ثلاثة أشقاء يبيعون وينظفون السمك بشهادات عليا

حين تضيق بنا السبل ونفقد الامل في الوصول الى هدفنا في الحياة، قد نشعر بخيبات الفشل تتملكنا، ونتساءل عن جدوى الاستمرار في سعينا وراء احلامنا.

حكاية الأشقاء الإماراتيين والشاب السوري أحمد، تشبه قصة الكاتب البحريني وأحد الرفاق المناضلين الذي درس الفلسفة في جامعة دمشق في السبعينيات، وسجن في البحرين في مطلع الثمانينات لنحو خمس سنوات بسبب أنشطته السياسية!.

بعد إطلاق سراحه من السجن في بداية التسعينيات، أصبح عاطل عن العمل لأنه فشل في الحصول على وظيفة بسبب سجله السياسي وعقوبة السجن.

لكنه لم ييأس من الظروف الصعبة وغلق الأبواب في وجهه، وفكر أن يجرّب حظه في مشروع صغير وبدأ من بيع السمك بواسطة سيارته العتيقة. بعد نحو عامين فتح دكان صغير لبيع السمك في منطقة القُضيبية بالعاصمة المنامة، لكن لم يحالفه الحظ  وفشل مشروعه المتواضع وقام بغلق الدكان. في النهاية حصل على وظيفة في شركة خاصة بعد أشهر من الجهد والتعب.

عادل محمد
17 فبراير 2020

شاهد: 3 أشقاء يبيعون وينظفون السمك بشهادات عليا
لم يكن قرار نزولهم لسوق السمك سهلاً، فقد واجهتهم انتقادات كبيرة، وعلامات استفهام
 حول سبب اختيارهم للعمل بأيديهم على الرغم من وظائفهم المرموقة.
أشقاء إماراتيون درسوا في بريطانيا وأمريكا ويحملون درجة الماجستير، يقفون في سوق السمك، يبيعون ويغلفون وينظفون السمك بأنفسهم، ستراهم فور أن تطأ قدماك مركز مشرف التجاري بأبوظبي، ينادون على الزبائن من بعيد «سمكنا طري حياك واشتري»؛ إنهم فؤاد، وصديق، ووليد، وسالم المرزوقي، الذين لم يكتفوا فقط بالوقوف في السوق، بل أصبح لديهم منصات عدة لبيع السمك، وأطلقوا تطبيقاً ذكياً ليتواصل معهم الزبائن، ويتعرفوا إلى الأسماك مرفقة بالأسعار، ويتم بعدها تجهيز وتنظيف وتوصيل الأسماك التي يرغب بها المشتري بأقصى سرعة.

المشروع بدأ منذ 3 سنوات، حينما أراد الأشقاء أن يكون لهم دور فعال في المجتمع وتقديم العون للشباب لإيجاد فرص عمل حقيقية بعيداً عن انتظار الوظيفة، خاصة أن الدولة تدعم مشاريع الشباب وتمهد لها سبل النجاح.

تحدٍّ ونجاح
يقول فؤاد المرزوقي، والذي يعمل مستشاراً مالياً ومديراً للتدقيق في إحدى الشركات الكبرى: «كانت البداية مع صديقنا محمد صالح الذي أراد تأسيس مشروع له فساندته أنا وإخوتي، خاصة أننا لنا خبرة في مجالات مختلفة مثل: المالية، القانون والتسويق، وذلك إيماناً منا بأهمية مسؤولية ودور الفرد تجاه المجتمع، بدأنا العمل بأنفسنا، ولم نستعن بعمالة خارجية، لأنك إذا أردت أن تنجح في عملك، لا بد أن تعرف كافة تفاصيله بنفسك».

وأشار فؤاد إلى أنهم تعرضوا لانتقادات كثيرة، ولكنهم واجهوها بالعمل والتحدي، فهناك من كان يرى أن مشروع السمك بسيط وغير مجدٍّ، ولكنه في حقيقة الأمر كما أكد المرزوقي له مكاسب كبيرة، فالوظيفة كما يصفها لن تغني ولن تفقر، ولكن العمل الحر هو الذي يزيد من أرباحك ونجاحك.

تصدير للخارج
ولم ينتظر الشاب محمد صالح الوظيفة وقرر اقتحام سوق العمل. يشعر بسعادة كبيرة وهو يبيع وينظف السمك للزبائن بنفسه، لأنه يعمل في مشروعه الخاص، ولا يجد عيباً في ذلك، فالعيب كما يرى هو أن تجلس في البيت وتنتظر مساعدة عائلتك، مشيراً إلى أنه يحترم مختلف الآراء والتعليقات التي سمعها بعد اتجاهه لسوق السمك، وفخور بما حققه خلال السنوات الماضية، متمنياً أن تتوسع تجارته ويبدأ في تصدير الأسماك للدول الأخرى.

طموحات وأحلام
ويتذكر المستشار القانوني وليد المرزوقي أول يوم له في سوق السمك، كان يشعر بالخجل، فهو لم يعتد أن ينادي الزبائن ويتحدث معهم عن أنواع السمك، ولكنه بعد مرور الوقت، اعتاد على الأمر بل حفزه العمل في سوق السمك على الدراسة من جديد، ونال ماجستير في القانون البحري، ويؤكد المرزوقي أن هناك الكثير من الشباب لديهم طموحات بأن يصبحوا رواد أعمال، ولكنهم يترددون في اتخاذ الخطوة الأولى، ونحن بدورنا علينا تشجيعهم والوقوف بجوارهم، فعندما يلتحق الشاب بالعمل معنا يكتشف خفايا وأسرار المهنة، ومع الوقت يكتسب الشجاعة الكافية التي تجعله قادراً على الإدارة والنجاح، والتوسع في عمله.

تجارب نجاح: عندما تنتصر الإرادة تتحقق الأحلام
أحمد: ثابرت على تحقيق فكرة مطعم جديدة ونجحت

الشاب السوري أحمد والذي يبلغ 25 من العمر يروي قصة تحويل عربة الى مطعم متنقل يختص بتقديم وجبات فلافل سورية في ارجاء ستوكهولم:

عندما قدمت الى السويد كان علي تعلم اللغة وتسجيل اسمي في مكتب العمل. لكنني كنت متحمساً جدا للعمل سريعا وسلك طريق مغاير عن معظم القادمين الى البلاد. ففكرت بعد أربعة أشهر من وصولي بإنشاء عمل خاص بي يقوم على تقديم وجبات فلافل سورية أقوم بتجهيزها على عربة متنقلة، وذلك لعشقي الكبير للمذاق المميز لفلافل بلدي والذي لم أجد له مثيل في اي مكان في ستوكهولم.

 العثرة الاولى التي قابلتها كانت في بيروقراطية المعاملات الحكومية والتي أخذت مني أشهراً تعدت السنة. احسست في الكثير من الاحيان بوجوب الاستسلام واللجوء الى مكتب العمل كمعظم المهاجرين بخاصة عند رؤيتي للملامح المحبطة على وجوه معارفي وأصدقائي. لكني واصلت رحلتي لبلوغ هدفي وها أنا اليوم بعد سنتين من وصولي الى السويد أملك عملي الخاص وأقدم وجبات فلافل يتهافت عليها الكثير وحققت نجاحا لدرجة استطاعتي الان فتح مطعم خاص بي وهذا ما سأفعله قريبا جداً.

​المصادر: المواقع العربية

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق