مع زوجته العام الماضي، ومع شاكيرا التي كانت تزوره دائما ومع فيدل كاسترو الذي اعتاد دعوته إلى هافانا كل عام تقريبا |
العربية ـ لندن- كمال قبيسي
توفي الخميس أحد أشهر الحاصلين على نوبل بالآداب، ان لم يكن أهمهم على الإطلاق، وهو الكولومبي غبريال غارسيا ماركيز، تاركا إنتاجا أدبيا قد لا يعرف المعجبون به، ولا معظم المطلعين على سيرته الذاتية، أن أرملته التي تعرف إليها حين كان عمرها 13 سنة هي مصرية- لبنانية الأصل، كأبيها الذي أبصر النور مثلها في كولومبيا.
كانت لماركيز الذي توفي بعمر 87 عاما في المكسيك، حيث كان يقيم منذ 1975 مع زوجته ميرسيدس بارشا باردو، علاقة بطريقة ما، ويومية مباشرة، بالثقافة العربية وتقاليد الشرق من الجذور.. كان ذلك في مطبخ بيته وفي ما كان يسمعه من أمثال وحكايات من أرملته المصرية- اللبنانية، ونرى ذلك واضحا في بعض روايته، وأهمها "مائة عام من العزلة" التي نال عنها في 1982 جائزة نوبل.
لاحظ أن كاسترو كان ينظر إلى زوجته
وولد ماركيز بأوائل 1927 في قرية "أراكاتاكا" بمقاطعة مغدالينا، حيث بالكاد سكانها 54 ألف نسمة هذه الأيام. أما أرملته فأبصرت النور في 1932 بكولومبيا أيضا، وهي حفيدة مهاجر مصري من أصل لبناني كان يملك صيدلية في بلدة "ماغانغي" بولاية بوليفار الكولومبية، بحسب ما جمعت "العربية.نت" من معلومات عن ماضيها، على قلتها.
ويذكر صحافي كولومبي كتب عن حياة ماركيز أن جد زوجته جاء الى كولومبيا مهاجرا من الاسكندرية، وكان قبطيا اعتاد أن يشرب القهوة التركية "ثم يقلب الفنجان بعد احتساء ما فيه ليرى البخت والحظ" على حد تعبيره.
كما ذكر في معرض حديثه عن الصداقة القوية التي كانت تربط ماركيز بفيدل كاسترو، من أن الحاصل على نوبل "رآه ينظر الى زوجته أكثر مما كان ينظر الى ماركيز نفسه" في إشارة الى إعجاب الزعيم الكوبي بجمالها، إلا أن الزمن يغير الملامح، فهي تبدو في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" وهو منذ عامين في حفل عيد ميلاد زوجها وقد بلغ بها الكبر وتغيرت ملامحها كثيرا.
وتعرف ماركيز في مدينة "سوكر" الكولومبية، حيث كان يقيم والداه وبقية إخوته، الى ميرسيدس، وكان وقتها طالبا، ثم تطور التعارف الى وعد بينهما على الزواج، مع أنه كان بعمر 13 سنة، وحين أنهى دراسته في 1958 تزوجها، وأثمر الزواج بعد عام عن أول ابن، وهو رودريغو الذي أصبح سينمائيا ويقيم حاليا في الولايات المتحدة، ثم بعد عامين ولد الثاني والأخير، وهو غونزالو، مصمم الغرافيك المقيم في المكسيك.
كان يضع قبعة قش ويملك ساعة ذهب
والاسم الكامل لأرملة ماركيز هو Mercedes Raquel Barcha Pardo والاسم باردو مستمد من والدتها راكيل باردو لوبيز، في حين أن "بارشا" مستمد من جدتها، الأم الكولومبية لوالدها Demetrio Barcha Velilla ابن المهاجر الى كولومبيا Elias Facure المولود في الاسكندية من أب لبناني من عائلة فاخوري وأم مصرية، والذي حصل في 1932 على الجنسية الكولومبية، أي قبل 6 أشهر من ولادة ابنته ميرسيدس، وامتد به العمر الى درجة أنه توفي بعمر 100 عام تقريبا.
والقليل جدا ذكرته أرملة ماركيز عن جدها اللبناني- المصري، ومنه قولها لمجلة كولومبية عثرت فيها "العربية.نت" على مقتطفات لمقابلة قديمة معها: "جدي كان مصريا خالصا (..) كان يحملني على كتفيه لألعب، وكذلك في حضنه. وكان يغني لي بالعربي، ودائما يرتدي القطنيات البيضاء، وكان يملك ساعة من ذهب ويضع قبعة قش على رأسه، وتوفي عندما كان عندي 7 سنوات تقريبا، وهذا كل ما أذكره عنه "وفق تعبيرها.
وقد بحثت "العربية.نت" في صور قديمة لأرملة غبريال غارسيا ماركيز، ولم تعثر على أي واحدة لجدها أو والدها، ولا صورة لزواجها بماركيز الذي أصيب في 1995 بالسرطان وشفي منه، وتعرض في الأسبوعين الأخيرين لهزتين صحيتين دخل على إثرهما الى المستشفى معانيا من التهاب رئوي حاد.
ومما نقلته الوكالات نقلا عن مقرب من عائلة ماركيز أنه توفي في بيته بالعاصمة المكسيكية، بعد أن عاد إليه من المستشفى الأسبوع الماضي حيث عالجوه من نوبة التهاب رئوي حادة داهمته، لكن يبدو أنها احتدمت عليه وفاجأته من جديد، فقضى تاركا أرملة ستعاني الكثير من بعده بالتأكيد.
وماركيز، الذي اشتهر بين أصدقائه ومعجبيه بلقب "غابو"، هو أشهر روائي بأميركا اللاتينية، وباعت المكتبات أكثر من 65 مليون نسخة من كتبه، فقد كافح لسنوات ليصنع اسمه كروائي برغم أنه نشر قصصا ومقالات وروايات قصيرة في خمسينات وستينات القرن الماضي، أشهرها "عاصفة الأوراق" و"ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" ثم حقق اسمه كروائي على نحو مثير في 1967 عن روايته "مائة عام من العزلة" والتي باعت وحدها أكثر من 30 مليون نسخة.
0 comments:
إرسال تعليق