قام يوم السبت ، ٢٠٢١/١٠/٣٠ملتقى روّاد المكتبة بنقاش كتاب " دخان البنفسج" للأديب: عصري فياض، في مركز الطفل الثقافي_جنين.
حيثُ تولت عرافة الندوة الأستاذة: سحر أبو زينة التي ادارت الحوار بهدوء وسلاسة وتمكن وجدارة
بدأت الندوةَ بقراءةِ الفاتحة على أرواح الشهداء ،فهم أكرم الناس وأنبل بني البشر في ذكرى مذبحة كفر قاسم لا يمر لقاء الا ويكون الشهداء بدايتنا وشعلة مسيرتنا
ثم تحدثت مديرة ملتقى روّاد المكتبة الأديبة الأستاذة إسراء عبوشي رحبت بالحضور المميز من الأدباء والشعراء والمثقفين ، وقدمت قراءة في الكتاب(دخان البنفسج ) جاء فيها( عشرون قصةً ‘استطاعَ الكاتبُ فيها تطوّيعَ اللغةِ في السردِ بأسلوبٍ شائقٍ مشوقٍ ماتعٍ غلبت عليهِ بساطةُ التعبيرِ، رغم تَمكُنهِ من غزلِ صُورٍ إبداعيةٍ وكأنَها ومضاتٌ تضيءُ الفكرَ وتوصلُ المعنى بشكلٍ رقيقٍ دقيق . ونجحَ في جعلِ مجموعتهِ الأولى هذه لافتةً للانتباهِ في تنوعِها، وتلويناتِها، وأقسامِها، وموسيقى إيقاعِها.
وفي نهاية كلمتها أعلنت عن مسابقة لفئة الكتّاب الشباب ينظمها الملتقى وستطبع القصص الفائزة في كتاب جماعي بدعم من الأستاذ: عبد الله كبها عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربي، ومتبرع مغترب رفض ذكر اسمه.
ثم قدم الباحث الاستاذ مفيد جلغوم قر اءته النقدية التي أوضح فيها العلاقة بين الأدب والتاريخ والأسلوب الروائي، وكيف جاءت قصص دخان البنفسج في هذا الاطار ، مؤكدا انها كانت قصصا أرّخت للحالة الفلسطينية بطريقة أدبية ناجحة، مما جعلها إضافةً جيدةً ونوعيةً للأدب الفلسطيني المقاوم.
وقالت الأديبة حنين أمين في قراءتها: لو نصتنا إلى قلمه لسمعناه يقول "حسبي أنّني استجبت لصوت الواجب النضالي فقد نادتني ساحة الأدب المقاوم رغبة في تقرير مواقف الكرامة والبطولة وخدمة للأجيال وللوطن، وحبّاً بهذا النمط من الأدب الصادق والرفيع، ونقلت تهنئة مكتب ثقافة جنين بهذا الإصدار القيم.
وذكر الشاب: خليل هب الريح ، وهو قاريء وممثل ولديه فرقة مسرح، أنه لم يعش هذا المرحلة لكنه من خلال المجموعة القصصية " دخان البنفسج" رأى أبطالاً حقيقيين موجودين بيننا تم تسليط الضوء عليهم، وتحدث عن الرمزية في قصة" دخان البنفسج " حين ان "ياسمين" تمثل فلسطين من أيام الانتداب إلى ان سلمت الراية.
وبما انه يعمل في مجال التمثيل فقد اختار بعض تلك القصص لتكون قصص مصورة، وتصل إلى شريحة أوسع وتوصل رسالتها بالكلمة والصورة.
وفي مداخلة الأستاذ: عماد محاسنة قدم بعض الاقتباسات التي تُظهر جمالية اللغة التي استخدمها الكاتب" دخان الأكباد تحترق" واصفاً فياض بأنه جعل للرجولة جسد لواقعية الوصف في سرده، وكيف استخدم الكاتب ملامح نفسية وصور فنية مبتكرة، منوهاً أن الأدب مرآة المخيم ، وصورة نضاليه هامة.
