افتتحت الجامعة الأميركية في بيروت ، معرض المنظمات غير الحكومية برعاية وزير الصحة وائل أبو فاعور، وبمشاركة ممثلين عن الهيئات الدولية وهيئات المجتمع المدني.
وحضر الإحتفال الذي أقيم في " اوديتوريوم مركز عصام فارس " في حرم الجامعة، إلى أبو فاعور، منسق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني ونورا جنبلاط ومديرة مركز الأمم المتحدة للاعلام - بيروت بالإنابة مارغو حلو. ومن الجامعة حضر وكيل الشؤون الاكاديمية بالإنابة الدكتور محمد حراجلي ومدير مركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع ربيع شبلي ومدير الأخبار والعلاقات الإعلامية سيمون كشر، ووفد من المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية فِكر ضم كل من رئيسه المحامي شادي خليل أبو عيسى ونائبه المستشار يوسف عبد علي وأمينة السر المستشارة أنديرا الزهيري بالإضافة إلى اعلاميين وطلاب ومهتمين.
البداية، بكلمة ترحيب من لينا أبو فراج من مركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع شارحة عن المعرض وعن مدى الإلتزام الجدي في هذا العمل.
حراجلي
ثم تحدث حراجلي الذي وصف هذا الحدث، ب-"إلتزام الجامعة الأميركية في بيروت مواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع اللبناني، كما يوفر الفرصة للجميع للتواصل سويا ولخلق العلاقات التي من شأنها أن تولد خططا من أجل صالح المجتمع العام، بالإضافة إلى لمحة عن مركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع وتفاعله من خلال الجامعة مع الطلاب والمنظمات، وعن مسؤولية الجامعة وانخراطها بالعمل العام وخصوصا مسألة اللجوء السوري، وإلى غيرها من المسؤوليات".
لازاريني
الكلمة الثانية كانت للازاريني، الذي ركز فيها على "رؤية المجتمع الدولي في دعم وتمكين المجتمع المدني"، شارحا للحضور عن "المعنى الحقيقي أو التطبيقي للالتزام المدني وهو يقوم على إحترام القوانين في تعامل المنظمات والأفراد مع بعضها البعض". وحث "المجتمع المدني اللبناني على الإستمرار في نشاطه"، مركزا على "أهمية الحكم الرشيد واقترانه مع عمل المجتمع المدني"
وشكر "الجامعة الأميركية في بيروت وجميع المشاركين"، وحيا "روح المبادرة الواضحة في المشاركين"، معتبرا أن "الآن هو الوقت المناسب للعمل من أجل تحقيق الاهداف".
أبو فاعور
والكلمة الأخيرة كانت لأبو فاعور، الذي لفت إلى أنه "عندما تلقى الدعوة من السيدة نورا جنبلاط للمشاركة في هذا اللقاء شعر بفخر كبير وحماسة أكبر لأن يقف فوق منبر الجامعة التي تعلم فيها، وقد كان يجلس في صفوف طلابها". وقال: "إن هذه الجامعة تخطت دورها الأكاديمي، وعلى حد قول رئيسها الجديد فضلو خوري، تريد أن تتخطى أسوارها، وهي طالما تجاوزت أسوارها بالمعنى الرسولي الذي نحتاج إليه اليوم في لبنان وهذا الشرق. ان هذه الجامعة رسمت خيطا رفيعا بين التعليم وبين الإنجاز، بين التعليم وبين الفكر والتبشير، بما يؤدي إلى رفعة هذا المجتمع".
وأضاف: "ان المواجهة الكبرى التي حسمت وجهة الجامعة الأميركية، كانت في الجدل الذي أثاره الأستاذ لويس حول الفلسفة والدين والفكر وحرية الفكر على خلفية قضية داروين الشهيرة المتعلقة بنشوء الإنسان وأصله، والتي كانت الجامعة ترفض تدريسها لاعتبارات دينية في أواخر القرن التاسع عشر. وعندما ناصر طلاب ومن بينهم فيليب حتي وجرجي زيدان الأستاذ لويس، تم طردهما مع زملاء لهما من الجامعة. وقد ذهبت مجموعة من الطلاب إلى مصر، قبل أن تحسم الجامعة الأميركية خياراتها وتقبل بهؤلاء الطلاب وتمنحهم شهاداتهم، وتطلق حرية الفكر على مداها الأوسع".
وتابع: "ان البعض استفاد من هذه الحرية بأن أطلق تيارات فكرية كالقومية العربية التي تداعى هذا الشرق بعدما تداعت. استفدت من مناخات الحرية في الجامعة الأميركية في ما سماه البعض شغبا، فيما لم يكن شغبا، لأنه كان لأهداف محقة". وأشار الى أنه "عمد وزملاء له في إحدى المرات إلى إقفال الصفوف بسبب مجزرة تم ارتكابها في السودان، وذلك رغبة في نصرة الشعوب المظلومة".
وقال: "ان الجامعة الأميركية بقيت منحازة إلى الفكر. السواد يلف اليوم بلادنا كما العقول والقلوب والأنظمة والحكام، ما أفضى إلى نتائج كارثية. ان ما يعانيه الشعب السوري من قتل وتجهيز يحتم احتضانه، وخصوصا لجهة ما هو معرض له من تجهيل، وهناك محاولة فعلية لتجهيل الشعب السوري".
اضاف: "تخيلوا أن ينشأ جيل أمي في سوريا، فتخيلوا عندئذ مستقبل سوريا ومستقبل هذه المنطقة. ان أهمية المعرض الذي تقيمه الجامعة الأميركية اليوم، تكمن في تحفيز فكرة العمل الأهلي المدني الإجتماعي الذي يقوم بدور كبير لمواجهة المعضلات التي نتعرض لها. ولا شك أن المجتمع الأهلي يقوم بدور أساسي في موضوع النزوح السوري، ويأتي تعليم النازحين في هذا السياق. ان دور الجامعة الأميركية في هذه المرحلة يكمن في الإبقاء على فكرة التعليم في هذه البلاد، وما تقوم به هو استمرار لهذا الدور والرسولية في تقديم كل جديد نطمح إليه".
وتابع: "هناك مقولة مفادها أن على المجتمع المدني منع تغول الدولة على الفرد والمواطن. ولكن، للأسف، في ظل ما نعيشه اليوم، لم يعد دور المجتمع الأهلي والجمعيات الرصينة في منع تغول الدولة، بل في منع انهيارها في زمن تنهار فيه المؤسسات وتتعرض للشلل أو تكون على طريق الشلل ما يجعل الدولة في الحضيض. ان على المجتمع المدني مواجهة لعنة هدم المؤسسات والحفاظ على بنيان الدولة والبنيان الإجتماعي المشترك".
وأردف: "ان أزمة النفايات كشفت عرينا، لأنها كشفت عدم وحدتنا الإجتماعية. وقد شكلت سقوطا كبيرا لمبدأ المواطنية، وللحكم المركزي الذي كان يمكن أن يكون جامعا بين اللبنانيين. لذا تبدو المسؤولية مضاعفة على المجتمع الأهلي، خصوصا في ظل احتساب المؤسسات على الطوائف، فإذا استندت المؤسسات إلى طائفة قوية، تكون محفوظة، وإذا استندت إلى طائفة ضعيفة تكون ضعيفة. وذكر بما قاله كمال جنبلاط في المؤسسات، فاعتبر أن "المؤسسات تقدس أو تلعن بقدر ما تخدم الإنسان وليس بقدر ما تخدم الطائفة".
وأوضح أنه "إذا كان له رأي نقدي يقوله للمجتمع المدني من على منبر النقد في الجامعة الأميركية، فهو دعوة مؤسسات المجتمع المدني إلى تنقية صفوفها"، مشيرا إلى أن "عددا من هيئات المجتمع المدني والأهلي تحولت إلى منابر عائلية وحزبية وطائفية لتحقيق استفادات مالية غير مشروعة، ما يعطي فكرة خاطئة عن مؤسسات المجتمع المدني الرصينة التي تحتاج لأن تتلقى الدعم".
وختم آملا أن "تتكامل أدوار الدولة مع أدوار المجتمع الأهلي، فنصيغ مستقبلا يقوم على هذه الشراكة".
يُذكر أن أكثر من 100 منظمة غير حكومية شاركت في هذا المعرض السنوي وهو من تنظيم "مركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع" في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام - بيروت.
0 comments:
إرسال تعليق