الأطفال ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي

اختيار وإعداد عادل محمد ـ
12 أغسطس 2019

طفل سعودي ينتحر لغياب التفاعل مع مقاطعه على يوتيوب
تمكنت النيابة العامة في تحقيقاتها في المملكة العربية السعودية من فك غموض واقعة  انتحار طفل 

يبلغ من العمر 11 عامًا، في منطقة الباحة، عبر ربط سلك شاحن جوال حول رقبته.

ووفق صحيفة ”عكاظ“ المحلية، فإن التحقيقات كشفت أن الطفل كان هاويًا للألعاب الإلكترونية، ويتابع موقع ”يوتيوب“ بشكل مكثف ويشارك فيه.

وبعد فحص مقتنيات الطفل الإلكترونية وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أن الطفل، وفي يوم انتحاره، تحدث عبر 3 مقاطع فيديو من خلال ”يوتيوب“، عن قصص للجن والأماكن المهجورة، كما تم اكتشاف 3 مقاطع فيديو أخرى محذوفة، تحدث فيها عن المواضيع ذاتها.

وفي التفاصيل، ذكر مصدر عدلي أن الطفل كان مستعجلًا الشهرة، حيث شعر بالخيبة بعد نشره فيديو عن عالم الجن لم يلقَ من الإعجاب والتفاعل ما يرضيه، ثم حاول في مقطع فيديو آخر حيث أظهر فيه شخصه، أملًا في الحصول على عدد أكبر من الإعجابات والتعليقات، لكنه فشل مجددًا، فقام بعد عودته من المدرسة بربط عنقه بحبل توصيلة كهرباء، وشنق نفسه، ولم تعلم والدته بهذا إلا بعد مفارقته الحياة.

كما عثرت النيابة العامة على لعبة ”بوبجي“ ضمن المقتنيات الإلكترونية للطفل، فيما أكد تقرير الطب الشرعي أن الطفل توفي ”منتحرًا“ نتيجة الشنق.

يذكر أن عدة حوادث انتحار أطفال انتشرت مؤخرًا في المملكة، كان من أبرز أسبابها الألعاب الإلكترونية، وعلى رأسها لعبة ”الحوت الأزرق".

ودفعت حوادث انتحار الأطفال إلى إعلان هيئة الإعلام المرئي والمسموع في وقت سابق قائمة من 47 لعبة تم حظرها.

مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين

مواقع التواصل الاجتماعي التي تشبه سلاح ذو حدين تحولت من منابر نشر التوعية والثقافة إلى أدوات نشر الدعايات والإشاعات والتشهير والتحريض على الإرهاب... وتقوم التنظيمات الإرهابية باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب، وتستغل العصابات هذه المواقع لنشر الدعارة والابتزاز وسرقة الأموال!... لقد ابتكر طالب جامعي روسي يدعى "فيليب بوديكين" لعبة "الحوت الأزرق" عبر الإنترنت، التي تسببت في انتحار مئات المراهقين في أنحاء العالم!... وفي السنة الماضية ضجّ العالم العربي بخبر انتحار طفلين في الجزائر بعد أيام من الإدمان على لعبة "الحوت الأزرق"، هذا الحيوان الذي من المفترض ان يكون حيواناً لطيفاً، تحول بفضل هذه اللعبة المحرّضة الى وحش يودي بحياة العديد من المراهقين حول العالم انتحارا...ً وقبل هذه الحادثة في الجزائر تسببت هذه اللعبة كذلك بانتحار الطفلة أنجلينا، 12 عاماً، من الطبقة الرابعة عشرة بروسيا، والطفلة فيلينا، 15 عاماً، التي قفزت من الطبقة الثالثة عشرة بمنزلها في أوكرانيا وتوفيت على الفور، كما توفيت الطفلة خلود سرحان العازمي، 12 عاماً، في السعودية بسبب اللعبة نفسها... فما هي هذه اللعبة وكيف تأسست ولماذا تدفع الأطفال والمراهقين نحو الانتحار!... هي لعبة "الحوت الأزرق" أو تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا.ً.. بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف... وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين... ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم... في أكتوبر 2017 نشرت الصحف الخبر التالي: "أكد بيان للشرطة الإيرانية رسميا، انتحار فتاتين من فوق جسر للمشاة في أصفهان بسبب لعبة الحوت الأزرق... إنها المرة الأولى التي تؤكد فيها الجهات الرسمية في إيران سقوط ضحايا تحت لعبة التحدي الشهيرة التي سجلت سقوط ضحايا في مناطق مختلفة من العالم... وقال بيان للشرطة إن فتاة 15 عاما توفيت بينما الثانية 16 عاما في حالة حرجة بعد انتحارهما من فوق الجسر في مدينة أصفهان... ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد شرطة أصفهان قوله إن الفتاتين سجلتا رسالة وداعية في طريق العودة من المدرسة وقبل لحظات من الانتحار.

