استضافت مديرية الثقافة في محافظة طولكرم ومدرسة جمال عبد الناصر الثانوية للبنات الاثنين 10/4/2017 الكاتب فراس حج محمد، للحديث حول كتابه الصادر مؤخرا "شهرزاد ما زالت تروي". حضره مجموعة من معلمي ومعلمات اللغة العربية وطالبات المدرسة ونخبة من المثقفين والإعلاميين.
وقالت مديرة المدرسة أ. وفاء آسيا في كلمتها الترحيبية: "إن شهرزاد قد بعثت من باطن التاريخ، وأنها عادت لتملأ ليالينا فكرا نيرا، ولتحفز عقولنا على العمل والإبداع بمروياتها. لقد تم هذا البعث الرمزي على يد الكاتب فراس حج محمد في هذا الكتاب، موضوع نقاش اليوم".
وحاورت المشرفة التربوية حنين الكرمي الكاتب، متحدثة عن مسيرته الكتابية باختصار، ومثيرة العديد من التساؤلات حول الكتاب وما دار حوله من جدل عندما نشر، فطرحت تساؤلات حول شخصية شهرزاد الإشكالية في الفكر والأدب، ومفهوم الأدب النسوي، والانحياز للشاعرات في الكتاب أكثر من غيرهن من الكاتبات. كما أثارت تساؤلا خاصا حول تخصيص الكاتب الفصل الثالث للكاتبتين فاطمة نزال ومادونا عسكر.
من جانبه أشار الكاتب فراس حج محمد إلى مصاحبته لشخصية شهرزاد منذ عام 2012، وإصداره كتابه الأول "رسائل إلى شهرزاد"، لتتطور نظرته حول هذه الشخصية القصصية التراثية ليرى فيها مثالا للحكمة والعقل الناضج، فاتخذها مثالا لتكون عنوانا للكتاب الذي صدر احتفاء بالمرأة في يوم الثامن من آذار، وليؤكد أن النظرة إلى المرأة ما زالت كما هي لم تتقدم كثيرا، فما زالت المرأة تنتظر شهرزادا ثانية لتنقذها مما هي فيه من استعباد يمارس عليها بأشكال حديثة صادمة.
وبين كذلك أنه تجنب استخدام مصطلح "النسوية" في توصيف مقالات الكتاب، لأنه لا يؤمن بجندرة الإبداع أولا، وثانيا لأن العرب في جاهليتهم وإسلامهم لم يتعاملوا مع المرأة كما يتعاملون معها الآن، وثالثا: لأن مصطلح "النسوية" ذو منشأ غربي ولد في سياقات فكرية خاصة، لا يرى الكاتب أن لها مسوغا في أدبنا المعاصر أو التراثي، وأما بالنسبة لانحيازه للشاعرات فأكد ذلك، مع أن الأمر، كما قال، لم يكن مقصودا، فقد حضرت الشاعرات أكثر في هذا الكتاب، وخاصة في إفراده الفصل الثالث للحديث عن شاعرتين تربطه بهما علاقة وثيقة، الفلسطينية فاطمة نزال واللبنانية مادونا عسكر.
وقدم أ. منتصر الكم مدير مديرية الثقافة في محافظة طولكرم مداخلات حول الموضوعات المطروحة في اللقاء، موضحا دور وزارة الثقافة في تعاملها مع الكتاب ورعاية الإبداع لدى الطلاب الموهبين من طلاب وطالبات المدارس.
0 comments:
إرسال تعليق