وقد جاء في إهداء الكتاب : " إلى سوريَّة شام الياسمين الَّتي تَجَلّتْ بموشورِها الوطنيّ جَمَاليَّةُ الأطياف "
يتألَّف الكتاب من طيفي استهلال وختام
أما المتن : فقد جاء في سبعة أطياف منبثقة عن سبعة مباحث موزَّعة وفق الآتي :
المبحث الأول : طيف العنونة ودلالاته
المبحث الثاني : أطياف الصورة وحيويتها
المبحث الثالث : أطياف التعالق النصي
المبحث الرابع : أطياف التجليات الصوفية
المبحث الخامس : أطياف المعجم اللغوي
المبحث السادس :أطياف الأقرباء
المبحث السابع : طيف الموقف الشعري
وقد جاء في مقدمة الكتاب :
" هذه الدراسة من ضمن مشروع يعمل الباحث على إتمامه من خلال تسليط الضوء على التجارب الإبداعية الجديدة التي ونجد أنه من حقها الدرس والتحليل بعيداً عن المراوحة في شعر المتقدمين الذين أصبح القول في شعرهم إعادة كلام سابق للاحق ، وهو ما كان دافعنا الأهم في تسليط البحث على تجارب إبداعية ما تزال تتابع خطواتها بثقة وثبات ، وهو ما يجعل للنقد أهميته في دفع تلك المسارات إلى مواطن أكثر جمالاً وانفتاحاً ، وهي ترى من يتابعها ، ويهتم بها ، فإذا كان الإبداع قوادم الشاعر التي يُحلّق فيها ؛ فإنَّ النقد هو الخوافي التي تُسهِم في مدّه بالقوَّة والحيوية للاستمرار ومتابعة الطيران . ولله الحمد من قبلُ ومن بعد
وفي الختام أثبت الباحث أهمَّ النتائج التي توصَّل إليها في كتابه بالقول :
" تك كانت رحلتنا في بحر الشاعر ، وفيها بلا شك متعة الاكتشاف لما هو جميل ما يجعل المرء يتجاوز كل محاذير الرحلة، ونود تأكيد أنَّ الانتشاء بلحظة المكاشفة واللذة الجمالية التي يجدها القارىء في بعض نصوص شاعرنا العتيق كفيلة بأن تُجيب على كل تساؤل قد يخطر في البال عن سبب تناول شعر الشاعر، وإضاءة جماليات اللغة فيه .
فقد كشفت لنا تلك الرحلة في شعر شاعرنا أنه كان في كثير من قصائده مُخترقاً فضاءات جمالية غير مسبوقة ، ومن ذلك ما تبدَّى في تشيئته الفراغ من حالة الانعدام الحركي إلى تمثله لهيئة الامتلاء ، ومن الفراغ من الموضوع إلى الامتلاء بالذات ، ومن خلال بحثنا في التجربة الإبداعية لدى الشاعر د. محمد سعيد العتيق يُمكننا أن نسجل الملاحظات الآتية :
الأولى ــــــ مرت تجربة الشاعر في مرحلتين متمايزتين يمكن أن نصنفهما بــ مرحلة التأثر بأصوات الآخرين ، وهي ما انعكس في شعره المنشور في ديواني : على ضفاف الروح ، وطرائد النور .
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التميز والتفرد في شخصيته الأسلوبية التي تبدَّت بوضوح في دواوينه اللاحقة .
الثانية ــــــ مثلت تجربته ميلاً باتجاه الشعر الصوفي ، وهو ما تجلى في ديوانيه : نحات نور ورنين الظلال
الثالثة ـــــ عكست تجربته الإبداعية ثقافة الشاعر التي بدت في غير مظهر من مظاهر اشتغاله النصي الذي حرص فيه أن يستثمر التراث من دون أن يغفل عن مقتضيات الحداثة ، واشتراطاتها الفنية .
الرابعة ــــ جاء النص الشعري لدى العتيق نصَّاً حاملاً سمته الخاصة فيه ، وهو ما برز في ديوانه رنين الظلال في أنصع صوره .
الخامسة ـــــ مثلت الفلسفة جانباً مهماً في شعره الذي حاول فيه أن يُعبّر عن تجربته الحياتية ، ليقدمها في صورة تجسدت ظهوراتها اللغوية في قوالب الحكمة والاعتبار .
السادسة ـــــ جاءت مقولات الوطن شاملة المعجم الشعري كله ، إذ تمثل الوطن بحدود المكان الجغرافي ، والعاطفي ، وهو ما تمثل بصلات القربى ، والانتماء للوالدين ، وفي مشاعر الحب التي تربطه بالمرأة الحبيبة .
السابعة ـــــ جسد الشاعر في موقفه الجمالي من الشعر رؤيته الواعية لحقيقة الإبداع الذي لا يؤطر في شكل محدد ، كما أنه لا يقتصر على نمط أسلوبي بعينه .
الثامنة ـــــ جاءت اللغة في شعر العتيق لغة مُعبرة تنمُّ على أسلوب الشاعر الذي يرى في الشعر تجسيداً للفكر ، وتمثيلاً للمشاعر .
التاسعة ـــــ لجأ الشاعر إلى الرموز الشفافة التي لم توغل في الإيهام ، ولم تنغلق على مدلولاتها ، وهو ما جعل الرمز منسجماً مع خطابه الشعري .
العاشرة ـــــ أفرزت تجربة الشاعر العتيق صوتاً من أصوات الشعر العربي الذي يتسم بفرادته في اللغة الخاصة التي جاءت نسيج وحده ، وهو ما يبدو في أشعاره الأخيرة التي أسبغ عليها بصمته الأسلوبية الخاصَّة به .
وتجدر الإشارة إلى أنَّ الكاتب قدْ خصَّص ريع الكتاب للحالات الإنسانية .
وهو شاعر وناقد وأكاديمي سوري .
0 comments:
إرسال تعليق