بتاريخ (16-2-1981)، أذاعت (وكالة رويتر) للأنباء خبراً موسعاً لقائمة من الكتب الفلسطينية، أصدرت بشأنها الرقابة الإسرائيلية(تسنزورا) ، قراراً بمنع تداولها ، من بينها روايات غسّان كنفاني ، وجميع دواوين (عزالدين المناصرة ) ، وبعض دواوين محمود درويش ، وسميح القاسم و فدوى طوقان . وقالت الوكالة نقلا عن الرقابة الإسرائيلية ، بأن أشعار (المناصرة )، تتحدث دائما عن (الألوان الأربعة) – ألوان العلم الفلسطيني، وتحرّض على العودة إلى (الجذور الكنعانية) ، ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي . وفيما يلي ، شهادات اسرائيلية تحريضية ضد ( الأدب الفلسطيني ).
1. بروفيسور دوف شينعار :
في عام 1982 ، لم تكن صحافة الضفة الغربية وحدها ، هي التي كشفت إجراءات الرقابة الإسرائيلية، بل كشفها أيضا صحافيون إسرائيليون وعالميون، مثل آموس إيلون (صحيفة هآرتس الإسرائيلية ) ، وأنثوني ليوس (نيويورك تايمز) ، وكشفوا أيضا عن إلغاء الأوامر التي أصدرتها السلطات العسكرية الإسرائيلية المحرجة ، والتي كانت قد صدرت 1977 ، ثمَّ أصدرت في أيلول 1982 ، قائمة رئيسية منقحة ، تحتوي على (1002) عنوانا، ثلثها أعمال شعرية، وقصصية ، وأدبية، وثقافية كذلك ، فإن أقل من 10% من الأعمال المراقبة ، هي كتب دينية :إسلامية ومسيحية، وفي الحقيقة أن الكثير من هذه العناوين المراقبة كانت لشعراء وروائيين وطنيين، من بينهم (غسان كنفاني – سميح القاسم –محمود درويش – عزالدين المناصرة ) . وهذا يشير إلى تشويه أهمية الأدب الفلسطيني من قبل الرقيب الإسرائيلي. إن نقد المعالجة الأدبية لمعضلة الكبرياء القومي ، في مواجهة البقاء اليومي ، ومفارقة المعالجة ، لواقع معاد ومشوش ، يثير أسئلة أكثر تحديدا، بالإضافة إلى نقد البلاغة المنمقة، المسهبة المحاكية لذاتها ، فإن التركيز العاطفي والعقلاني على الأسئلة ،حول ما إذا كان العمل الأدبي ، قد لازم الفعل ، وحول إذا ما كان بوسع المبدعين الفلسطينيين ، أن يشبعوا ميولهم الفردية في مواجهة الحاجة الجماعية ، نحو الإتزان الوطني ، السؤال الأول حول التوتر بين الحاجة للتعبير النشيط عن المشاعر العظيمة ، والضغوطات الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي. وقد تمَّ تصوير الخيارين ، تصويرا مؤثرا . فالخيار الأدبي، تم توضيحه، أما الخيار الثاني (اختيار الفعل )، فقد مارسه : ( الشاعر عزالدين المناصرة ،والروائي غسان كنفاني ، وكمال ناصر ) الذين أضافوا إلى النشاط الأدبي، اختيار (الفعل الثوري الكامل) في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. والحقيقة أن كنفاني وناصر ،قد قتلا في عمل عسكري ، (أما المناصرة ، فما زال على قيد الحياة) ، مّما يجعل من التوتر بين الخيارين المتعارضين ظاهريا ، يجعله ملموسا بشكل أكبر.
2. إيهود يعاري و زئيف شيف:
(كان الشباب في المناطق المحتلة ، يتبادلون المنشورات ،وكراسات الإرشاد ، والتدريب السري ، ويستمعون إلى المحاضرات في جلسات مغلقة، تعقدها الخلايا السرية . جيل كامل من الشباب الذين تربوا على نظرية النضال ، وطرقه وأساليبه، الأمر الذي جعلهم متعطشين للعمل ، فالكراسات والمنشورات التي صودرت بأيدي السلطات الإسرائيلية ،...أُتلفت، واعتقل موزعوها ، وحكم عليهم بالسجن بتهمة التحريض، غير أن التوزيع واسع النطاق (لأدب النضال ) ، لم يكن بإمكان السلطات الإسرائيلية ، منع استمراره ، مثلما لم يكن باستطاعة السلطات الإسرائيلية، منع الشباب من حفظ أناشيد وقصائد ، (معين بسيسو ، وعزالدين المناصرة ) التي تمثل روح الصمود .
3. جريدة (الأخبار الكندية اليهودية) :
سوف يقيم (بيت الثقافة) في مونتريال ، أمسية للشاعر الفلسطيني الخليلي- عز الدين المناصرة ، بعد ثلاثة أيام، 29-10-2000، وقد سألنا بعض نقاد الأدب الإسرائليين عن هذا الشاعر ، فقالو: إن قصائده، تحرض على (الانتفاضة) ، ضد إسرائيل ، وتدعو إلى البحث عن الجذور الكنعانية.
هوامش
¬
1. Dov Shinar : Palestinian voices, Lynne Rienner Publishers, Colorado, U.S.A, 1987- (P.124)+ (P.130+131).
2. إيهود يعاري ( مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق ) ، وزئيف شيف (المعلق العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية ) في كتابهما المشترك : انتفاضة – ترجمة دار الجليل ، عمان ،الأردن 1990- ص49 .
3. The Canadian Jewish News, 26/10/2000, Canada
0 comments:
إرسال تعليق