وداعا للآلام المبرحة لمرضى كسور الضلوع

 



 

كتب مجدي جعفر

في رسالة علمية جديدة متميزة وغير مسبوقة بكلية الطب البشري بجامعة الزقازيق، وتحت إشراف : 

1 - أ.د. / هـويده أحمـد عثمان أستاذ التخدير والعنايه المركزه وعلاج الألم بكلية الطب حامعة الزقازيق.

2 - أ.د. / مهـا إبراهيم الـدسـوقى أستاذ التخدير والعناية المركزه وعلاج الألم بكلية الطب جامعة الزقازيق.

3 - أ.م.د. / مروة محمد مدحت عبد الوهاب أستاذ مساعد التخدير والعنايه المركزة وعلاج الألم بكلية الطب جامعة الزقازيق، حصلت الطبيبة / سارة مصطفى حامد عبد القادر جعفر مدرس مساعد التخدير والعنايه المركزه وعلاج الألم على درجة الدكتوراة بإمتياز، والتي اعتبرها المناقشون فتحا جديدا لتخفيف الألم عن مرضى الكسور، وأشادوا بالجهد الجبار الذي بذلته الباحثة في رسالتها وبالنتائج المذهلة التي توصلت إليها. 

واسترشدت الدكتورة سارة مصطفى حامد عبدالقادر جعفر في بحثها ورسالتها العلمية بالموجات فوق الصوتية فى الإغلاق العصبى للعضلة الناصبة الشوكية مقابل الإغلاق العصبى للعضلة المنشارية الأمامية لتسكين الالم ووظائف التنفس فى مرضى كسورالضلوع.

 حيث تعد الإصابة بكسورالضلوع أكثر اصابات الصدر شيوعا وانتشارا فتمثل نسبة ( 10 ) بالمائة من الإصابات .وغالبا ما تكون هذه الكسورمصحوبة بتهتكات في الرئة ودرجة عالية من الألم الذى يؤثرسلبا على وظائف الرئة مما قد يؤدى إلى مضاعفات والتى قد تصل في بعض الأحيان إلى حالة الوفاة .ويُعد عدم العلاج الأمثل للألم من أهم الأسباب في حدوث تلك المضاعفات مثل الالتهاب الرئوى وفشل التنفس . لذلك يعد العلاج المُبكر للألم أساسا فى تحسن تلك الحالات.

........................................................

الهدف الأسمى من هذه الدراسة :

وقد كان الهدف من هذه الدراسة هو المقارنة بين اغلاق مستوى العضلة المنشارية الأمامية واغلاق مستوى العضلة الناصبة الشوكية استرشادا بالموجات فوق الصوتية، لتحقيق الهدف الإنساني الأسمى في تسكين الألم وتحسين وظائف الجهاز التنفسى للمرضى الذين يعانون من كسور الضلوع.

......................................................

حالات وعينات الدراسة :

اشتملت دراسه الدكتورة سارة مصطفى على ( 114 ) من المرضى، وتم تقسيمهم إلى ثلاثة مجموعات متساوية تحتوى كل مجموعة على ( 38 ) مريضا :

• المجموعة الأولى: (38مريضا): تلقى المرضى في هذه المجموعة مسكنات وريدية تقليدية فقط: كيتورولاك وريدي (30 مجم / 8 ساعات) وباراسيتامول وريدي (1 جرام / 8 ساعات).

• المجموعة الثانية: (38مريضا) تلقى المرضى في هذه المجموعة اغلاق مستوى العضلة الناصبة الشوكية باستخدام جهازالموجات فوق الصوتية بالإضافة إلى المسكنات الوريدية التقليدية.

• المجموعة الثالثة: (38مريضا): تلقى المرضى في هذه المجموعة اغلاق مستوى العضلة المنشارية الأمامية باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية بالإضافة إلى المسكنات الوريدية التقليدية.

باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية و ابرة سبينال طولها 10 سم قياس 22 تم تحديد مكان الحقن واستخدم بابيفاكين 0.25% و 8 مجم ديكساميثازون لإغلاق مستوى العضلة الناصبة الشوكية و العضلة المنشارية الامامية.

وتم شرح التقنية بصورة كاملة للمرضى قبل بدء الدراسة وكذلك تم تدريبهم على كيفية استخدام الجهاز التنفسى التحفيزى اليدوى والتعبير عن درجة الألم على مقياس درجة الألم المستخدم فى الدراسة. وتم تسجيل كل من درجة الألم وقدرة التنفس قبل تلقى تسكين الألم مباشرة وبعدها عند 30 دقيقة وساعتين و4 ساعات و6 ساعات و8 ساعات و12 ساعة و24 ساعة .وكذلك تم تسجيل العلامات الحيوية بنفس التوقيتات السابقة. بينما تم قياس حركة و نسبة سماكة الحجاب الحاجز باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية قبل تلقى تسكين الألم مباشرة وبعدها عند 30 دقيقة و6 ساعات و12 ساعة و 24 ساعة.

وتلقت المجموعات الثلاثة كيتورولاك وريدي (30 مجم / 8 ساعات) وباراسيتامول وريدي (1 جرام / 8 ساعات) وفى حالة زيادة درجة الألم أُعطى المرضى البيثيدين لتقليل الألم بصورة سريعة.

ولقد تم تسجيل كافة المضاعفات المتعلقة بالأدوية الأفيونية أو التقنية المستخدمة. كذلك تم تسجيل مدى رضا المرضى فى كل مجموعة.

................................................

النتائج:

ومن النتائج المهمة في هذه الدراسة : تفوق المجموعة الثانية فى خفض مستويات الألم على المجموعتين الأولى والثالثة بينما تفوقت المجوعة الثالثة علي المجموعة الأولى فى معظم الأوقات ماعدا عند الساعة 2 و 8 . مما ترتب عليه أقل استخدام للمواد الأفيونية فى المجموعة الثانية وتليها المجموعة الثالثة بينما كانت المجموعة الأولى هي الأكثر استخداما للمواد الأفيونية.

وأوضحت الدراسة تحسن قدرة التنفس فى الثلاث مجموعات عند مقارنتها بالقياسات الأولية بينما كان هناك زيادة واضحة فى المجموعة الثالثة عند مقارنتها بالمجموعة الأولى عند 30 دقيقة و ساعتين و 4 ساعات و6 ساعات . بينما تفوقت المجموعة التانية على المجموعة الأولى والثالثة فى هذا الجانب من الدراسة.

أوضحت الدراسة تحسن حركة الحجاب الحاجز فى كل من المجموعة الثانية والثالثة عند مقارنتها بالمجموعة الأولى ولكن عند المقارنة بين المجموعة الثانية والثالثة فقد تفوقت المجموعة الثانية على الأخرى فى هذا الجانب من الدراسة. اما بالنسبة لقياس نسبة سماكة الحجاب الحاجز أوضحت الدراسة تفوق كل من المجموعة الثانية والثالثة على المجموعة الأولى دون تميز إحداهما عن الأخرى.

وبالنظر إلى العلامات الحيوية فقد أوضحت الدراسة انخفاض فى معدل ضربات القلب فى الثلاث مجموعات عند مقارنتها بالقياسات المبدئية. ولكن سجلت أعلى قياسات لضربات القلب فى المجموعة الأولى وتفوقت المجموعة الثانية على المجموعة الثالثة. بينما متوسط ضغط الدم أوضحت الدراسة انخفاض فى معدلاته فى كافة المجموعات دون تميز إحداها عن الأخرى.

بالنسبة للمضاعفات المتعلقة بالأدوية الأفيونية اوالتقنية المستخدمة قد بينت الدراسة انخفاض معدلها فى المجموعتين الثانية والثالثة فكانت نسبة القيء والغثيان أكثر فى المجموعة الأولى كذلك لم تسجل الدراسة أية حالة تسمم بالمادة المخدرة مما يبرهن على أمان التقنيات المستخدمة.

ولقد بينت الدراسة ارتفاع نسبة رضا المرضى فى المجموعتين الثانية والثالثة عن رضا المرضى فى المجموعة الأولى.

وتُعد هذه الدراسة العلمية والرصينة والمتميزة هي الأولى من نوعها التي سعت الباحثة من خللها إلى خفض نسبة الألم لدي مرضى الكسور وتسكينه تماما باستخدام آليات وتقنيات جديدة منها الموجات فوق الصوتية وتعديلات في جرعات الأدوية ومددها الزمنية دون أن تترك آثارا جانبية، ونالت دراستها الرضى التام من المناقشين والإشادة بها واعتبروها إضافة حقيقية لحقل الطب، وكل الشكر والتقدير للباحثة التي ركزت دراستها على ضرورة تخفيف الآلام عن المرضى الذين يعانون من الكسور، وخاصة كسور الضلوع.



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق