من صور اليهودى فى الأدب الشعبى المصرى


صدر كتاب "حكايات شعبية مصرية " عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى يضم اثنى عشر حكاية شعبية مصرية، جمعها ودَوّنها بالعامية المصرية فيلهام شييتا، وترجمها إلى العربية المترجم الكبير الدكتور مصطفى ماهر. وفى هذا المقال نهتم بالحكاية الثانية عشرة "حكاية الأمير وحصانه" ، والتى أحد أبطالها يهوديا.
والحكايات الاثنى عشر هى طائفة من الحكايات الشعبية التى سمع فيلهام أناسًا فى القاهرة يحكونها، ويذكر فيلهام أن الرواى الرئيس أخذ هذه الحكايات عن أمه ، ومن فى حكمها من نساء الأسرة المسنات، وأن الأطفال كانوا يسمعون هذه الحكايات ويتعلمونها.
تدور حكاية "حكاية الأمير وحصانه" عن الصراع بين زوجة الأب وابن زوجها ومحاولتها السيطرة على أبيه وابعاد الابن عنه، وكان معاونها فى هذا يهودى - أحد رفقاءها- لتظهر الحكاية أن اليهودى العقل المدبر لها وهى المنفذة لأفكاره التحريضية لتحقيق مطالبها،فأشار عليها اليهودى فى بادئ الأمر بتسميم الابن – الشاطر محمد- ولكن حصانه أخبره بخططهما، فنجا الشاطر محمد من الموت ، ثم جاءت الخطة الثانية بأن تتظاهر الزوجة بالمرض وأن علاجها هو قلب حصان الابن المقرب، وبالطبع كان الحكيم الناصح بذلك هو اليهودى، فأخبر الملك الأب – الزوج المخدوع- ابنه الشاطر محمد بضرورة قتل الحصان والحصول على قلبه لعلاج زوجته، فلم يعترض الابن، ولكنه طلب من والده أن يمتطى الحصان لمرة واحدة فقط، وبعد عودته يُذبح الحصان ويُأخذ قلبه، فوافق الأب، فأمتطى الإبن حصانه الكحيل وانطلق واختفى عن الأنظار، ودخل مملكة غير مملكة أبيه، وغيّر الإبن هيئته ودخل بستان الملك والتقى البستانجى، فأخبره بإنه غريب ويحتاج إلى عمل، وتعجب به ابنة الملك، وتمضى الأحداث ليتزوجها، ويهيئ له الملك ما يشاء للسفر، وتوجه الشاطر محمد هو وزوجته إلى مملكة أبيه، فوجد أن والده توفى، فأقامه الشعب مكانه، فأمر بحضور اليهودى وزوجة أبيه، وأشعل النيران وقذفهم فيها فأحرقتهم.
تظهر الحكاية الشعبية مكر ودهاء اليهودى، وإنه رسول الغدر والخيانة. جدير بالذكر أن فكرة أن يكون اليهودى حكيم (طبيب) هى كانت السائدة فى مصر وكثير من البلاد العربية، لفترات طويلة ، وخاصةً فى البلاط الملكى أو الخلافى، ونرى من هؤلاء العالم الفيلسوف الشهير موسى بن ميمون.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق