نذير العظمة: انا اول من ابتكر القصيدة المدورة
من جورج جحا ـ
بيروت (رويترز) -
يقول نذير العظمة احد شعراء مجلة (شعر) الشهيرة انه اول من ابتكر ما سمي القصيدة المدورة في صيف سنة 1958 وان القصيدة لقيت اشادة من الشاعر الامريكي روبرت لويل ونشر ايضا اشادة بها من الشاعرين ادونيس ويوسف الخال.
وقد جاء ذلك في كتاب لنذير العظمة بعنوان (انا والحداثة ومجلة شعر) صدر عن (دار نلسن) في بيروت وجاء في 182 صفحة متوسطة القطع.
وفي فصل بعنوان ”من اوراق الخميس روبرت لويل وعشر شموع“ وهو اسم القصيدة والخميس هو خميس مجلة شعر الذي كانت تعقده المجلة تحدث العظمة عن الموضوع.
قال ”الانفتاح على حركة الشعر العالمي كان من اهم ما ميز حركة مجلة (شعر) لا من خلال الترجمة فحسب بل بالعودة الى النصوص الاصيلة.
جمعت مجلة شعر عشر قصائد مترجمة من الشعر العربي المعاصر الى الانجليزية وارسلتها يوما الى روبرت لويل رئيس تحرير مجلة شعر الامريكية في شيكاجو لنشرها هناك وهو من اعلام الحداثة بعد تي.اس. اليوت.
قصائد ليوسف الخال وادونيس وخليل حاوي وبدر شاكر السياب وغيرهم وكان تعليق لويل في رسالة بالانجليزية تلاها يوسف الخال في خميس مجلة (شعر) في بيروت مثيرا للاهتمام مفاده ”ان الشاعر العربي في القصائد المرسلة اليه والمترجمة يشرح اكثر مما يكشف عن حالته الشعرية. لذلك سيختار لويل اجزاء من هذه القصائد او من ترجماتها للنشر بينما سينشر قصيدة ”عشر شموع“ لنذير العظمة كاملة كما ترجمها فواز طرابلسي.“
واتبع ذلك بعنوان فرعي هو (القصيدة المدورة) قال فيه ”نذير العظمة اول من يبتكر القصيدة المدورة في الشعر العربي الحديث ويبدع نموذجا مستقبليا للقصيدة العربية. والتدوير الذي يبدو عفويا في ”عشر شموع“ ويتناسب مع معاناتها الانسانية عمّ فيما بعد واصبح من خصائص الحركة الشعرية الحديثة.“
وقد نشر القصيدة في جريدة (النهار) اليومية وقال العظمة انه اثر نشرها صعد ادونيس ويوسف الخال الى برمانا حيث كان يسكن العظمة فلم يجداه فتركا له بالمحكية والفصحى رسالة تقدير وعتاب على نشرها في (النهار) لا في مجلة شعر.
قالت الرسالة المكتوبة بخط يد ادونيس ”مرحبا يا شيخ. جينا انا ويوسف خصوصي هالليلة حتى قلك هالكلمتين .. 1 - عشر شموع أجمل قصيدة كتبتها انت في حياتك. 2 - وهي احدى اجمل واحدث القصائد الجميلة الحديثة. من هون بتبدا انت. الانسان والله والكون لازم يصيروا عندك الطفولة والحارة والقلب واشيا من هالنوع. انتظرناك. خلينا نشوفك رايح نقبلك من شان هالقصيدة الحلوة. سلامات. ادونيس - يوسف.
”هالقصيدة كان لا زم تعطينا ياها لمجلة شعر لا القصيدة الخزندعية اللي.“
اما قصيدة (عشر شموع) هذه فجاء القسم الاكبر منها كما يلي .. ”كنت طفلا ارفع الحلم على كفيّ اشواكا تمالي دمي حافيا اركض فوق الصخر من امي - قميصي مزقته سروة الحي واعشاش تغني لم تعد بعدي تغني.
”ويد السروة من وحدتها من حزنها مزقت وجهي وصدري وقميصي - اه كم خلصتها نبض الاغاريد الحيارى - اه كم اذكر امي يوم ماتت اختي الصغرى وكيف ابتلع القبر شموعا عشرة كانت تغني لم تعد بعدي تغني سروةاخرى بلى خلصها الموت اغاريد التمني.
”الريح الجبل الاجرد ذكرى في مطاوي صدرها العاري الذي يحمل سر الريح والبؤس الذي خمّر قلبي .. صرت للصخر صديقا. اهجر البيت وامضي لصديقي. جبل يحطب ايامي انسحاقا مثل شعبي. احمل الراية في جيش من الاطفال نغزو الحارة الاخرى سحابات حجار ونكب الدم من اعرقنا فلكم عكر ينبوع دم.“
وختم بالقول ”بتراب الحب والخصب طمرت الامس اقدامي وايامي ما زالت هنا تعدو فلاة الشوك حيرى مثل كفي وعيني وعمري حافيا اركض والصخر صديقي لم يعد بعد صديقي لم يزل صوت الاغاريد يطاردني ومدق القبر وحش جائع يبلع خطواتي شموعا عشرة في ريح تشرين تغني.“
ومن العناوين التي حملها الكتاب (في الحداثة) وفيه عناوين فرعية هي (في المنهج والمصطلح) و/التراث والرؤيا/ و/في الحداثة/ و/الشاعر الحديث والتحدي الحضاري/ و/من التحديث الى الحداثة./
العنوان الثاني كان (مجلة شعر) وفيه - اضاءة - الابداع والمعلومات في مجلة شعر - من اوراق الخميس .. روبرت لويل وعشر شموع.
العنوان الثالث كان (مقابلات) وفيه تسع مقابلات اجريت مع العظمة ثم قائمة بالمصادر والمراجع.
0 comments:
إرسال تعليق