صدر اليوم عن مجلة مواقف كتاب "قراءةٌ تحليليّةٌ في شِعْرِ آمال عوّاد رضوان للنّاقدِ عبد المجيد عامر جابر اطميزة" وعدد صفحاته 240 صفحة، وقامت مجلة مواقف في فلسطين في الجليل بنشره وتجشمت عناء طباعته في الناصرة، ولا يسعنا إلا أن نقدم لها وللقائمين عليها كل الشكر والتحية بما تنشره من علم وأدب رافعة راية التقدم والازدهار.
ومما جاء في المقدمة:
عندما تَقرَأُ وتتصَفّحُ دواوينَ شاعِرتِنا المُبدِعةِ آمال عوّاد رضوان، تقفُ مذهولًا أمامَ نصوصِها، تتفحّصُها رويدًا رويدًا، وبعدَما تَفُكُّ رموزَها، بنشوةٍ تَعتريكَ، وبِلذّةٍ عقليّةٍ تُدغدغُ أفكارَكَ، حيثُ تُقابلُكَ حدائقُ فينانة، وما فيها مِن باقاتٍ نرجسيّةٍ جميلةٍ وفوّاحةٍ، مَبعثُها خلَجاتِ النّفسِ الحَرَّى، والرّوحِ العذبةِ، والذّاكرةِ النّقيّةِ، والوجدانِ الرّقراقِ، تَفوحُ شذًى وعطرًا يَشتَمُّها المُتَلقّي تُنثَرُ، وتَتفتّحُ أساريرُهُ بكُلِّ ما تَحمِلُهُ تجربتُها الإبداعيّةُ مِنْ صُوَرٍ شِعريّةٍ مُبتَكَرةٍ، ورُموزٍ، وتوظيفٍ للرّمزِ والأسْطورةِ، وعَفويّةٍ في الطّرحِ والأسلوبِ، ولغةٍ ماتعةٍ، فهذهِ الإبداعاتُ حاكَتْها ثورةُ النّفسِ التّواقةِ للحُبِّ، والوَثّابةِ في التَطلّعِ للتّحرُّرِ والانعتاقِ، وفيها الدّمعةُ الحزينةُ، كما فيها البسمةُ الصّادقةُ، قصائدُ كأنّها نجومٌ زاهرةٌ تُشِعُّ بالأمل، وروحِ الإنسانيّةِ، والحنينِ لكلِّ جماليّاتِ الأشياءِ، وقدْ نسَجَتْها روحٌ تُشْرِقُ عليها شمسُ الحُبِّ، والسّلامُ، والتّفاؤلُ، والتّوثُّبُ، والتّوحُّدُ معَ الوَطنِ. عندما حاولتُ تحليلَ مقطوعاتٍ لشاعرتِنا، وقفتُ طويلًا مُفكِّرًا ومُتأنّيًا، فأنا أمامَ شاعرةٍ، لشِعرِها لونٌ خاصٌّ ونكهةٌ مميّزةٌ، ونهجٌ لغويٌّ، فكلُّ حرفٍ يَحتاجُ لفِكرٍ، وكلُّ كلمةٍ تحتاجُ لوقفةٍ، وكلُّ مَقطَعٍ يَحتاجُ لدراسةٍ، وقدْ قسّمتُ الدّراسةَ النّقديّةَ التّحليليّة، بما يَتناسبُ معَ دواوينِ الشّاعرةِ، فتناولتُ ثلاثَ قصائدَ مِن كلِّ ديوانٍ، وركّزتُ على عُنصرٍ مُعَيّنٍ في كلِّ مقطوعةٍ، فالكتابُ يُقَسَّمُ إلى مُقدّمةٍ، ومُحتوًى، وخاتمة.
قدم اطميزة في كتابه هذا دراسةً تحليلية في نخبة مختارة من قصائد الشاعرة آمال عوّاد رضوان، اختارها من مجموعاتها الثلاث: بسمة لوزية تتوهج، سلامي لك مطرا، ورحلة الى عنوان مفقود. ويركز في دراسته وقراءاته التحليلية هذه، على النصوص المدروسة، وهي من الشعر النثري، محاولا سبر أغوارها البعيدة وأغوارها السحيقة، ضمن جولات في القول الشعري، تهدف للكشف عن مكنون ما أرادت الشاعرة آمال رضوان قوله وتوصيله من رسائل لا تخلو من تصوير لمعاني الغربة التي تشعر بها، كما لا تخلو من تجسيد لحالات التمرد والرفض لكل ما يعيق انطلاقتها الوجودية كإنسانة وكامرأة وشاعرة من هنا.
0 comments:
إرسال تعليق