زارني مساء يوم الإثنين ( 4 / 10 / 2021 ) في بيتي في قرية المغار الجليل مجموعةٌ من الأصدقاءِ الشعراء والكتاب ، وهم : الكاتب والناقد محمد علي سعيد من مدينة طمرة والكاتب والإعلامي الأستاذ زياد شليوط من مدينة شفاعمرو والشاعرعمر رزُّوق من قرية أبو سنان والشاعر صالح سواعد من مدينة شفاعمرو والسيد محمود جرادات ( أبو حسن ) عازف الشبابة واليرغول المخضرم والذي اشتهر بلقب ملك الشبابة واليرغول وأصله من مدينة طبريا ويسكن في بلدة المغار .
وجرى الحديث كالعادة ، بين الجميع ، في أمور ومواضيع الشعر والأدب والفن والثقافة والإعلام المحلي وأزمة النقد المحلي وظاهرة الفوضى والتّسيُّب الموجودة على الساحة الأدبية والثقافية المحلية ، وإقامة الأمسيات التكريميَّة لكلِّ من هبَّ ودبَّ وللمتطفلين والدخيلين على الدوحة الأدبية الباسقة والذين لا توجدُ لهم أيةُ صلةٍ أوعلاقة مع الشعر والأدب وبينهم وبين الثقافة والأدب والإبداع مسافة مليون سنة ضوئيَّة.. وفي نفس الوقت التعتيم على القامات الأدبيَّة الإبداعية الوطنيَّة الباسقة وعلى عمالقة وجهابذة الفكر والادب والفن والثقافة محليًّا ، وخاصة الوطنيين الأحرار الشرفاء . وكان التطرق أيضا إلى ظاهرة ما يسمى بالإسهال الادبي ، وخاصة الإسهال في مجال قصص الاطفال ( وأول من أطلق هذه التسمية وهذه المصطلح اللغوي أوالبلاغي أنا والكاتب محمد علي سعيد ) ..حيث هنالك أشخاص – محليًّا - لا توجدُ لهم أيةُ علاقةٍ وصلةٍ مع الأدب والثقافة والإبداع ، ولا يعرفون كتابة وصياغة جملة واحدة صحيحة ومفيدة بدأوا مؤخرا يكتبون وبشكل مكثفٍ قصصا للأطفال دون المستوى المطلوب، بل هي هراء وسخافات وتفاهات . وللأسف الشديد هذه القصص لها سوق تجاري ( بيزنس ) في الآونة الأخيرة وتسوق وتباع بسهولة من قبل دور النشر والتوزيع التجاريَّة والرَّخيصة ...
.. وأيضا من قبل المؤسسات الحكومية وغيرها وتباع في المدارس وتدخل ضمن برامج ومناهج وزارة المعارف والثقافة حتى لو كانت دون المستوى وتفتقر إلى الأسس والعناصر الاساسية التي يجبُ أن تتوفرَ في قصص الأطفال التي يعرفها أبسط الناس وليس فقط النقاد والمختصون والمهتمون
في الأدب . وهذه المؤسسات تتجاهلُ عن قصد ولا تهتمُّ ولا تطبع إنتاج كبار وعمالقة الشعر والأدب المحلي لأنه لا يوجدُ لها ربحٌ ومكسبٌ مادي كبير وسهل في هذا الأدب الإبداعي الراقي .. وأنا شخصيًّا كان لي تجربة مع إحدى دور النشر التجارية التي وعدت ثم رفضت طباعة كتاب لي قيم جدا وهو دراسات في أدب الاطفال المحلي وليس قصة تافهة وسخيفة للأطفال دون المستوى كالتي تتبناها وتطبعها هذه المؤسسة ودار النشر وغيرها من دور النشر والمؤسَّسات التجارية المحلية، والتي هدفها الحقيقي ليس خدمة الأدب والثقافة كما يبدو .. ولا تطبع كتابا لوجه الله ولأجل خدمة الثقافة المجتمع إذا لم يكن من خلال طباعة الكتاب مكسب مادي كبير جدا. والجدير بالذكر أنني كنت قد نشرتُ سابقا جميعَ الدراسات والمقالات المطولة التي يحتويها كتابي هذا ( دراسات في أدب الأطفال المحلي ) في الكثير من المواقع والصحف الورقية والألكترونية في العالم العربي وعالميًّا.. وعلمت مؤخرا عن طريق أحد الأصدقاء وبالصدفة أن طالبا جامعيا من دولة الجزائر ويدرسُ في جامعة الجزائر أخذ العديدَ من هذه الدراسات النقدية التي لي وقدمها للجامعةِ التي يدرس ويتعلم فيها مع مقدمة صغيرة له... وأكثر من 80 بالمئة من الوظيفة الجامعيَّة التي قدمها للجامعة هي مأخوذة ومسروقة عنِّي حرفيا ..وقد حصل على اللقب الثاني ( الماجستير - m. a ) بإمتياز من هذه الجامعة.
وباختصار شديد هذه هي حالة الوضع الأدبي والثقافي عندنا محليًّا ومستوى ونهح وسياسة المؤسَّسات والأطر الثقافيَّة ودور النشر وللأسف.
وقد أهداني كلٌّ من: الأستاذ زياد شلويط والشاعرعمر رزُوق والشاعر صالح سواعد مجموعة من كتبهم ودواوينهم الشعرية..وأهديتهم أنا،بدوري، أيضا البعضَ من إصداراتي ، وهي : ديواني عاشق من الجليل وكتابي دراسات في أدب الأطفال..والكتاب الأخيرالذي صدر عني، وهو : دراسات نقدية موسعة وشاملة عن شعري - من تأليف الشاعرة والباحثة والناقدة الفلسطينيَّة الكبيرة إيمان مصاروة من مدينة الناصرة .
وتخلل هذا اللقاء الأدبي الثقافي الممتع قراءاتٌ شعريّة .. وقدمَ الفنان
المخضرم ملك الشبابة واليرغول محمود جرادات أبو حسن معزوفات جميلة على آلة الشبابة نالت إعجاب الجميع .
0 comments:
إرسال تعليق