كتاب "إسمي المزوّد بالزهور" للشاعر شوقي مسلماني
(توطئة)
1 ـ
إذا تحدّثتَ إليه قال لك إنّ فرعون قد طغى، وهو لا يريد فرعوناً بعينه، بل جميع الفراعنة، مثلما يريد الديانةَ الفرعونيّة بأصولها وفروعها، والحضارةَ الفرعونيّة ككلّ، التي هي في طريقته رمزُ الشِرك والفساد والشرّ والطغيان.
وذات يوم غرقتُ ذاتي في هذا المذهب عن نقص في حيّز المعلومات، حتى وقعتُ على كتاب قيّم جدّاً لصائد الآثار البريطاني الجنسيّة السير "وَلِس بَدْج" عنوانه "الديانة الفرعونيّة ـ أفكارُ المصريين القدماء عن الحياةِ الأخرى" وهو من ترجمة وتقديم الحكيم يوسف سامي اليوسف. قرأتُه بصبرٍ وبموضوعيّةٍ صارمة، وكانت الصورةُ كلّما تنجلي لي.
الباطلُ هو أن يندمغَ الكلُّ بالجزء، أو أن يطغى فصلٌ ما على الفصول. بكتابٍ حقيقيّ واحد انهارتْ مؤلّفاتٌ كثيرة دأبتْ عن غفلةٍ أو عن قصد على حجبِ الحقيقة. سادتْ مصرُ الفرعونيّة آلاف السنين، وفي الألف الرابع قبل الميلاد سطعَ نجمُ الملك "مينا" موحِّد القطرين ـ الشمال والجنوب ـ متسامياً بمصر من عصورِ ما قبل التاريخ إلى عصورِ الأهرامات العظيمة، ومن البدائيّة إلى الدولة لأوّل مرّة في التاريخ.
بكتابٍ واحد غامرٍ بأصالته انكشفت الحقيقة. لم تكن مصرُ الفرعونيّة ظالمة، كانت مصرُ الفرعونيّة منارة ارتحلتْ بعيداً في "الوحدانيّة". لديها "الله" في أغلب عصورها وليس في عصر أخناتون وحده، حيث كان "واحد الواحد" في الأفق، أو "الواحد الأحد" الذي صنع "نفسَه بنفسِه" وكلَّ ما جاء من بعده من نجومٍ وكواكب وجبال وأنهار.. وكلَّ كائن حيّ.
"ربٌّ واحد وبلا شريك". كلُّ شيء يفنى إلاّ هو. ولدى مصر الفرعونيّة كان البعثُ ـ الميلادُ الثاني للإنسان، كانت المحاكمةُ والأعمال في الميزان. والنعيمُ للصالح والويلُ للطالح. والصالحُ من استمسكَ بالحقّ والحقيقة، الذي لم "يكذبْ"، لم "يسرق"، لم "يزنِ"، لم "يشهد الزور" ولم "يخرّب الأراضي المفلوحة"، الذي كان "نظيفَ الفم واليدين".
كلُّ ما سبق ليس من "روايات" تُقصّ أو تُروى، بل نصوص مكتشفة ترجع إلى أحقاب، ومنقوشة على أنصاب، أو مكتوبة على برديات بهيئة تراتيل أو صلوات باسقة في معانيها ومراميها، وهي من الهيبة في محلٍّ تأبى الإندثار، حتى قال معرّبُ الكتاب اليوسف في مقدّمته المؤثّرة مُردّداً ناموسَ النواميس، أي الأشياء مقمّطة بنواميسها، وثانيها إنّ اللاحقَ دائماً من لدنّ السابق، ولا يكاد كائن أو شيء يأبق أو يتمرّد على هذا القانون، وهكذا منذ البدء حتى نهاية العالم.
مصرُ الفرعونيّة أوجدتْ ما كان ومهّدتْ ما كان ونظّمتْ ما كان، ولم يبقَ أمام الأديان التنزيهيّة من بعدِها لكي تعمله ولكي تكون ما هي عليه الآن سوى إزالة الشوائب.
وشخصيّاً، وأنا في بحر أنوار الديانة الفرعونيّة، ديانة "ماعت" ـ "الميزان"، أو ديانة "سيّد السماء والأرض"، لم أشأ أن أكون عابراً. وجدتُني منساقاً بالأمانة شبه المطلقة إلى شموخ التوحيد الفرعوني ونهرِ الأخلاق الفرعونيّة، وما عداهما ألقيتُ عليه ستاراً لا يرفعه، حتى لا يقع في التباسِ كلمةٍ وكتيِّبٍ هما شعاع بالكاد من دفقِ شمس، إلاّ من يرجع إلى كتاب "الديانة الفرعونيّة" الذي ذاته أيضاً قطرة في محيط علوم "المصريّات" المتّسع أبداً سنويّاً، لا بل يوميّاً، ما دامت مصر موطن "التاجين المتّحدين" كلّما تكشفُ عن كنوزها التي لا تنضب، و"أكثر من 70 بالمئة منها ما يزال مطموراً تحت التراب" على ما ذهبَ كبيرُ آثار مصر وصاحب كتاب "الرحلة السريّة للفراعنة" الدكتور زاهي حوّاس.
فالنصوص هيروغليفيّة، والترجمةُ الأولى الإنكليزيّة هي للسير بَدْج، والترجمة العربيّة هي للأستاذ اليوسف، والإخراج وتوزيع الأسطر وشفافيّة ما منّي على قدري، مقارباً الصلاة ما أمكن بأريحيّةِ القولِ الصادر دائماً إلى الحضرة ـ "الربّ القدير" من لسان مصري فرعوني يلهج بالصدق والحقّ الفرعونيين أمام وجه "ذي الجلالة، سيّد الصدق والحقّ".
2 ـ
مراكب في الضباب، وكلُّ مركب يتقدّمُ ولو مجذافاً. والسعيُ كلّه إلى حيث الضوء. والموجُ يدفع بعضَه في حركةٍ دائبة بلا انقطاع. والفريسةُ خرجتْ أخيراً من بحرِ دمها.
قلْ صدفة، خطأ وحظّاً. ما تشاء قلْ، خرجتْ تحثّها غريزةُ البقاء التي تأمّلتْ وأدركتْ.
لا انقطاعَ في ميدان الذرى بإصرار المستعدّ لأن يبذل عمرَه في سبيل العمر الأوسع.
ومثلما عثراتٌ وآلام كانت نسائم وزهورٌ وابتسامات، ومثلما هباءٌ كان رسوخٌ. لم يكن الظلام كلّه ظلاماً، مثلما ليس نور كلّه هذا النور، ومثلما ليس ظلام كلّه هذا الظلام.
الجحودُ رذيلة، جحودُ الجذور رذيلة. نحن ما سعوا إليه، ونحن ما نسعى، نحن بنيانُهم إلى آفاقٍ جحودُها رذيلة.
3 ـ
وها هنا من بعضِ أجدادِنا الفراعنة العظام الذين قدّسوا الكلمة:
ـ **** ـ
"مكانُها (1)
جعلتُه في وجهي
وبعدها حكمتُ الأرضَ قاطبة".
ـ **** ـ
"كان منذُ البداية
منذُ القِدم كان
لم تكن كينونة لشيء
وكان موجوداً
هو والدُ البدايات
وما يوجد
هو خلقَه". (2)
**
"الله
هو الحقيقة
ينفّذ الحقيقةَ
في العالم أجمع".
**
"الوالدُ والوالدة
يلدُ ولم يولد
يخلُق ولم يُخلق
يُنتِج ولم يُنتَج
أنجبَ نفسَه
صانعُ صورتِه الخاصّة
صائغُ جسدِه الخاصّ".
**
"يحيا في الأشياء كلّها
يعيشُ فوق الأشياء كلّها
يُضاعفُ نفسَه ملايينَ المرّات
ذاتُه الوجود
يحوزُ وفرةَ الأشكال
والوفرةَ من الأعضاء".
**
"جسدُه كالهواء
السماءُ تسترُ روحَه (3)
الأرضُ تسترُ صورتَه
العالمُ السفليّ يتغلّقُ على سرِّه".
**
"يتنفّسُ أنفاسَ الحياةِ بأنْفِه
هو الحياة
واهبُ الحياة للبشر
فقط به يحيا الإنسان".
**
"خلقَ الكونَ
وكلَّ ما يكون
خالقُ جميع ما في هذا العالم
صاغَ العالمَ بيديه
أسَّسَهُ بما انتشرَ منه (4)
خالقُ السماوات والأرض
خالقُ الأعماقِ
والمياه والجبال
ما يتخيّلُه فؤادُه
يتحقّق
يتكلّم
فتتحقّق كلمتُه (5)
التي ستدوم الى الأبد".
**
"صاغ الآلهةَ والبشر (6)
على طاولةِ الخزَف
هو الخزّافُ البدئي
أخرجَ الآلهةَ والبشر
من بين يديه
إنّهُ المعلّمُ العظيم".
**
"ربٌّ واحدٌ
بلا شريك
خلقَ الدنيا
وقد كان فرداً".
**
"ما مِن إله آخَر معه
الواحدُ الذي
خلقَ الأشياءَ جميعاً".
**
"روحٌ
روحُ الأرواح
روحٌ مخبوء
الروحُ العظمى
الروحُ المقدّسة".
**
"اسمُه مخبوء
مستورٌ
حتى عن أطفالِه
أسماؤه
لا تُحصى
ما من أحد
يعرف لها عدداً
كثيرُ الوجوه
ما من أحد
يعرفُ كيف يمكنُه
أن يعرفَه".
**
"الكائنُ المخبوء
خفيٌّ عن الآلهةِ والبشر
مستورٌ عن مخلوقاته
ما من أحد عرفَ صورتَه
ما من أحد استطاعَ
أن يجدَ مثيلاً له".
**
"رحيمٌ بمن يحمدونه
يسمعُ دعوةَ من يدعوه (7)
يحمي الضعيفَ من القوي
يقضي بين الضعيف وبين القوي
يسمعُ صرخةَ المقيّد
يُكافئُ من خدَمَهُ
يحمي مَن تبِعَهُ
ويعرفُ مَن عرفَه".
**
"سيّدُ عروشِ العالم
النفسُ المقدّسة
التي جاءتْ إلى الكينونةِ
في البدء
الإلهُ العظيمُ
بالحقِّ والصدق
الواحدُ الأحد
خالقُ كلّ ما جاء
إلى الكينونة (8)
المحبوبُ
الراعب
القدير
سيدُ الفراغ
لم يكن في الكينونةِ سواه
الأرضُ والسماء
صنعهما من قلبِه الرحيم المُيسِّر
مِن فمِه
يأتي الرجالُ والنساء
الواحدُ القديمُ
المجدّدُ شبابه
مولى الزمن
لا يُمكن أن يُعرف
مولى السماء والأرض
والمياه والجبال
صانعُ الأبديّة والديمومة
ملكُ الشمال والجنوب
حامي من يجعله في قلبه
الواحدُ القدير
واهبُ الحياة المديدة
لأحبّائه".
**
يدومُ إلى أبدِ الدهر
غير محدود
أبديٌّ
الواحدُ الأبديّ
دامَ طوالَ أزمانٍ
لا تُحصى
وسيدومُ طوالَ الأبديّة
كلِّها".
**
"للرجالِ والنساء
يهبُ الميلادَ
مرّةً ثانية".(9)
**
"تمثيلُهُ في الحجر مستحيل
لا يمكن أن يُرى في الصورِ المنحوتة
التي يجعلُ الناسُ عليها التاجين المتّحدين:
تاجَ الجنوبِ وتاجَ الشمالِ
المزوّدين بصورةِ الصلّ (10)
ما مِن عملٍ
وما مِن قربانٍ
يمكن أن يُقرِّبَ إليه
ليس بالمستطاعِ أن تحملَهُ
على المجيء
مِن مكانِه السرّي
محلٌّه
الذي يحلُّ فيه
مجهول
المستحيلُ
هو أن نلقاهُ
في المزارات المنقوشةِ
لا وجودَ
لمسكنٍ
يقدرُ أن يحتويه
ولا يسع أن تُدركَ صورتَه
حتى بقلبك".
**
"الطاعةُ
يحبُّها اللهُ
العصيان
يكرههُ اللهُ".
**
"أنتَ غيرَ مُكبّل
تقتربُ من نفسِك
موجودٌ
قريباً من الله".
**
"اللهُ
يأمرُ بالحقّ".
**
"الولدُ الطيّبُ
من هباتِ الله حقّاً".
**
"إذا شئتَ
أن تكونَ إنساناً كاملاً
احرصْ أن يكون ابنك
مُرضِيَاً أمامَ الله".
**
"احترسْ
من الأشياءِ المكروهةِ
عند الله
انظرْ
عندما تقدّم قرباناً للهِ
إلى خططِه
بأمِّ عينيك
كرّسْ نفسَك
لتمجيدِ اسمه
إنّه يهبُ النفوسَ
لملايين الصور
من يمجّده
يمجّده اللهُ".
**
"الذين يعتمدونَ عليك
اعملْ
بأقصى ما لديك
مِنْ قدرة
لتجعلهم راضين
هذا ما ينبغي
أن يعملَهُ
الذين
يحبُّهم اللهُ".
**
"لن تجعلَ امرأةً
أو رجلاً
خائفاً
هذا اعتداء على الله
من يقوم بهذا العمل
سيجعله اللهُ
فقيراً إلى الخبز".
**
"إذا أهنتَ نفسَك
خدمةً لإنسانٍ كامل
فإنّ سلوكَك هذا
سيكون كاملاً
أمامَ الله".
**
"إذا كان لكَ حقل
اعملْ بحقلِك
الذي وهبَه اللهُ لك
عِوضَ أن تملأ فمكَ
ممّا يخصُّ جيرانك
ليتكَ تُرعِب
ذاك الذي يحوزُ الممتلكات".
**
"إذا رفعتْ أُمُّكَ يديها إلى السماء
سيسمعُ اللهُ لها وسيؤنّبك".
**
"إذا صرتَ عظيماً
وقد كنتَ لا شيء
إذا صرتَ ثريّاً
وقد كُنتَ عديماً
إذا صرتَ حاكماً
للمدينة
لا تكن غليظَ القلب
بما أحرزتَهُ
من تقدّم
لأنّك لم تصر
غيرَ حارس للأشياءِ
التي منحَها اللهُ".
**
"جميعُ المطالب
التي في السرّ
اطلبْها بفؤادٍ ولهان
سوفَ يسمعُ الله ما ستقول
سيقبلُ ما إليه تُقدِّم
وسيُنجِزُ لكَ عملك".
**
"الكاتبُ "آني"
يعلنُ عن مدحِه لك
عندما تسطع
حين تُشرقُ في الفجر
يصدح مبتهجاً لميلادِك
إنّك متوَّجٌ بجلالِ جمالاتك
تصوغُ أعضاءَكَ وأنتَ تتقدّم
تأتي
من دون آلامِ المخاض".
**
"يا خالقَ الآلهة
يا ملكَ الشمالِ والجنوب
يا "أوزيريس" (11) المظفّر
يا حاكمَ العالم
امنحني درباً".
**
"هبْني أن أجيء
إلى السماءِ الدائمة
إلى الجبلِ
الذي يُقيمُ فيه أحبابُك
ليتني أنضمُّ
إلى تلك الكائنات المشعّة
المقدّسة
الكاملة
ليتني معهم
أتقدّم
لكي أشاهدَ جمالاتك
أنت الخالقُ الباقي
وهبتُكَ فؤادي
بغيرِ ارتعاش".
**
"آني" (12)
الآمنُ والمنصور
يمجّدُ سيّدَه سيّد الأبديّةِ
قائلاً: لكَ الإجلالُ
يا مَن خلقَ نفسَه بنفسِه
أنتَ جميلٌ
حينما تشرقُ في الآفاق
وتريقُ أشعّةَ النور
على الأرضِ الشماليّةِ والجنوبيّة
يا ملكَ السماء
الآلهةُ
يغتبطون برؤيتك
وأولئك الذين هم في "توات" (13)
ينحنون
متّجهين صوبَك
يتقدّمونَ للقياك
لرؤية طلعتك البهيّة
ليتني لا أُصدُّ
ليتَ أعضاءَ جسمي
تعودُ
إلى جِدّتِها
مرّةً ثانية
عندما أشاهدُ جمالاتك
مثل أولئك
الذين هم أحبّاؤك
لأنّي أحد الذين عبدوكَ
في الأرض
ليتني أبلغُ الأرضَ الأبديّة
أنتَ يا مولاي
أمرتَ لي بذلك".
**
"لم أُذنبْ
لم أفعلِ الشرَّ
لم أشهدْ شهادةَ الزور
أعيشُ على الحقِّ والصدق
أغتذي بالحقِّ
نفّذتُ الوصايا
التي تعظّمُ اللهَ
أعطيتُ الخبزَ للإنسانِ الجائعِ
أعطيتُ الماءَ للعطشانِ
أعطيتُ الكساءَ للعريانِ
وزورقاً للملاّحِ
ذي السفينةِ المحطّمة
أنا نظيفُ الفمِ واليدين
سمعتُ الكلمةَ القديرة".
**
"لم أرتكبِ الظلم
لم أرتكبِ السرقة (14)
لم أطففِ المكيال
لم أنطقْ بالكذب
لم أتصرّفْ بخداع
لم آكلْ قلبي
لم أكن عنيفاً
لم أتلفّظْ بالألفاظِ البذيئة
لم أرتكبِ الزنا
لم ألوّثْ نفسي
لم أتصرّفْ بغشٍّ
لم أختلسْ أشياءَ الله
لم أخرّبِ الأراضي المفلوحة
لم أحدّقْ في الأشياءِ لأصنعَ السوء
ما غزوتُ أرضَ أحد
لم أُسرِّعْ قلبي
لم أُلغِّمْ كلامي
بما لا ينبغي أن يُقال
لم أتصرّفْ بغطرسة
لم ألوّثِ الماءَ الجاري
لم أصم أذنيّ عن كلامِ الحقِّ والحقيقة".
**
"لم أبجّلْ كلامي
لم أجعلْ كلامي يشتعل بالغضب
لم أجلبِ الخوفَ لأيّ إنسان
لم أتصرّفْ بعنف
لم أجعلْ أحداً يبكي".
**
"يا خالق نفسِك بنفسِك
عاجزٌ أنا عن وصفك
ما خلقتَ بلاد "بونت" (15)
إلاّ لتهب العطور
التي يشمُّها أنفُك
أنتَ واهب الشرائع
سيّدُ العالم
وكلِّ مستوطن فيه
وفي سياقِكَ
تقودُ الذي يكون
تقود الذي بعدُ لم يكن
وتدومُ
إلى أبد الآبدين".
**
"يا ملكَ الملوك
يا سيّدَ الساداتِ وأميرَ الأمراء
بكَ يحيقُ ألقُ الفيروز
حيٌّ منذ ملايين السنين
يا من يتخلّلُ الأشياءَ جميعاً بجسده
يا جميلَ المحيّا
هبْ لي الأبّهةَ في السماء والقوّةَ على الأرض
رجائي
أن أُمنَح أرغفة الخبز
في بيتِ البرودة
ومنزلاً
إلى أبدِ الآبدين
في حقلِ القصب (16)
مزوَّداً بالقمح
هبْ لي أن أسيرَ على نسقِ جلالتك
دعْ روحي
تدخل إلى الحضرة
دعْها
تكون إلى جانب سادةِ الحقِّ والحقيقة
ها قد أتيتُ إلى مدينةِ الله
إلى الإقليم
الذي وُجِد في الزمن البدئي
لكي أسكنَ
في هذه الأرض
أتيتُ
مع نفسي وقرينتي
وشكلي الشفّاف
الربُّ
سيّدُ الحقّ والحقيقة
أرضُه
تجتذب إليها
كلَّ أرض
مبحراً فوق النهر
يأتي الجنوبُ إليها
ومسوقاً بالريح
يجيءُ الشمال
وفقاً
لأمرِ سيّدِ السلام
أيّها الربّ العظيم
ها قد أتيتُ إليك
أنا نقيٌّ
أنا خالص
أنا أعرفُك
أنا أعرفُ اسمك".
**
"الحمدُ لكَ أيّها الواحد
يا مَن تجلبُ كلَّ مَن وُلِد
إلى الكينونة
أيّها القوّةُ المبجّلة
لكَ الحمدُ
يا مَن يأتي بالكائناتِ الخضراء
في موسمِها
لكَ الحمدُ
ويا مَن يسكنُ العمقَ السماويَّ
وينيرُه
لك الحمدُ
لك الحمدُ
يا مَن رأسُه يهبُ النورَ
للذي هو أمامك".
**
"تجعلُ الفانين
يولدون مِن جديد".
**
"لك الإجلال
تغتبطُ الأممُ بك
مُفعم قلبُك بالبهجة
اغمرْني بأنوارِك
دعْنِي أرى جمالاتك".
**
"إنّكَ تشرقُ وتسطع
تصنعُ النُورَ متوَّجاً ملِكاً
تستقبلُك أرضُ "مانو" (17) بالرضا
اهتفوا للإله "رع" (18) سيّد السماء
وحين يأتي صباحاً
على زورقه المقدّس
مجِّدوا طلعتَه البهيّة".
**
"إنّكَ تُشرِقُ
إنّكَ تشرقُ
إنّكَ تشعُّ
إنّكَ تشعّ
إنّك سيّدُ السماء
وسيّدُ الأرض
خالقُ أولئك
الذين يُقيمون في الأعالي
وأولئك
الذين يُقيمونَ في الأعماق
إنّكَ الإلهُ الواحد
الآتي إلى الكينونةِ
منذُ بدءِ الدهر
أنتَ خلقتَ الأرضَ
صنعتَ البشر
صغتَ الهاويةَ المائيّةَ السماويّة
شكّلتَ "حابي" (19)
خلقتَ العمقَ العظيم
ولكلِّ ما هو موجود
وهبتَ الحياة
لحمتَ الجبالَ بعضها ببعض
البشريّةُ
وحيواناتُ الحقلِ
أنت جعلتَها تجيء إلى الوجود
لكي تُعبَد
صنعتَ السماوات والأرض
مترَعٌ فؤادُك بالمسرّة
يحتوي العمقَ السماويّ العظيم
سقطَ "ناك" (20)
العفريتُ الأفعوانيُّ
بُتِرتْ ذراعا العفريتُ الأفعوانيُّ
يتلقّى رياحاً طريّة زورق "سكْتِتْ" (21)
ويغتبطُ فؤادُ
مَن في المزار".
**
"عندما تشعُّ على الأرض
الناسُ جميعاً يبتهجون".
**
"إنّكَ تعبرُ حقّاً في السماء
يراكَ كلُّ وجه
تنير بعظَمةِ شعاعِك كلَّ وجه
ما مِن ثغرٍ
يمكن أن يعلنَ عن مثيلٍ لك
ما مِن أحد سواك
يقدرُ أن يفعلَ كلَّ ذلك
إنّك واحد
والناسُ يقسمون بك
يحمدون اسمكَ
لأنّكَ عليهم سيّد
تسمعُ بأذنيك
ترى بعينيك
لا أستطيعُ أن أذكرَ عددَ السنين
التي قضيتَها
مرّتْ على العالم ملايين السنين
سافرتَ
وعبرتَ خلل الفراغات
التي لا تُحصى
إنّك تعبرها بسلام
تشقُّ دربكَ
عبرَ الهاويةِ المائيّة
إلى المكانِ الذي تعشق".
**
"إنّكَ تتقدّم
في هذه الأرض
لتجعلَ مصرَ تحيا
تأتي بسلام
تروي الحقولَ
أيُّها الواحدُ المخبوء
تجعلُ جميعَ الحيواناتِ تحيا
تجعلُ الأرضَ تشربُ بلا انقطاع
أنتَ واهب الحبِّ
وجاعل كلّ مكانٍ يزدهر".
**
"أنوارُك الساطعة
لا يمكن أن يبلغَها القول
تضعُ حدّاً لساعاتِ الليل
وتُعيدُها
تُنهيها بتوقيتِكَ الخاصّ
لتغدو الأرضُ نوراً".
**
"تُوِّجتَ ملكاً على السماء
وأنت واحد
تظهرُ في السماءِ يا "رع"
يا صاحبَ الصوتِ الحقيقيّ
أيّها الشابُّ المقدّسُ الواحد
يا مَن أنجبتَ نفسَك بنفسِك
يا وارثَ الديمومة
يا من ذاتكَ وهبتَ الميلادَ نفسَك
أيّها الكائنُ القويُّ
يا ذا الأشكال التي لا تُحصى
يا سيّدَ الأبجديّةِ
وحاكمَ الديمومةِ
وملكَ العالم
يا من تتمجّد في زورقِ "سِكْتِتْ"
حين تُشرق
وتبحرُ عبرَ السماء
يغتبطُ
مجمعُ الآلهة".
**
"يا من تشرقُ في الآفاق
أنتَ "رع"
تستقرُّ على "ماعت" (22)
تعبرُ فوق السماء
كلُّ وجهٍ يُراقبُك
ويراقبُ مجراك
حيث تكون جلالتُك
يندفع زورق "سكتتْ"
بقوّةٍ
أشعّتُكَ فوق كلِّ وجه
أمّا أشعّتُك الحمراءُ
والصفراء
فلا يُمكن أن تُعرَف".
**
"تُولدُ الأشياءُ كلُّها
عندما تغمرُ الأرضَ
من فيضِ جسدِك
تجعلُ الحيَّ والميتَ يعيشان
يا سيّدَ العشبِ الأخضر
يا مادّةَ الحياة
أنتَ الواحدُ الأمجد
كنْ معنا بسلام".
**
"يمجّدونَكَ يا "رع"
أولئكَ الذين يسكنون الأعالي
وأولئك الذين يسكنونَ الأعماق
عدوّك الأفعوانُ
أُلقي به في النار
عدوّك الأفعوانُ
سقط
قُيّدتْ ذراعاه بالأغلال
بُتِرتْ ساقاه
لن يثور ضدّكَ بعدَ اليوم
أبناءُ التمرّدِ العاقّ
يثابرُ على الإحتفالِ
معبدُ الواحد القديم
في دارِ القرارِ
صوتُ أولئك
الذين
يغتبطون".
**
"يا قلبي يا أمّي
يا قلبي يا أمّي
أرجو ألاّ يقفَ أحد ليعارضَني
في المحاكمة
ليكنِ الإصغاءُ مُرْضِياً
ليكنْ فرحُ فؤادي
عندما تُوزَنُ الألفاظ".
**
"أرجو ألاّ يعارضني أحد خلالَ المحاكمة
أرجو في حضرةِ صاحبِ الميزان
ألاّ تنفصل يا قلبي عنّي
لتكنِ المحاكمةُ مُرضيةً لي
وليكنِ الإستماعُ مُرضياً لي
اللهمّ لا تدعِ الزيفَ
يُنطَق به ضدّي
لأُحرزَ مسرّةَ الفؤاد
عندما يُوزَنُ الكلِم".
**
"أرجو خلالَ المحاكمة (23)
ألاّ يقف أحدٌ ليُعارضَني
ألاّ يُقال إنّي عملتُ أعمالاً
ضدّ الحقِّ والحقيقي
ألاّ يُقال شيء ضدّي
في حضرةِ الربِّ العظيم".
**
"أحييكَ
يا مَن استولدَ نفسَه بنفسِه
يا من أنجبَ نفسَه بنفسِه
يا ملكَ الأرض
يا وارثَ الأبديّة
يا إله الحياةِ وسيّدَ العشق
البشرُ جميعاً
يحيون
عندما تسطع
تستقرُّ بثبات
يا ملكَ الحقِّ والحقيقة
يا سيّدَ السماءِ والأرض
يا أميرَ الديمومة
وسلطان الآلهة جميعاً
يا سيّدَ الأبديّة
يا إله الحياة
الأرضُ تبتهجُ
عندما تشاهد أنوارَك
الناسُ
الذين ماتوا مِن زمانٍ
بصرخاتِ البهجةِ
يندفعون
ليروا جمالاتك
كلَّ يوم".
**
"يا مَن تحوزُ السلطات كلّها
عندما تُشرقُ في أفقِ السماء
آهاتُ فرح
تنبعثُ من ثغورِ الناسِ جميعاً
لدى شروقكَ إلى الأبد
أنتَ
أيّها الكائنُ الوسيم
يتفتّحُ كلُّ قلب بالفرح
أقاليمُ الشمال والجنوب
تأتي إليك
ولدى شروقك
في أفقِ السماء
تُرسَلُ الإبتهالاتُ إليك
إنّكَ بأشعّةٍ من أنوارِ الفيروز
تنيرُ الإقليمين".
**
"مصرُ
والأرضُ الحمراء
فيما تخدمان تحت سلْطةِ قوّتِك
تنعمان بالسلام
على أرضَيْهما
يا سيّدَ الآلهة
تستقرُّ المعابدُ
ليغتبطَ فؤادُك
المدنُ
والولاياتُ
تحوزُ الأمان
على خيراتِها
التي هي لها
سوف نقدّمُ لكَ القرابينَ المقدّسة
التي يتوجّبُ تقديمها
التهليلاتُ
تُصنعُ بإسمك
ويُرشُّ الماء
على كلّ جانب
مِن أنفسِ الموتى
في هذا العالم
إنّكَ تعيش
وتستقرّ
وتجدّد شبابك
وإنّكَ صادق
أعداؤك
أبداً لم يقهروك
سادةُ الأرضَين
يمتدحون جمالاتك
ترسّختَ ملكاً
التاجُ الأبيضُ
على رأسِك
الآلهةُ
يأتونَ إليكَ
منحنين إلى الأرض
الحياةُ معك وبك
وما هو حقٌّ لك
يُقدّم أمامَ وجهك".
**
"الحمدُ لك
يا مَن تشرقُ كالذهب
يا مَن تغمرُ العالمَ
بالنور
في يومِ ميلادك
أيّها النورُ العظيم
الذي يتألّقُ في السماء
تجعلُ أجيالَ البشرِ تزدهر
مِن خلالِ فيضانِ النيل
وفي الأيدي كلِّها
والهياكلِ والمدنِ جميعاً
تصنعُ البهجةَ
أنتَ القويُّ
ذو الإنتصارات
تعزِّزُ عرشَك الرافل
بجلالك
ضدَّ العفاريت".
**
"قلبُكَ مترَعٌ بالبهجةِ
ولذلك مطمئنّة هاويةُ السماء
سقطَ العفريتُ الأفعوانيُّ
بُترتْ ذراعا العفريتُ الأفعوانيُّ
إرباً إرباً قَطّعتِ السكّينُ أوصالَه
أنتَ أيّها المادّةُ البدئيّةُ
يا مَن جئتَ إلى الكينونةِ برغبتِكَ
يتّجهُ إليكَ
ليحمدَك الجنوبُ والشمالُ
والشرقُ والغرب
زورقُ "سكتتْ"
يتقدّمُ ويبلغُ الميناء (24)
نفوسُ الجنوب تتبعك
نفوسُ الغرب تحمدُك
وبهجةُ الفؤادِ لك
في مزارِك
العفريتُ الأفعوانيّ "ناكْ"
أُلقي إلى النار
وإلى الأبد
سيبتهجُ فؤادُك".
**
"يا سيّدَ الأشعّة
أحيّيكَ
يا مَن تشرقُ يوميّاً على الآفاق
ليت روحَ "آني"
تتقدّم معكَ
إلى السماء
ليتهُ يشقُّ دربَه
بين الكواكب
التي لا تستقرّ".
**
"يا "أوزيريس"
يا سيّدَ الأبديّةِ
الأمواتُ ينهضون لرؤيتك
يتنشّقون الهواء
ينظرون إلى وجهِك
حين يبزغُ القرصُ
في أفقهِ الشرقيّ
يا أنتَ الأبديّة والديمومة
بقدر ما يرونك
يُفعِمُ السلامُ أفئدتهم".
**
"يا والدي المقدّس "أوزيريس"(25)
لكَ الإجلال
غدوتُ إليك
فاجعلني أمتلك الهيمنة على أنفاسي
يا سيّدَ الرياحِ ثبّتْني وقوِّني
ادخلْني إلى أرضِ البقاء
يا مَن جسدُه لم يرَ التلف
يا مَن نفسُه لم ترَ التلف
إنّي ما فعلتُ ذاك الذي تكره
بل نطقتُ بالإبتهالات
مع أولئك الذين أَحبُّوا روحَك
لا تدعْ جسدي
يستحيل إلى ديدان
إنّي أضرعُ إليكَ
لا تدعْني أسقط في التلف
عندما تراني الديدانُ
وتعرفُني
دعْها تسقط على بطونِها
واجعلِ الخوفَ منّي يُرعبُها
دعِ الحياةَ تبزغُ مِن الموت
لا تدعِ الإنحلالَ يصنع نهايةً لي
لا تدعِ المُتلِفات بأشكالِها المتعدّدة
تأتي إليّ
بإمرتِكَ
يا مولى الآلهة
سوف أعيش
سوف أعيش
سوف أنبت
سوف أنبت
سوف أستيقظ بسلام
مُقلتي لن تتلف
ملامحي لن تتلاشى
أُذني لن تُصاب بالصمم
رأسي لن يُفصَل عن عُنُقي
لساني لن يؤخذ بعيداً
شعرُ رأسي لن يُقصَ
حاجباي
لن يتساقط شعرُهما
ما مِن شرٍّ
سينال منّي".
**
"فعلتُ الحقَّ والحقيقي
من أجلِ سيّدِ الحقِّ والصدق
ما من عضو من أعضائي
يفتقر إلى الحقِّ والصدق
طُهِّرتُ في حوضِ الجنوب
واسترحتُ في مدينةِ الشمال
إسمي
هو ذاك المزوّد بالزهور
والساكن
في زيتونته".
**
"الأرضُ
تنالُ الجسد
والسماءُ
تنالُ النفس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ جعلتها على وجهي: الشمس، شعارُ "رع" إله الشمس ونمطه ورمزه.
2 ـ أفكارٌ ومعتقدات مصريّة فرعونيّة تتعلّق بالله، كانت في الغالب هي عين أفكار ومعتقدات العبرانيين والمسيحيين والمسلمين في عصور لاحقة.
3 ـ مصرُ الفرعونيّة شديدةُ العناية بالمخبوء والمستور.
4 ـ أوّلُ إشارةٍ في التاريخ إلى وحدة الوجود.
5 ـ نلاحظ اهتمام مصر بالكلمة وقدراتها. مصر حقّاً عبدت الكلمة في جملة ما عبدتْ أو قدّستْها في جملة ما قدّستْ.
6 ـ يقول الأستاذ يوسف سامي اليوسف إنّ لفظةَ "الآلهة" هي حدود اللغة الهيروغليفيّة، وهي مجرّد صور تجلّيات أو جنبات للإله "رع"، وإنّ العقيدة الفرعونيّة لم تعرف إلهاً حقّاً إلاّ الله "الواحد"، وإنْ هي عرفت في أغلب مراحلها وحدانيّةً ضمن التعدّد.
7 ـ أفكارٌ ومعتقدات هي عينها عند الإبراهيميين.
8 ـ واضحٌ من هذه المقبوسات أن صفات إله الأديان السماويّة تأسّست في مصر، حيث بعد هذا الطور المتقدّم لم يبق على التوحيديين إلاّ أن يحذفوا القليلَ من سمات الإله الفرعونيّ لكي تبقى سمات إله الأديان السماويّة كلّها.
9 ـ إشارةٌ إلى الإنبعاث.
10 ـ الصلُّ شعارُ الفرعون.
11 ـ يتماهى أوزيريس مع رع عندما يقول أوزيريس في الفصل السابع عشر من كتاب الموتى المشهور: "أنا النفسُ التي تسكن في النفسين" أي نفس أوزيريس ونفس رع.
12 ـ Ani "آني" كاتبُ أحد الفراعنة.
13 ـ العالَمُ السفلي.
14 ـ عينُ الإعتراف السلبي. النفي هو توكيد إضماري للطهر والنقاء. لم تُعرف حضارةٌ أخرى بهذا النوع من الإعتراف.
15 ـ بونت Paunt هي الأراضي الواقعة على ضفّتي البحر الأحمر وشمال شرق إفريقيا.
16 ـ حقلُ القصب جزءٌ من حقول السلام أو الحقول الإيليزيّة التي هي الجنّة في الديانة الفرعونيّة، وعلى الطرف المقابل من حقول السلام توجد بحيرات النار.
17 ـ Manu الأرضُ التي تغربُ فيها الشمس.
18 ـ الأرجح أن كلمة "رع" Raa هي "الرؤية"، فهو من جهةٍ إله النور الذي لا رؤية من دونه، وكذلك يكاد يتطابق مع كلمة "رأى" العربيّة، ولا سيّما حين نعلم أن حرف العلّة في "رأى" قد أُقحم مؤخّراً، ومعلوم أنّ الكلمات المشتركة بين العربيّة والهيروغليفيّة كثيرة إلى حدود لا تُصدّق.
19 ـ Hapi ـ حابي ـ نهر النيل.
20 ـ Nak ثعبان الظلام، يذبحُه رع يوميّاً.
21 ـ سكْتت Sektet: الزورق الذي يُبحِر فيه رع من الظهر حتى غروب الشمس.
22 ـ ماعت Maat ربّةُ العدالة والترتيب والنظام، وهي الناموس الذي لا يتبدّل ولا يتغيّر، ومعروف إنّ الديانة الفرعونيّة مترعة بالرموز والنزعات الرمزيّة.
23 ـ يوم الحساب أو يوم البعث والميزان، حيث يُحاكم كلُّ شخص فرديّاً على ما صنعَ في حياته.
24 ـ ينبغي للخيال أن يكون في مصر قد ازدهر وبلغ أشدّه، ويمكن القول إنّ الخيال الرامز والكنائي هو المطوّر الأوّل للحضارة، بل إنّ الحضارة هي الخيال وقد أصبح ناجزاً أو منقولاً من فسحة الصورة إلى فسحة الواقعة.
25 ـ ترتيلةٌ منقوشة على لفائف القماش التي تغلّفُ مومياء الفرعون أو الملك تحوتمس الثالث.
"الشروح عموماً هي للكاتب والمترجم الأستاذ يوسف سامي اليوسف أيضاً".
Shawki1@optusnet.com.au
0 comments:
إرسال تعليق