كتب محمد درويش
ودعت محافظة الشمال وبلدة شكا رئيس مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة التربية ومدير عام قصر الاونيسكو أنطوان يوسف حرب خلال في مأتم رسمي وشعبي في كنيسة سيدة الخلاص في شكا، وترأس رتبة الجناز ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران طانيوس الخوري، بمشاركة راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة ولفيف من الكهنة في حضور وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والنائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الثقافة غابي ليون والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق، المدير العام لوزارة الثقافة فيصل طالب، النائب السابق الياس عطالله، أمين عام الحزب الشيوعي خالد حدادة وحشد من مدراء المنطقة التربوية ورؤساء البلديات وأفراد العائلة.
بعد قراءة الإنجيل تلا أمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس الرقيم البطريركي وفيه: " تبلغنا، بالأسى الشديد نبأ وفاة فقيدكم الغالي المرحوم الأستاذ أنطوان يوسف حرب، وقد وافته المنية على حين غفلة، وانتم جالسون معه الى مائدة العشاء ليلة عيد ميلاد الرب يسوع، على أثر سكتة قلبية أودت بحياته وهو ما زال في العقد السادس من العمر. نودعه معكم، ونرافقه بالصلاة في عبوره من هذا العالم، وكلنا رجاء برحمة الآب الواسعة التي تهب الحياة وافرة بغير حساب، هو الذي أحب العالم حتى أنه أرسل إلينا إبنه لا ليدين العالم بل ليخلص به العالم، ويهبه الحياة الأبدية. وكم ردد علينا آباء الكنيسة القديسون في مثل هذه الأيام الميلادية: تأنس الله ليؤله الإنسان".
اضاف: "الى هذا الإله المحب تعرف المرحوم أنطوان منذ صغره، على يد والدين مسؤولين من عائلة حرب الكريمة، بلدة شكا العزيزة، ربياه مع أشقائه الثلاثة وشقيقته على القيم الدينية والإنسانية، فسعى الى عيشها ببساطة قلب وصفاء سريرة مع محبة للوالدين، وروابط أخوة وتعاون ووحدة مع أشقائه وشقيقته وعائلاتهم. إقترن العزيز أنطوان بالمربية السيدة نهلا متري، إبنة عائلة كريمة وأصول دينية وإجتماعية عريقة. عاش معها شركة حب وحياة، تحت نظر الله وبركته في سر الزواج المقدس، فرزقا بإبن هو الدكتور الياس الذي سرا به يؤسس عائلة، وإبنة دعاها بإسم زوجته نهلا، لحبه الشديد لها، ربياها على ما تربيا عليه من قيم إجتماعية وإنسانية، بخاصة محبة الإنسان والتسامح، ووفرا لهما العلم فتخرجا بشهادة دكتوراه".
وتابع: "إكتنز الإيمان المسيحي من تقليدين كنسيين عريقين هما التقليد السرياني الماروني والتقليد الأرثوذكسي البيزنطي منذ صغره، يوم كان يتردد الى كنيسته المارونية حينا والكنيسة الأرثوذكسية المجاورة لبيته حينا آخر، فكان يخدم القداس فيهما. اثرت كلمة السيد المسيح: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم ن فتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات. وهكذا تعلم الإنسانية من معلمها، إبن الله الذي صار إنسانا وخادم الإنسانية الأول، فأوكل الى كنيسته نشر محبته لكل إنسان، وتحقيق العدالة الإجتماعية، واعلاء شأن كرامة الإنسان المستمدة من الله الذي خلقه على صورته ومثاله، وتكوين النسيج العائلي بين البشر بفضل أبوة الله الشاملة الجميع، بروح الخدمة التي تركها لنا الرب يسوع قدوة في شخصه هو الذي أتى لا ليخدم بل ليخدم، ويفدي بنفسه جماعة الناس، وقد شهد له يوحنا الإنجيلي كيف غسل أقدام تلاميذه.
إن الخدمة الإجتماعية مهما سمت مبادئها، تبقى ناقصة ما لم تأخذ من يسوع معلما لها ومربيا".
واردف: "بهذه الروح والثقافة خدم المرحوم أنطوان الشأن العام، فأسند إليه منصب مدير عام قصر الأونيسكو ورئاسة مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة التربية. وإستحق له تفانيه وعطاؤه في الخدمة حيازة العديد من الأوسمة والجوائز الدولية والمحلية تقديرا لجهوده وتضحياته في سبيل الثقافة والعلم. رحل ليلة الميلاد، وتودعونه في عيد تهنئة العذراء مريم سيدة الخلاص التي أحبها، ذلك ليس من قبيل الصدفة، بل ليعيد له الرب بهاء صداقته القديمة معه، فيكون ميلاد المسيح على الأرض ميلاد أنطوان في السماء، بفضل إستحقاقات سر الفداء، وشفاعة العذراء مريم والدة الإله. إنها مجانية الخلاص الممنوح للجميع".
وختم: "وبهذا الرجاء، إكراما لدفنته، واعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران طانيوس الخوري، رئيس أساقفة صيدا السابق، السامي الإحترام، ليترأس الصلاة لراحة نفسه وينقل إليكم جميعا تعازينا الحارة. تغمد الله روح الفقيد العزيز بوافر الرحمة وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".
وبعد صلاة الجنازة قلد الوزير دياب الراحل وساما باسم رئيس الجمهورية برتبة فارس، وألقى حدادة كلمة تحدث فيها عن مزايا الراحل، مؤكدا أنه "ناضل طوال حياته في سبيل لبنان السيد الحر المستقل"، متقدما بالتعازي الى عائلته ووزارة التربية وكل لبنان.
بعدها كانت كلمة شكر باسم العائلة لرئيس الجمهورية والبطريرك الراعي والرئيس بري وكل الذين شاركوهم في وداع الراحل.
0 comments:
إرسال تعليق