احذروا.. ارتفاع ضغط العين قد يؤدي إلى العمى

كتب عادل محمد

1 ديسمبر 2019

‫اتصلت بصديقي الكاتب البحريني لاستفسر عن عدم نشره مقالاً لعدة أشهر، رد علي قائلاً: "كدت أن أفقد بصري!". فقلت له هل جرى لك حادث؟. قال من حسن حظي لم يكن  حادثاً بل ضغط عيني الذي وصل إلى 50 وسبب لي ضعفًا شديدًا  في البصر، وقد أتوقف عن الكتابة للأبد!.

في الواقع لم تكن لدي أي معلومات مسبقة عن ضغط العين (الگلوكوما) الذي قد يتسبب بالعمى للإنسان، وأظن أن الكثير من أفراد المجتمع يفتقرون لهذه المعلومات. فقبل نحو 20 سنة حين أصبت بضعف النظر إثر ملاحظتي لصعوبة تفريقي بين الرقمين 2 و3 من مسافة قريبة، قمت بمراجعة طبيب العيون وبعد عدة فحوصات قال لي الطبيب بأن العين اليمنى مصابة بالماء الأبيض، والعين اليسرى مصابة بالزرق بسبب ارتفاع ضغط العين وأكثر من نصف أعصاب العين اليسرى تالفة.

ثم اقترح علي إجراء عملية إزالة الماء الأبيض من العين اليمنى، واستعمال قطور للعين اليسرى من أجل تخفيف الضغط، وأضاف أنه لا يمكن إجراء عملية للعين المصابة بالزرق، وعلاجها الوحيد هو استعمال قطور العين طول العمر حتى يتعدل الضغط ليصبح ما بين 10 - 20 ملم زئبق.

ويسرني أن أقدم للقراء الأعزاء بعض المعلومات المفيدة عن ضغط العين والتي وفرها مجموعة من أطباء العيون في المواقع الإلكترونية:

المرض التقليدي الذي يصاحبه ارتفاع حاد او مزمن في الضغط داخل العين هو الزرق (glaucoma). قد يحدث ارتفاع ضغط العين بسبب تراكم سائل الدموع، والذي لا يتم التخلص منه من العين، كما يجب. الأمراض أو الحالات التي يصاحبها ارتفاع في الضغط داخل العين، والتي تؤدي إلى ضرر دائم لعصب الرؤية، حتى الإصابة بالعمى.

متى يجب الخضوع للفحص؟ يجب إجراء الفحص عند الاشتباه بحصول ارتفاع حاد أو مزمن في الضغط داخل العين، مثلا بسبب آلام في مقلة العين، عين حمراء، دمعان، ضرر في مجال الرؤية وغيرها. يجب الامتناع عن شرب الكحول لمدة 12 ساعة قبل القيام بفحص الضغط داخل العين. بالإضافة إلى ذلك، يستحسن عدم شرب أكثر من كأسي ماء خلال الساعات الـ 4 التي تسبق إجراء الفحص، وذلك من اجل الحصول على نتائج أكثر دقة.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم طبيب العيون، بإجراء فحص الضغط داخل العين بشكل دوري ابتداء من سن معين (حوالي سن الـ 40 عاما)، وذلك من اجل تشخيص حالات ارتفاع الضغط، قبل أن تتسبب بحدوث أعراض وأضرار دائمة في عصب الرؤية.

اما الأشخاص الذين عانى أحد اقاربهم من مرض الزرق، ولأسباب وراثية فينبغي عليهم القيام بمراقبة وفحص الضغط داخل العين في سن اصغر (30 عاما، وحتى قبل ذلك).

هنا لا بد أن أذكر المسؤولين الكرام في وزارة الصحة أن يولوا اهتماما أكثر لعامل توعية المواطنين عن أسباب ضغط العين ومخاطره عن طريق الندوات والإعلانات بشكل منتظم. كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى الدولة ووزارة الصحة لتوفيرهم أجهزة فحص ضغط العين في جميع المراكز الصحية والعلاج المجاني الذي يقدم للمواطنين، وحيث كنت في السابق أراجع مستشفى خاص وأدفع نحو 20 دينارا لفحص ضغط العين، وكانت هذه الزيارة العلاجية تستغرق 3 ساعات، فإني أتعالج حالياً في المركز الحكومي الصحي بالمجان وتستغرق زيارة العلاج نصف ساعة فقط.