البطريرك الراعي: كان لمساعيه مردود ايجابي على تفعيل الحضور المسيحي في الضنية
الغربة ـ فريد بو فرنسيس
ودعت بلدة حواره في قضاء الضنية، مختارها الشاب طوني موسى، الذي قضى في حادث سير اليم على اوتوستراد حالات، وذلك في كنيسة مار يوحنا المعمدان في بلدة كفردلاقوس في قضاء زغرتا. وقد تراس صلاة الجنازة النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمشاركة راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، ولفيف من كهنة الابرشية. وعلى وقع الموسيقى الحزينة، حمل مخاتير زغرتا الزاوية زميلهم الى داخل الكنيسة حيث اقيمت صلاة الجنازة، وتلا امين سر البطريرك المونسنيور نبيل الترس الرقيم البطريركي وجاء فيه:" كم المنا ان خطف الموت من بينكم، في حادث ماساوي مروع، عزيزكم وعزيزنا المرحوم طوني، مختاركم النشيط والمحبوب، وهو في ذروة عطائه الشخصي والمهني والاجتماعي. فثقل المصاب واشتد الاسى على فقده، لكن ما تتحلون به من ايمان عميق ورجاء مسيحي وطيد يجعلكم تتقبلون المحنة بصبر جميل. ونحن نشاطركم الاسى سائلين الله ان يتغمد روحه بوافر الرحمة ويسكب على قلوبكم الكسيرة تعزياته الابوية".
"انه ابن بيت كريم من بلده حواره ـ الضنية العزيزة، والداه المكسورا الخاطر جرجس موسى وافلين البيسري معروفان بتقواهما ومحبة الله والعائلة. وقد زرعا في قلبه وقلوب اشقائه الاربعة وشقيقاته الاربع، بذور الايمان والمحبة لله والوطن وللناس اجمعين. وجاهدا طوال حياتهما بالبذل والتفاني لتربية هذه العائلة الكبيرة العدد والقيمة على مبادىء الحب والعطاء ووفرا لاولادهم العلم، فشقوا طريقهم في الحياة في الحياة واسسوا في معظمهم عائلات معروفة ومحترمة في بيئتكم". "لقد جاهد المرحوم طوني بدوره لتحصيل العلم والمعرفة، فسافر الى كندا لمتابعة دراسته الجامعية والحصول على شهادة الماجيستير في التنظيم المدني، ومن بعدها الى افريقيا، حيث مارس مهنته بشغف وضمير حي، ثم عاد الى الوطن وعمل في قطاع تجارة البناء واحرز تقدما ونجاحا كبيرا، تميزت شخصيته بدماثة الاخلاق وطيب المعشر، وسخاء الكف، والانفتاح على الجميع، فبنى شبكة واسعة من العلاقات المميزة في محيطه الجغرافي الانساني، وفي كل الاوساط اللبنانية، ما اكسبه محبة اهل بلدته وثقتهم به، فانتخبوه مختارا لهذه البلدة منذ ثلاث سنوات فراح يتفانى في خدمتهم دون اي مقابل. وبكل ما لديه من خبرة وسعة اطلاع وعلاقات جيدة كي يسهل ما لديهم من معاملات في الدوائر الرسمية وغيرها".
"لقد عرفت بلدتكم، اثناء الحرب المشؤومة، ما عرفته عشرات البلدات والقرى اللبنانية من ضغوط وتعديات وتهجير لمعظم ابنائها، وما زال هذا الجرح مفتوحا. فحمل المرحوم طوني هذا الملف بكل جرأة واندفاع، واوصله الى اعلى المراجع السياسية والدينية متحديا كل الصعوبات والعراقيل، وقد زارنا في الصرح البطريركي على راس وفد من ابناء البلدة، وعرض علينا هذه القضية فاكبرنا ما لديه من غيرة ونشاط واندفاع في سبيل احقاق الحق، وعودة ابناء البلدة المهجرين الى بيوتهم وممتلكاتهم، واعادة وصل ما انقطع بينهم وبين جيرانهم في المحيط، وقد كان لمساعيه مردود ايجابي على تفعيل الحضور المسيحي في كل قضاء المنيه ـ الضنية، ونحن نتمنى ان تتابع هذه الجهود في كل المناطق، حتى يعود جميع المهجرين الى ديارهم، وتعود روح الالفة والمحبة والسلام بين كل اللبنانيين". "وقد لاقى المختار طوني في مساعيه الكثير من الصعوبات والافتراءات، فكان يواجهها بصمت وهدوء وصبر وروح مسالمة، ذلك انه كان رجلا مؤمنا يحرص على ممارسة واجباته الدينية بشكل مستمر، مشاركا في الذبيحة الالهية وقبول الاسرار ايام الاحاد والاعياد. وحتى في ايام الاسبوع العادية غالبا ما كان يؤم الكنيسة ليخشع امام الرب ويصلي بحرارة وتقوى، موكلا كل اموره الى الله سائلا اياه النور والقوة على مجابهة الصعاب، والرحمة والغفران لمن كان يسيء اليه".
"ان الحادث الاليم الذي اودى بحياة المرحوم المختار طوني تسبب بخسارة كبيرة لا لعائلته فحسب بل لبلدته وابناء المنطقة كافة، الذين يودعونه اليوم بدموع الحزن والصلاة الحارة، سائلين الله ان يتغمد روحه بوافر الرحمة، وينيله جزاء العاملين النشيطين والمؤمنين الصالحين، وعلى هذا الامل واكراما لدفنته، واعرابا لكم عن مشاركتنا معكم الاسى والصلاة، نوفد اليكم سيادة اخينا المطران سمير مظلوم نائبنا البطريركي، السامي الاحترام، ليراس باسمنا الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة".
بعدها تقبلت العائلة تعازي المشاركين في الجنازة في قاعة الكنيسة في البلدة.
0 comments:
إرسال تعليق