الغربة من فريد بو فرنسيس
ودعت كشافة لبنان فوج حرف ارده في قضاء زغرتا، في احتفال كشفي وشعبي، الشاب شربل شديد، احد خيرة عناصر الفوج، عن عمر 35 عاما بعد صراع مع المرض. تقدمت مسيرة التشييع العناصر الكشفية وحملة الاكاليل، وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة للفوج الحان الفرح في وداع عريس الفوج، فيما ارتفع النعش على اكف رفاق الدرب من الحركة الكشفية، وصولا الى كنيسة مار شربل في البلدة حيث تراس صلاة الجنازة لراحة نفسه النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور الى جانب لفيف من كهنة الابرشية. والقى جبور كلمة رثاء قال فيها:" كان شربل ينظر الى الحياة نظرة رضى وابتسامة، ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر والحظ من سوء طالع ومصير، وهكذا رقد شربل رقدته الاخيرة وهو في فجر الحياة ينتظر الرجاء السعيد الى السكنى في ديار الرب وتجلى الله في مجده ليدين الاحياء والاموات ويعطي لكل امرىء ما يستحق وما حققه في حياته". اضاف جبور :" لقد كان شربل شابا مؤمنا ملتزما في الحركة الكشفية فعاش حياة المحبة والتسامح والوفاء الى كل اصدقائه، وهم اليوم يبادلونه الوفاء عينيه في لحظات وداعه الاخيرة".
ثم تحدث الاستاذ شربل فرنسيس باسم شبيبة حرف ارده فقال :" كم تقسو لحظات الفراق على الأحبة، فتسقط الكلمات في فخ الصمتِ المعبّر، وتنحني هامات الجبالِ إجلالاً ورهبةً لخسارةِ أمثالِكَ من البشر. أيُعقل أنّك الآن سجين صندوقٍ خشبيٍّ يسيّر بكَ إلى مجاهل الظلامِ ، وأنت من كانتِ الدّنيا لتضيقَ بابتسامتِك العابقة حياةً، والكونُ ما كان قادرًا ليستوعب أحلامَكَ؟
اضاف :"لا نبالغ، بل نُقصر إن قلنا فقط، أنت زينة الشباب، في بلدتِنا. زيّنتها بأفعالِك الطّيّبة، وصيتِك الناصع نصاعةَ قلبِك النقي الذي ظلّ ينبضُ حبًّا للحياة كما عهدناك حتّى الرّمق الأخير. فمن لم يساعدْه شربل أو يقفَ جنبه عند محنة، أو يركض أمامه ليسهّل له مشكلةً؟ غدوتَ أخًا لكلّ أبناء البلدةِ ، دمُكَ يجري في عروقهم، وهم الذين ما بخلوا عليك بدمائهم، رحلتَ عنهم فجفّت الدماءُ في عروق الحياةِ قبل عروقهِم. رحلتَ فأبكيت برحيلِك الحجر قبل البشر، ومن لم يذرف الدّموعَ ليس ببشر.
وكانت الحركة الكشفية في البلدة قد اصدرت نعيا بالراحل تضمن الاتي:" أخا الحركة الكشفية ، ورفيقها الدائم .... يعز علينا أن نخاطبك بطريقة ما عهدناها فيك، وكم نجد أنفسنا اليوم عاجزين عن التعبير عن هول المصاب ، ونحن نخسر شابا من خيرة شبابنا، شابا في ريعان ربيعه من العمر، حمل المبادئ الكشفية في قلبه وفكره، وترجمها أفعالاً في أعماله اليومية ، فغدا مثالاً يحتذى به بين البشر.
شربل...
خسارتك، لا تُعوّض ، فالفوج بأركانه، قادةً وعناصر، اهتز حزنا، واعتصر ألما لغياب حبيب ما تركه يوما. قبل الطلب ينفذ ، وبعد الطلب يهنّئ رفاقه الكشفيين لإنجاز له فيه الكثير.همّنا كان همّك، وفرحنا فرحك، وحزننا كنا نتشاركه سويا . فلِمَ تركتنا اليوم نحزن لوحدنا؟ ولأنّ أهل الوفاء لا يموتون ، ستبقى في قلب كلّ شبل أحبّك ، وعقل كشّاف رافقك، وعزم جوّال من فضائلك يستنير. وسنبقى أوفياء لذكراك، وعلى العهد باقون كما عاهدنا أنفسنا، فإلى دنيا الخلود، يا رفيق الفوج الدائم، وتشفع لنا من عليائك الطاهر
0 comments:
إرسال تعليق