عادل محمد
 صورة لمكان انتحار الفتاتين في مدينة اصفهان الايرانية

كلفة جرائم الإنترنت 550 بليون دولار سنوياً

قدّرت شركة «مكافي» خسائر جرائم الإنترنت أو النشاطات غير المشروعة المُمارسة عبرها بما بين 375 بليون دولار و550 بليوناً سنوياً، كما تُكشف يومياً نحو 300 عيّنة من البرمجيات الخبيثة. وقال خبراء خلال مشاركتهم في مؤتمر الأمن في قطاع الطاقة الذي عقد في إطار «معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول» (أديبك) في أبو ظبي، إن قطاع الطاقة الإقليمي «تخطّى قطاع الأعمال المصرفية والمالية في قائمة الأهداف التي يسعى مجرمو الإنترنت الى الوصول إليها في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الشركات في القطاع تترك ذاتها أكثر انفتاحاً أمام هجمات ربما تكون ناجحة».
وأشار المدير التنفيذي للعمليات في «المركز الوطني للأمن الإلكتروني» التابع لوزارة الداخلية السعودية إبراهيم الشمراني، إلى أن «المتخصصين في مجال أمن المعلومات يكتشفون يومياً نحو 300 عيّنة من البرمجيات الخبيثة»، لافتاً إلى أن مؤسسته «رصدت ارتفاعاً في عدد الهجمات التي تُشنّ على الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الطاقة».
وأكد أن «قطاع الطاقة يتجه إلى أن يصبح ثاني أكبر القطاعات المستهدفة بالهجمات الإلكترونية الخبيثة في المملكة خلال هذه السنة بعد القطاع الحكومي، متخطياً قطاعي المالية والاتصالات». ومع ذلك، أوضح أن «المهاجمين أكثر نجاحاً بثلاث مرات في استهداف شركات الطاقة من مؤسسات القطاع المالي، وعلى المسؤولين في شركات النفط والغاز إعادة النظر والإمعان في التدقيق، إذا كانوا يعتقدون في هذه الحقبة الزمنية عدم تعرّض شركاتهم للهجوم ولا حتى للخطر».
ولم يستبعد رئيس الأمن كبير مسؤولي أمن المعلومات السابق لدى «بنك إنكلترا» دون راندل، أن «تبلغ كلفة الهجمات الالكترونية نحو 400 بليون دولار، وهذا الرقم ينمو بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المئة سنوياً». واعتبر أن «القرصنة والتصيد الاحتيالي والهوية المزيفة لا تزال في مقدمة المشهد، ولا يهم إذا كانت الشركة تعمل في القطاع المالي أو في الطاقة أو خدمات الماء والكهرباء أو في القطاع الحكومي أو غيرها، إذ إن هجمات الإنترنت هي سواء، لكن العواقب ستكون متباينة ومختلفة».
وشدد راندل على أن «احتمال الكشف عن هجمات الإنترنت يبقى منخفضاً»، موضحاً أن «في الأشهر الستة الأولى من السنة، تم الإبلاغ في بريطانيا عن وقوع 350 ألف هجوم إلكتروني، فيما تشير التقديرات إلى أن هذا الرقم لا يشكل سوى 40 في المئة من العدد الحقيقي للهجمات».
وأعلن أن التحقيق يطاول 10 في المئة فقط من الهجمات المبلّغ عنها من أجهزة تطبيق القانون، لكن لا يبلغ سوى 1.5 في المئة من تلك الحوادث الإجراءات القضائية»، مؤكداً أن على المعنيّين في ملف أمن المعلومات أن «يكونوا متزمّتين في طريقة تنظيم المسؤوليات والأدوار، لدى أولئك الذين يتوجب عليهم حماية أنظمة المعلومات».

المصادر: المواقع العربية المعتبرة

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق