اقيم في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا، ماتم رسمي وشعبي حاشد للقنصل الراحل اسعد الشاغوري، في كنيسة سيدة الانتقال في البلدة، حضره النائب اسطفان الدويهي، النائب فادي كرم ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، السفير سعد زخيا ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، السيد محمد كمال زياده ممثلا وزير العدل اللواء اشرف ريفي، السيدة ماريال معوض ممثلة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، الى عدد كبير من السفراء والقناصل والفاعليات السياسية والقضائية والامنية والنقابية وعائلة القنصل الراحل وحشد كبير من اهالي بلدة مزيارة والبلدات المجاورة. تراس الصلاة لراحة نفسه المونسنيور سيمون فضول المرسل البطريركي على قارة افريقيا، بمشاركة لفيف من الكهنة.
وبعد الانجيل المقدس القى امين سر البطريركية المونسنيور نبيه الترس الرقيم البطريركي وجاء فيه:
ما امر هذه الفاجعة، وما افظع الجريمة، باغتيال شخص كبير محب، صاحب الافضال، الماسوف عليه جدا، العزيز المرحوم اسعد حنا الشاغوري، قنصل لبنان الفخري في جمهورية بنين، الذي يخطف قتلا من بيننا، وهو بعد في مطلع الستينات من العمر وفي ذروة عطاءاته لعائلته ولمزيارة العزيزة ولجمهورية بنين ودولة توغو. انه جرح بليغ في القلوب، وخسارة جسيمة، وغياب يخلف فراغا مرا. اننا بالاسى الشديد والرجاء المسيحي والصلاة نقارب هذه الحدث الشديد الالم. فيا رب انت عز ببلسم نعمتك ومحبتك ورحمتك كل هؤلاء الذين والواتي يعصر قلوبهم الالم، وغصة الحرن تملآ فؤادهم. نحن نؤمن انك على الفور رفعت روحه الى مجد السماء، وهو الذي امن بك واحبك، ومارس العبادة النقية لك، واحب كنيستك، ونشر محبتك وسلامك بين جميع الناس، وخضع لشريعة العمل مضحيا، وساهم في انماء الاشخاص والمجتمعات في لبنان وبنين والتوغو.
هكذا عرفناه شخصيا في مدينة كوتونو، عندما كنا نتردد اليها لتفقد رعيتنا فيها وكهنة ابرشية جبيل الذين كانوا يؤمنون خدمتها وخدمة رعايانا في نيجيريا، يوم كنا مطرانا لهذه الابرشية. عرفناه فاحببناه لقلبه الطيب المحب، ولفكره النير، ولنظرته البعيدة الى المستقبل، ولروح الوحدة والمصالحة، ولعنايته بشؤون جاليتنا اللبنانية، ولسخائه في بناء كنيستها ومجمعها الراعوي.
دخلنا بيته اكثر من مرة وتعرفنا بكثير من التقدير، الى زوجته السيدة جاني، والى ابنه العزيز الذي باركنا اكليله برغبة من المرحمو والده، والى بناته الخمس وعائلاتهم الرضية. كما تعرفنا الى اشقائه وشقيقتيه ولا سيما العزيز طوني، وما له من فضل كبير في خدمة رعية مار شربل ـ كوتونو، فتولى منصب امين عام المجلس الراعوي، وادارة لجنة بناء الكنيسة والمجتمع التابع لها، واثنينا على الحكمة التي تحلى بها في الادارة، والغيرة على ابناء الرعية والجالية من موقعه الكنسي، الى جانب اخيه القنصل، وقدرنا روابط الاخوة المميزة التي تشدهم بعضهم الى بعض، وادركنا ان كل هذه المزايا فيه وفي اسرته وفي اشقائه وشقيقتيه، تعود الى فضل المرحومين والديهم حنا وليلى الشاغوري، والى تقاليد مزيارة العزيزة وثقافة اهلها.
بارك الله عمله في جمهورية بنين، فكسب محبة ابناء البلاد والمسؤولين فيها الكنسيين والمدنيين بسبب مساهمته الكبيرة في انماء البلاد وفي توفير فرص عمل لابنائها. وكان امام الجالية اللبنانية خير مثال ومساعد في شؤون ابنائها. فتقديرا لشخصه المميز ولعطاءاته عينته السلطة اللبنانية قنصلا فخريا في جمهورية بنين، ومنحته وسام الشرف اللبناني، ودولة بنين الوسام الوطني، والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وسام الشرف.
لكن يد الشر التي يأسرها روح الضغينة والحسد والبغض اغتالته بشكل وحشي مع اخرين عند اشارة السير في الطريق العام. فأسلم الروح على الفور بين يدي امنا مريم العذراء سيدة مزيارة. فاقيم له في كوتونو ماتم حاشد خيم عليه الحزن الشديد، والادانة للجريمة النكراء، بحضور رئيس جمهورية بنين وكبار شخصياتها، ومنحه الرئيس وسام كومندور الوطني الرفيع، تقديرا لعطاءاته، وتعزية لاسرته.
وها نحن نودعه معكم اليوم، بدموع الالم والاسى في مزيارة العزيزة، ونرفع الصلاة معكم لكي يتقبله الاب السماوي بوافر رحمته في سعادة السماء، ويعزي قلوبكم ببلسم محبته. وبروح العبادة الذي ميز عزيزنا اسعد، نرجو من عائلته الحبيبة، ان تقدمه ذبيحة رضى، في هذا الاحد وهو يوم الرب، مع ذبيحة يسوع الابن الوحيد، من اجل فداء كل انسان والسلام للعالم.
من ثم كانت كلمة مقتضبة للعائلة، حملت معاني الاسى واللوعة، وشكرت الحضور الكبير "الذي غمر العائلة بالعطف والمحبة، وجاء في الكلمة :" وكاني بالحبيب اسعد، من عليائه التي رحل اليها باكرا، يشكر كل فرد منكم وهو العارف العليم، لانه دوما وفي كل مناسبة كان يعتلي المنابر، ليلقي على الحضور اسمى الكلمات واجملها لانه مفعم بالمحبة والتواضع كما درج على عادته وبخصائله الحميدة، ان يكون قدوة ورسولا اينما حل.. وهو لطالما عمل على ترسيخ المحبة، التي عاشها في العائلة الواحدة، والمجتمع الواحد، وسعى لنقلها بين افراد الجالية اللبنانية، لانه يعلم ان وحدة المجتمع قوة للوطن الذي احب".
ثم تقبلت العائلة التعازي في قاعة الكنيسة.
0 comments:
إرسال تعليق