رام الله-الوسط اليوم
تُعدُّ آمال عوّاد رضوان ظاهرةً إبداعيّةً فريدٌ نوعُها؛ إذ استطاعتْ أن تَخطَّ لنفسها مكانةً في خريطةِ النثرِ العربيّ الحداثيّ، وتأتي الدراسةُ الحاليّة، لتلقي بالضوء على ما تناثرَ مِن عبق إبداعِ الأديبةِ هنا وهناك؛ وتلمُّه في دراسة واحدة؛ علّها تكون مُتَّكَأً لدراسات أخرى تفيها حقّها.
بدأتُ الدراسةَ بالسّيرةِ الذاتيّة للكاتبةِ آمال؛ ثمّ بآثارها الإبداعيّةِ والوظيفيّة، وأبرزُ ما تمايزتْ به تلكَ الآثارُ من إشراقاتٍ شكلًا ومضمونًا. طلبتُ من الكاتبة أن تمدّني بسيرتِها الذّاتيّة؛ فأجابتْني: ليس لي سوی اسمي وبلدي وصورتي.
هذا ما قاله الناقد محمّد عدنان بركات، في معرض دراسته لديوان رحلةٌ إلى عنوانٍ مفقود للشاعرة آمال عواد رضوان، والتي جاءت في مقدمة الإصدار الجديد للشاعرة آمال، والذي احتوى على قراءات نقديّة لنصوصها الشعرية، لعدد من النقاد من فلسطين والدول العربيّة، والذي صدر بطبعته الأولى عن دار الوسط اليوم للإعلام والنشر في رام الله، والذي حمل عنوان"حَتْفِي يَتَرَامَى عَلَى حُدُودِ نَزْفِي"، تزيّنهُ لوحة تشكيليّة رائعة بريشة الفنان التشكيلي العراقي محمّد علي هاشم داود.
الشاعرة آمال عوّاد رضوان أديبة وباحثة فلسطينيّة؛ وُلدت في قرية عبلّين في الجليل؛ وهي كما تقول: "ليستْ سوى طِفلةً خضراءَ انبثقتْ مِن رمادِ وطنٍ مسفوكٍ في عُشٍّ فينيقيٍّ منذ أمدٍ بعيد! أتتْ بها الأقدارُ على منحنى لحظةٍ تتّقدُ بأحلام مستحيلة؛ في لُجّةِ عتمٍ يزدهرُ بالمآسي، وما فتئتْ تتبتّلُ، وتعزفُ بنايِ حزنِها المبحوحِ إشراقاتِها الغائمةَ، وما انفكَّتْ تتهادى على حَوافّ قطرةٍ مُقدَّسةٍ مُفعَمةٍ بنبضِ شعاعٍ؛ أسمَوْهُ الحياةَ!" عشقتْ آمال الموسيقى والغناء،فتعلمت العزفَ على الكمان منذ طفولتِها، وقد داعبتْ حنجرتَها الأناشيدُ المدرسِيَّة، وشاركتْ وما تزال في كورال الكروان العبلينِي؛ "جَوْقةِ الكروان" الغنائيّة .
ويعد هذا الإصدار الجديد للشاعرة آمال عواد رضوان، واحدًا من سلسة إصدارات نقديّة وحوارية توثيقية لحضورها الشعري والأدبيّ والثقافيّ على الساحة الثقافية العربية، تعكف الشاعرة الفلسطينية على إصدارها.
جاء الإصدار الجديد "حَتْفِي يَتَرَامَى عَلَى حُدُودِ نَزْفِي"، في 216 صفحة من الحجم فوق المتوسط، تضمّن 32 دراسة وقراءة نقديّة لقصائد دواوينها الشعرية: رحلة الى عنوان مفقود- بسمة لوزية تتوهج- وسلامي لك مطرا.
تضمّن الإصدار قراءات نقديّةً وتحليليّةً لكلّ من النّاقدُ العِراقيُّ حسين الهاشمي، ومحمّد عدنان بركات، وعلوان السّلمان، والشاعر رشدي الماضي، ووجدان عبد العزيز، ود. فهد أبو خضرة، ود. منير توما، والشاعر د. جمال سلسع، ود. سليم مخولي، والشاعر وهيب نديم وهبة، والروائية فاطمة ذياب، ود. محمّد خليل، ود. إبراهيم سعد الدين، والشاعرة سمر محفوض، والناقد عبد الناصر حدّاد، والشاعر ناصر عطالله، والشاعر سامح كعوش، والشاعر رامي ابو شهاب، والناقد العراقي علي حسن الفواز، والناقد المصري إبراهيم جادالله، ود. إلياس عطالله، وحاتم جوعية، ود.بطرس دلة، وشاكر فريد حسن، وناظم حسون، وأنس الحجار.
0 comments:
إرسال تعليق