بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
بدعوة من اللجنة الثقافية في نادي الحصن الرياضي والثقافي، كنت أشد الرحال قادما من ربوع بلدتي جيوس في شمال الضفة المحتلة من فلسطين الحالمة بفجر الحرية، لأشارك باستقبال منتدى الرواد الكبار القادم من عمَّان والتجوال معهم في مدينة الحصن من ضمن البرنامج الثقافي للمنتدى القائم على التجوال في مناطق الأردن الجميل تحت عنوان "ذاكرة مكان"، وكان اعتزاز لي أن اشارك أحبتي في الحصن هذه الجولة وهذا البرنامج، فمنذ زرت الحصن عدة مرات وكتبت عنها سلسلة مقالات نشرتها الصحف بكثافة وأحبتي في الحصن لا يتركون مناسبة الا ويدعوني اليها كما ابن للمدينة، وكلما كان الوقت والظرف يسمح لا اتأخر عن تلبية الدعوة.
حضر الوفد من عمَّان وكانت فرصة جميلة أن التقيهم فمنهم أصدقاء ومنهم من التقيتهم خلال ندوات وأمسيات ثقافية تعقد في منتدى الرواد الكبار، وكان على رأس الوفد السيدة هيفاء البشير مدير المنتدى هذه السيدة التي لا تكل ولا تمل عن النشاط في رسالة آمنت بها، والسيدة ميسون العرموطي رئيس جمعية الأسرة البيضاء التي تعمل على العناية بكبار السن وتوفير البرامج التي تملأ فراغهم بدلا من ان يعيشوا بوحدة وفراغ بانتظار الرحيل، وكذلك شعلة المنتدى الكاتبة والروائية والشاعرة سحر ملص مدير البرنامج الثقافي بالملتقى وعدد من اعضاء الجمعية وفنانين وفنانات يبوحون بالريشة بوح أرواحهم.
بدأ البرنامج بعد احتساء القهوة بجولة في المعرض التشكيلي وبعض من منحوتات الفنان الكبير د. كرام النمري ولوحات الفنانة التشكيلية رنا حتاملة ونواة المكتبة التي بدأ انشائها، ومن ثم بدأت رحلة التجوال في مدينة الحصن بزيارة لمرتفع يعرف بإسم المطل لاشرافه على الحصن بمشهد بانورامي شامل، حيث تحدث الصديق باسل النمري للوفد باختصار عن الحصن ومعالمها وتاريخها، وكما عادة أهل الحصن بالكرم المتأصل أصر أحد الجيران "بيت الريحاني" على استضافة الوفد واستضافتنا في بيته لاحتساء القهوة، وبعد القهوة توجهنا والوفد إلى متحف الأديب والفيلسوف الراحل أديب عباسي حيث كانت السيدة يسرى العباسي شقيقة الفقيد بالاستقبال، ومن هناك إلى كنيسة ودير اللاتين التي تروي بعض من حكايات الحصن، حيث رافق الوفد القائمين على الدير وشرحوا عن اللوحات الفنية وبعض من تاريخ الحصن، ليتم التوجه بعدها إلى متحف الحصن الثقافي حيث كان بالاستقبال السيد سامح الحتاملة وهو الذي انشأ المتحف بالكامل بجهد شخصي، وهذا المتحف يروي الحكاية التراثية للحصن من كافة النواحي من ادوات والبسة ووثائق تراثية، وبعد جولة في المتحف اتجهنا لتل الحصن وهو تل تراكمي يحتوي بداخله تاريخ وتراث الحصن ومنه اتجهنا للبركة الرومانية التي كانت تروي الحصن بأكملها، لتختتم الجولة بعد اختصار في البرنامج حيث كان المقرر زيارة بيت عصفور التراثي ودير الروم الأرثوذكس وهو أقدم دير في الأردن وبعض المواقع الأخرى التي تروي تاريخ الحصن.
الى متنزه القناطر كان التوجه لدعوة الغداء التراثية والتي حرصت اللجنة الثقافية على تقديم الوجبات التراثية فيها من المنسف الى المكمورة مرورا بالتشعاجيل وغيرها من وجبات تراثية وشعبية، وبعد الغداء كان التوجه مجددا الى نادي الحصن الثقافي لأمسية مختصرة رحب بها رئيس النادي بالحضور وتحدث عريف الحفل الشاعر مهدي نصير فيها كما تحدثت السيدة هيفاء البشير واعربت عن سرور الوفد بهذه الزيارة وتحدثت عن منتدى الرواد الكبار ودوره ودور جمعية الأسرة البيضاء واعلنت ان المنتدى سيقوم بتقديم مجموعة من الكتب هدية لمكتبة النادي، والقى الشاعر نايف ابو عبيد بعض من قصائده وتحدث د. سليمان الأزرعي الى التاريخ الثقافي والأدبي في الحصن.
اختتم الحفل بتقديم رئيس النادي درع تكريمي لمنتدى الرواد الكبار، وقدمت السيدة هيفاء البشير درع تكريمي لنادي الحصن، ومن ثم غادر الوفد مدينة الحصن بمثل ما استقبل فيه من حفاوة، وغادرت وزوجتي مدينة الحصن مساءًا بعد زيارة لبيت صديقنا ابو حسين "محمد الحتاملة" والفنانة التشكيلية رنا حتاملة وتلبية دعوة اللجنة الثقافية لنادي الحصن ليوم كامل في رحاب الحصن التي تسكن مني القلب والروح.
0 comments:
إرسال تعليق