يعتقد الكثيرون بأن الوشم أو التاتو موضة وتقليد أعمى انتشر بين النساء والرجال، والوشم على اجساد الفتيات قتل للأنوثة. كما يعتقد البعض بأن الوشم ثورة وتمرّد على الواقع وعبث بالاجساد والابتذال. ووشم نجوم العرب تقليد أعمى للغرب!.
عادل محمد
21 ابريل 2020
**
الوشم جنون وفنون
الكاتبة اللبنانية حنان بديع
تحرص معظم النساء على ارتداء تصاميم الازياء ذات المعاطف من جلد الحيوان وفرو الذئب وأقمشة جلد الحمار الوحشي وهي اضافة الى تميزها ربما تمنحها الشعور بالقوة والأمان ، لكن هذه الأفكار والمشاعر المستوحاة من عالم الحيوانات انتقلت بسرعة الى جلد الانسان فانتشرت أحدث تقليعات الوشم التي تتعلق بالحيوانات فمنهم من يفضولنها تعبر عن القوة أو الايحاءات الجنسيه كالعقرب والثعبان والفراشه والذئب والاسد والنمر بل وايضا وشم الشيطان الذي أضحى أحدث تقليعه وظاهره انتشرت مؤخرا على أجساد الشباب الجزائريين !
وأصبح هذا الوشم وكأنه يعكس ثقافة المجتمع إضافه الى جنونه وفنونه ففي بريطانيا انتهى عهد الوشم التقليدي وبدأت تنتشر ظاهرة غريبه في تزيين الجسد بثقب الجلد رغم تحذيرات وزارة الصحة والاطباء ! في عمليه أقرب الى التشويه من التجميل .ومن ثقب الجسد الى الحفر عليه ايضا ثم وشم اللسان بل وحدقة العين حتى اصبحت الدول والشعوب في تنافس على ابراز الوشم بطريقة مبتكره تعبر عن ابداعها أو حتى معاناتها فقد أشارت الابحاث الى أن 56% من الشباب الموشومين عاطلين عن العمل وظروفهم الاجتماعيه غير مستقره ، وبالرغم من أن للوشم تاريخ أقدم مما نتخيل بكثير حيث تعود هذه الظاهره الى آلاف السنين حين عثر عام 1991م في جبال الالب على جثة صياد من العصر الحجري وقد وجدت على ظهره خطوطا ورسومات الوشم وهو يعتبر أقدم شاهد على هذه الظاهره !
فإنه ممن المؤكد أنه قد مر على كل العصور والحضارات إذ عرفه المصريون أيضا في أغراض التجميل واعتبروه نوع من افتداء النفس للآلهه ، وفي غينيا يستخدم الوشم كدليل على انتقال الصبيه الى مرحلة الرجولة كما انبهرت الطبقات الاستقراطيه وجعلته حكرا على الاثرياء والنبلاء والفرسان لكنه ينتشر بين الشعوب البدائيه .
اما الرومان فقد استخدموه ختما لإثبات ملكيتهم للعبيد والدواب واستخدم في العصور الوسطى مع الكي تحقيرا للمجرمين .
إلا أنه وبعد أن كان حتى وقت قريب تقليدا للمصارعين والملاكمين ظنا أنه يبث الرعب في قلوب الخصوم أصبح موضة للفت الانتباه لا أكثر أو طريقة لتخليد ذكرى معينه .
وصولا الى العصر الحالي ليصبح لدينا مهرجانا دوليا سنويا للوشم يفد اليه الفنانون من مختلف أنحاء العالم ويتنافسون في إظهار آخر مبتكراتهم الابداعيه في هذا المجال !
ربما بفضل مروجو الوشم الذين سعوا الى تغيير إسمه الى (التاتو) ليتخلصوا مما لصق به من سمعه سيئه !
أضحت ولاية كالفورنيا الامريكيه عاصمة الوشم في العالم .
ولأن لا شىء باقي على حاله فقد تمكن أبناء هذا الجيل من نقل الوشم نقله نوعيه من استخدامه كزينه أو شعار أو ختم الى الزواج به والطلاق أيضا ،لا ألومهم فلنا في لبنان صولات وجولات في اضفاء المزيد من الاناقة والجمال على الوشم فوق اكتاف نسائنا وزنود رجالنا بل وربما أصابع أطفالنا الصغار ،أما الشعراء فقد وجدوا في الوشم صورة شعريه تترجم مشاعر الانسان العصيه على المحو والاندثار.
لست أبالغ ، وديوان (وشم على جدار الروح) لصاحبه الشاعر عبد الرزاق درباس شاهد على ما فعل الوشم فينا ..
المصادر: المواقع العربية واليوتيوب
0 comments:
إرسال تعليق