستمع إلى العلماء ويسألهم، إذ كانت تحفظ كل هذه الأمور في قلبها (لوقا2/51)".
وختم بو جوده:" العذراء مريم بقبولها دعوة الرب وإختياره لها كي تكون أُمّاً للمخلّص، عبّرت عن فرحها وطاعتها وشكرها فقالت:" أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك"(لوقا1/38). وأضافت عند زيارتها لأليصابات:" تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنّه نظر إلى تواضع أمته، فسوف تهنّئني بعد اليوم جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي أموراً عظيمة، فقدّوس إسمه" (لوقا1/48-49). هذا النشيد وهذا الشكر تستطيع أُم كل كاهن أن تنشده لأنّ الله إختارها لتكون أُمّاً للكاهن الذي أصبح يسمّى مسيحاً آخر والذي رُفعت طبيعته البشريّة الضعيفة بفعل الروح القدس إلى وحدة جديدة أسمى مع يسوع المسيح وأصبحت مكاناً للقاء بإبن الله المتجسّد. لا يمكننا إلاّ أن نذكر ونرفع الشكر للسماء إلى أمهات الكهنة اللواتي إنتقلن من هذه الأرض وهنّ اليوم يتأمّلن بهجة كهنوت المسيح وقد أصبح أولادهن مشاركين في هذا الكهنوت، ويتشفّعن بهم بصورة فريدة وسريعة أكثر فعاليّة".
في نهاية القداس تسلمت الامهات المكرمات من المطران جورج بو جوده، ايقونة للعذراء مريم، وبركة من البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي خصيصا لهن في مناسبة عيد الام، كما تسلموا من الخوري جورج وهبه هدية رمزية من رعية السيدة في مزيارة.
وفي الختام اقيم غذاء على شرف الامهات في قاعة الرعية.
0 comments:
إرسال تعليق