وقد قدمت الكاتبة صفاء غليون قراءة بالنيابة عن الشاعرة نادية فهمي التي لم تتمكن من الحضور، وحرصت على المشاركة، موضحة أسلوب الكاتب ومتناولة تأثير القصص وصياغتها.
وقدم الشاعر عبد القادر مراعبة مداخلة وجه فيها السؤال للكاتب، هل تتوقع من الذكريات أن تدفع آمال الجيل الجديد نحو مفاتيح جديدة للخلاص؟
ولماذا اخترت البنفسج رغم شدة الأحداث وتوقدها في زقاق هذه المجموعة القصصية؟
أما الشاعر حسّان نزال فتحدث في مداخلته عن الأمكنة وتكثيف القصة، قائلاً: أن هذه الأماكن واقعية لدينا أما للعالم متخيلة، بمضمار الأدب تصبح الوقائع متخيلة، ويستطيع الكاتب التأثير على القارئ من خلال نقل هذه الصور للخارج.
وفي لفتة وفاء حيا الأستاذ حسّان نزال أستاذه المتواجد بيننا الأستاذ موسى الطيب الذي كتب فيه قصيدة" مهجتي ضاعت" وقد شكر الأستاذ موسى أهل قباطية وتقديرهم للمعلم ورسالته السامية.
اما الشاعر محمد الأخرس فقد بين ضرورة حرص الكاتب على اللغة، وإن لسلامة الكتابة وخلوها من الأخطاء أهمية كبيرة في الحكم على جودة الأعمال الكتابية.
والأستاذ عطا الرزي بين أهمية إحياء هذا النوع من الأدب المقاوم، ذاكراً أن عصري فياض قاص جيد وسارد جيد، واظهر تأثره في نهاية القصص المؤثرة وتساءل في قصة "قيدوه بهدوء" لماذا تحمل الشاب كل هذا؟
ونوه الأديب حسين حلمي شاكر قائلا" قصص عصري إضاءة للحاضر وتوثيق للحياة" وأعلن عن تاسيس منتدى ثقافي تابع للمكتبة في بلدته عرابة باسم مسار عرابة الثقافي لإثراء المشهد الثقافي، وقد بارك أعضاء ملتقى رواد المكتبة هذا الإنجاز، وأبدوا رغبتهم بالتعاون المشترك للنهضة بالحركة الأدبية بالمحافظة.
أما الكاتبة دلال عتيق وصفت المجموعة القصصية لعصري فياض قائلة :القصص كغيث على أرض متشققة، وإن للكلمات روح وما سكن بالروح يستمر ويزهر، أثنت على أسلوب الكاتب واختياره لعباراته وكيف انه عرفنا من خلال هذه القصص على شخصيات لم نعرفها بالحقيقة، وقد ناقشت الكاتب في استخدامه مونولوج داخلي نقل الحدث بجدارة.
والأديبة حمدة مساعيد قالت أن الكاتب يعرف كيف يمسك ريشته ويرسم لنا أحداث الرواية بصورة الوجع الذي ينبش في الذاكرة فتأتي الصورة صادقه وكأنها حدثت الأن.
وفي كلمة الأديب عصري فياض قال: لم يكن ليرفع الله اسم جنين لولا طيبة هؤلاء الناس الذين ليسوا كسائر البشر، يسخرون من الموت، وتحدث عن علاقته بأبطال قصصه وقربه منها وكيف رأى ملامحها واحدائها وعاش معهم أمثال الشهيد " اياد أبو الليل" وبين أهمية ان تتحول القصص لدراما يشاهدها الجميع، لتكتمل الرسالة.
وقد قدم الشاعر: أبو الناجي وصلة زجل في وسط الحفل، لاقت استحسان وأثارت البهجة بين الحضور.
وفي نهاية الندوة قدم أعضاء ملتقى رواد المكتبة هدية تذكارية باسم الملتقى للأديب عصري فياض، وقد باركوا له إصداره الثاني " جداريات في سماء المخيم" الذي أعلن عنه في هذه الندوة وقد كتبت مقدمته مديرة الملتقى الأديبة إسراء عبوشي.
0 comments:
إرسال تعليق