سرطان البحر الأزرق.. يساعد العلماء لإيجاد أدوية لأمراض خطيرة

اختيار عادل محمد ـ
30/7/2019
في قلب منطقة صحراوية بإسرائيل يساعد جراد أو سرطان البحر ذي اللون الأزرق علماء في دراسة تهدف لإيجاد أدوية لأمراض متعددة يعاني منها البشر، مثل هشاشة العظام والسرطان.

 ويربي يوسي بن الرئيس التنفيذي لشركة أمورفيكال للتكنولوجيا الحيوية في إسرائيل جراد البحر ذي اللون الأزرق منذ أكثر من عشر سنوات في أحواض مياه عذبة في صحراء وادي عربة. ولاحظ يوسي بن قبل نحو 12 عاما أن القشريات التي يربيها تستطيع بناء قشور أو عظام جديدة بسرعة مذهلة.

ويحتاج المحار الآخر الذي يعيش في مياه البحر الغنية بالكالسيوم لفترة تصل إلى شهر للتخلص من قشوره أو عظامه وبناء أخرى جديدة. والمفاجأة كانت أن جراد أو سرطان البحر الأزرق اللون يقوم بتلك العملية في ثلاثة أيام فقط على الرغم من أنه يعيش في المياه العذبة التي تحتوي على كالسيوم أقل.

وعندما درس يوسي الأمر اكتشف أن تلك القشريات لديها هيكل يشبه الحجر في معدتها يسمى حصوة المعدة. وعندما فحص علماء حصوة المعدة تحت المجهر اكتشفوا نوعا من الكالسيوم يُعرف باسم كربونات الكالسيوم غير المتبلور المستقرة.

وقال يوسي إن كربونات الكالسيوم غير المتبلور قابلة للذوبان 100 مرة أكثر من الأشكال المتبلورة الشائعة للكالسيوم المتوفر في السوق ولها ضعفا معدل الامتصاص. وأضاف "إنه بالفعل ما نفتقده حتى الآن. لأن كل الكالسيوم الموجود في أنحاء العالم متبلور والكالسيوم الذي اكتشفناه غير متبلور".

وفي المختبرات يتم إنتاج هذا النموذج الفريد من الكالسيوم بشكل صناعي من خلال عملية تحاكي الآليات الطبيعية في جراد البحر الأزرق. والكالسيوم هو أكثر العناصر وفرة في الجسم البشري، إذ أنه ضروري لانقباض الأوعية الدموية وانبساطها وقيام العضلات بوظائفها ونقل الإشارات العصبية والإشارات بين الخلايا وإفراز الهرمونات. ويمكن أن يسبب نقص الكالسيوم أمراضا.

وقال يوسي "عالجنا أساسا مشكلة الكالسيوم بتوفيره حيويا. إنه يماثل الأسمدة للنباتات. إذا أبعدناها (الأسمدة) ستتلف كامل آلياتها. وما إن نوفر لها الأسمدة تعمل الآلية كلها بشكل جيد.. فاكهة.. أوراق وكل شيء. نفس الشيء يحدث مع الإنسان."

وأظهرت تجربة سريرية أجرتها الشركة ونشرتها أن امتصاص النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث للكالسيوم غير المتبلور يعادل ضعفي امتصاص الكالسيوم المتبلور.

طرق مبتكرة لمحاربة السرطان
سحب الأكسجين من خلايا السرطان هي إحدى الطرق التقليدية المتبعة لإيقاف انتشار المرض. لكن علماء من جامعة زيوريخ حاولوا العكس وأشبعوا الخلايا السرطانية بالأكسجين، أملاً في القضاء عليها.

وتقول الشركة إن دراسة سريرية أخرى أظهرت نتائج إيجابية على مرضى نقص كالسيوم الدم. ووصف البروفيسور ناتشوم فيسمان الذي أجرى دراسة ما بعد انقطاع الطمث عند النساء نتائج دراسته بأنها تمثل "ثورة" محتملة في عالم الطب.

وأوضحت الشركة أن التجارب التي أجرتها على حيوانات قبل التجارب السريرية على البشر أظهرت مستويات عالية للوقاية من هشاشة العظام وهي أساسية في علاج المرض مقارنة مع الوقاية التي توفرها مكملات كالسيوم أخرى.

وقال يوسي إن الشركة تعتزم البدء في إجراء تجارب سريرية على مرضى سرطان بإسرائيل في الربع الأول من عام 2017 بناء على نتائج ما قبل التجارب السريرية التي تظهر تغيرات في سلوك التمثيل الغذائي للخلايا السرطانية التي قُدم لها كربونات كالسيوم غير متبلور.

وأول منتج تجاري للشركة باسم "دينستي" وهو مكمل غذائي من الكالسيوم غير المتبلور تم إقرار استخدامه في إسرائيل والصين. وتباع العبوة التي تحوي 200 قرص بمبلغ 50 دولار أمريكي. وأوضح يوسي أن الشركة قدمت في الآونة الأخيرة طلبا لإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية للمصادقة على عقارها بهدف توزيعه في السوق الأمريكية والعالم بحلول الربع الأول من 2019.

​المصدر: رويترز وموقع دويتشه فيليه

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق