شهقات ملونة للشاعرة وعد جرجس... صرخات تفتت آثار الخيبات

بقلم: خالد ديريك
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يصدر عن دار السكرية للنشر والتوزيع في القاهرة ـ مصر ديوان "شهقات ملونة" للشاعرة السورية وعد جرجس، وسيكون هذا الإصدار قريبًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب وكبرى المكتبات العربية، ويعلن عن الديوان على قناة المصرية ... مصر الحياة 
ديوان مكون من 200 صفحة خليط بين قصائد الحب والحرب ومحاربة الإرهاب والشوق للوطن، يختلف الأسلوب بين النثر وشعر التفعيلة.
قصائد الديوان هي جهد أيام وليال، من حرارة الحنين، واختلاج الوتين ... صرخات في وجه الحرب والدمار، القتل والإرهاب، ألام طويلة ممتدة على خاصرة الوطن والقلب، حزن ووجس ...
بعضها كالعتاب ... كالنداء للمستضعفين للانتفاض على الجور. تلمس واقعهم المعاش وصراعاتهم اليومية من أجل البقاء ضد الكم الهائل من الاستغلال والنفاق والإرهاب التي تقع بحقهم، إنها انعكاس للهول الذي أصاب البشر والبلد ...
تارة، تنساب دمعة الناي من بين حروفها كروح تائهة بين جهات الريح فتمتطي الشوق لتعبر عن المشاعر والأحاسيس الجياشة بأجمل الصور الشعرية التي تلمس شغاف القلب.
وتارة، ينقط حبر قلمها على الورق كعطر الزهر على الأنفاس فينعش الروح ويعانق الضمير والوجدان ويبعد الغم ويفتح أبواب الأمل ولو بعد حين، وبعد كل حزن ونزيف ...
تشد قصائدها القارئ دون دراية منه، حروف محشوة بحس إنساني عال، مناداة وصرخات وعتاب تتناغم موسيقاها مع أرواح تعرضت للخيبات والمظالم ...
ترسم الحروف بأدواتها الخاصة النابعة من الثقافة والمعرفة، تناغي الكلمات مثلما تناغي العصفور النافذة الليلية فيظهر هدوء وجمال الكون، إنها تزرع الأمل رغم الأسى.
وعد جرجس شاعرة واعدة، تشق طريقها الأدبي بكل ثقة ومصداقية، عميقة ومجدة، تنتقي كلماتها بعناية، تعرف القيمة والمسؤولية الأدبية، فالديوان "شهقات ملونة" هو نتاج 8/ ثمان سنوات من الجهد والرصانة، من عصارة القلب والوتين.
نبارك للشاعرة وعد جرجس هذا الديوان، ونحو المزيد من النجاحات والإنجازات.
أدناه، نص من ديوانها بعنوان " نايٌ صَفنْ"

نايٌ صَفنْ

برُقعةِ صدرٍ
يُناجِي الحياةَ
ببضعةِ أنفاسٍ
من بُكاءْ
تلوحُ الأماني
على صحنِ لبنٍ
مبرقعٍ بمصابيحِ العَفَنْ
هناك الدّموعُ
تواسي الرّزايا
ووقعُ التّنهّدِ
نغمُ الحكايا
يهدّي هياجَ
فقيرٍ انمحنْ
على دمعتينِ
وصفوةِ تَبغٍ
تفختها الرّياحُ
بوجهِ الزّمنْ
فغدَت شظايا
كفضّي قصديرٍ
مغربلةً سارياتَ
البدَنْ ...

*
عيونٌ كلونِ
الخريفِ تمدُّ
البعيدَ بظلِّ
الشّجنْ
وتطلقُ ناياً
سجيناً بهالةِ
الذكرى المسنّة
صَفَنْ!
بأعوادِ قصبٍ
أطعمتهُ سكَّراً
وحمت حقولَ
. . . شبابهِ ال
واليومَ بئست
وتملّحَ السّكر
وانكسرَ صوتُها
لنصفِ لحنْ
أسيرةُ ريحٍ
تصفعها بكلِّ
الجهاتِ
كأنَّ الرِّياحَ
نسيت
ناقوسَ هطولِ
الصّفاء
ومسكِ المطرِ
حين يَرنْ!

*
وتسردُ في
أغلالِ الدمارِ
شهقاتُ بأسٍ
بعنفوانِ الزيزفون
. . . انعجنْ
وفي التّرابِ
الأحمرِ تصيحُ
العروقُ
هنا ستموتُ
دعساتُكم فينا
وينجَلي جبروتُكم
للعدمْ
فبينَ مسافاتنا
تسكنُ لعنةٌ
نحتناها من
صخورِ الحُزنِ
لعنةُ الظّلمِ
ألم تسمعوها؟
اِسمعوها
فلكُم كلُّ
حروفها تحنُّ
*
عيونٌ ترسمُ
بالنَّظراتِ
معارضَ زمنٍ
كانَ اخضراراً
كأرضِ عدن
وأصبحَ عندِ
احمرارِ السَّماءِ
بقايا أتربةٍ
. . . من مدنْ
تنهّد الشَّيخُ
الفقيرُ زفيراً
بطعم الدمِ
الهائجِ المحتَقن
ورفعَ العصاةَ
بوجهِ الزَّمن
وصاحَ
أأنهرُ فيكَ
الخيانةَ؟
أم أنهرُ
بائعيَّ اللّبنْ؟
كأنّا شموعٌ
تذوبُ صياماً
لمغفرة ذنبٍ
لم نقترفهُ
وآكليَّ العنبِ
المحرّمِ
منتشينَ بعرقِ
نورنا سدىً
أنُصلبُ كسوفاً
كاملاً على
بنادق اللَّيلِ
المريضِ
لنفدي رصاصاً
طائشاً تائهاً
أضاع النهارَ
بدمعِ الرّمادِ
فذابت مياسمُ
كانت وطنْ
*
ينابيعُ خيرٍ
أضحت سبايا
تنازع. . تقاوم
تبارك وتلعنْ
هباءً تناقض
كطفلٍ تجرثمت
مقلتيهِ بالدُّخانِ
يناجي حضنَ
أمّهِ تارةً
وتارة يجنُّ
ويبكي ويلعن
بيأسٍ أنزلَ
العجوزُ عصاتهُ
ماسحاً دمعتيهِ
مودّعاً رفاتهُ
التي شيّعتها
بالأقدام ِوالزغاريدِ
جيوشُ الفِتَن

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق