كتبت إسراء عبوشي ـ
استشهد داوود الزبيدي بالأمس شقيق الأسير زكريا الزبيدي بعد شهر تقريباً من استشهاد شأس كممجي شقيق الأسير أيهم كممجي، والأسيران زكريا وأيهم من ضمن الأحرار الستة الذين انتزعوا حريتهم عبر نفق الحرية من سجن جلبوع في أيلول الماضي.
واجه أيهم وزكريا أقدارا مشابهه عدة مرات، فهل كانت صدفة؟ أم مخطط لها؟
هذا الاحتلال الذي يتبع سياسة منهجية ضمن إجراءات مدروسة، هل حقاً ليس له يد بما جرى ويجري مع أبطال النفق!
الأسيران أيهم وزكريا جمعهما ضيق ظلام النفق قبل خروجهما إلى النور بضعة أيام، ومعانقتهما نسائم الحرية، لا أظن أنهما تقابلا على أرض جنين لكنهما قاوما معاً من أجل فلسطين كلّ من موقعه.
وجمعهما أيضاً العزل الانفرادي بعد أن أعيد اعتقالهما من جديد، زكريا في عزل "أيالون" وأيهم في عزل "ريمونيم" في ظروف اعتقاليه صعبة وقاسية جدًا وغير إنسانية.
وجمعهما كذلك مرارة اليتم فقد قُتلت مريم الفلسطينية _كما وصفها الأسير رائد السعدي في كتابة الخارج من السجون_ والدة الأسير أيهم وقد كان ابنها الآخر عهد معتقل في ذلك الحين، قُتلت حزناً وألّما على أبنائها أيهم وعهد بتاريخ 11/3/2019،
اعتقال الابن البكر: أيهم أورثها مرض السكري، يوم أبلغت بخبر استشهاده بعد استشهاد رفيقه معه، قبل أن يتبين أنه جريح، ومن ثم حرمت من زيارتهما، وعندما صدر الحكم بحق ابنها الأصغر عهد انهارت قواها وأصيبت بجلطة ونقلت إلى مستشفى جنين، ثم أصيبت بجلطة ثانية وثالثة بشكل متوالٍ في داخل المستشفى توفيت على إثرها
ووالدة زكريا الزبيدي سميرة وشقيقه طه استشهدا خلال اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين في نيسان عام 2002.
وآخر ما جمع الأسيران البطلان أيهم وزكريا استشهاد الأشقاء شأس وداوود، تلقى أيهم خبر استشهاد شقيقه شأس في 14 من الشهر الماضي، وهو بالحبس الانفرادي، وبالأمس بعد شهر تقريبا على استشهاد شأس استشهد شقيق زكريا داوود، وتلقى الخبر أيضاً زكريا وهو بالحبس الانفرادي، كأن القدر يسرد التفاصيل مرتين.
وكلاهما أيهم كممجي وزكريا زبيدي يواجهان الحكم المؤبد ،الفارق بينهما أن أيهم حكم مدى الحياة، أما زكريا مؤبد واحد.
بعد أن سطروا أبطال النفق انتصاراً عظيماً عند انتزاع حريتهم وأفشلوا منظومة الاحتلال الأمنية الصدئة، عزلهم وكأنه يضعهم في مقابر خاصة، وعاقب أهلهم بملاحقهم وتصفيتهم بلا محاكمة.
0 comments:
إرسال تعليق