صدر حديثًا، عن المركز اليهودي العربي في جامعة حيفا، كتاب " ضفّتا الوادي.. سيرة حياتي "، للأستاذ رياض كبها، مدير المركز اليهودي العربي غبعات حبيبة، ومعلم المدنيات في اعدادية كفر قرع، ورئيس مجلس بسمة سابقًا.
جاء الكتاب في 150 صفحة من الحجم الكبير والورق الصقيل، ويحكي قصة حياة الأستاذ رياض كبها، الزاخرة بالنشاط والعطاء وخدمة المجتمع وتكريس ثقافة السلام والتعايش والانفتاح على الآخر.
يشتمل الكتاب على كلمة للبروفيسور راسم خمايسي مدير المركز اليهودي العربي، وتقديم للبروفيسور مصطفى كبها، وكلمة شكر واستهلال للمؤلف رياض كبها.
ويجمع الكتاب بين طياته على محاور متداخلة تشكل قصة وسيرة حياة كبها، الذي يقول : " لقد قررت أن أقوم عبر سيرتي الذاتية، وأن أحاول الولوج إلى القلوب، لا بواسطة محاضرات وخطابات، ولا عبر الكليشيهات الخاوية، ولا عبر التصريحات السياسيّة الناريّة، بل من صميم القلب، من صُلب الحياة نفسها. هذا ما راودني في يوم الجمعة ذاك بعد العصر ونحن على شرفة بيتي. استهوتني الفكرة، فقلّبتها في رأسي، وتحدّثت مع أفراد أسرتي بشأنها، فشجّعوني وتجنّدوا جميعًا لمساعدتي. شاركت في الأمر بعض المقرّبين، وبعد ذلك زملائي في العمل، ثم جلست لأكتب ".
في البداية يسرد المؤلف تاريخ الأسرة وجذور شجرة عائلة " كبها " التي ينتمي إليها، ويحدثنا عن قريته ومسقط رأسه " برطعة " وعن الوضع المعقد والفريد الذي اتصفت به جراء الانشطار وخلق برطعتين على ضفتي الوادي، مختلفتين في الهوية والعادات والتقاليد والطقوس الاجتماعية. ثم يتطرق للتطورات الاقتصادية والجغرافية ويشير للبنية الجغرافية للقرية، والمياه والبساتين فيها، ويتوقف عند الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الوطن المحتل، وما تركته من آثار وانعكاسات اقتصادية على مواطني برطعة الشرقية، وبات سوقها اليوم يشكل مركزًا تجاريًا لأهل الداخل الفلسطيني.
وفي فصول أخرى من الكتاب يحكي عن طفولته وتعليمه الابتدائي ودراسته الثانوية في الطيرة، وعمله لاحقًا مدرسًا للمدنيات في اعدادية كفر قرع، والتحاقه بالعمل في المركز اليهودي العربي جبعات حبيبة، ومساهمته في نشر أفكار السلام والتعايش بين الشعبين.
وفي مكان آخر يتطرق إلى اختياره مختارًا خلفًا لأبيه بعد وفاته سنة 1985، ورئاسته لمجلس بسمة المحلي واعتزاله فيما بعد، وخروجه بعلاقات طيبة مع الجميع وميزانية معتدلة نسبيًا، وتركه طاقمًا مهنيًا منظمًا.
وفي صفحات أخرى من الكتاب يتحدث عن جولاته في العالم بعيدًا عن برطعته، وعن أسرته وزوجته وأولاده وأحفاده.
ويختتم رياض كبها كتابه بتلخيص مرحلي لانتخابات العام 2015 وتجربة القائمة المشتركة، طارحًا الكثير من المواقف ووجهات النظرحول الواقع السياسي وتعثر العملية السلمية ومستقبل العلاقات اليهودية العربية.
" ضفّتا الوادي "، كما يقول بروفيسور مصطفى كبها " كتاب جذاب، مصوغ بلغة سهلة، ويفتح أمام القارئ نافذة لمراجعة التاريخ كما هو منعكس في سيرة حياة شخص واحد متعدد النشاطات ".
إننا إذ نهنئ ونبارك للمؤلف الصديق رياض كامل كبها ( أبو محمود) بصدور كتابه/ سيرته، نتمنى له العمر المديد والمزيد من العطاء والنشاط والاصدارات الجديدة، وله الحياة.
0 comments:
إرسال تعليق