قلائل هم أولئك الذين أمكنهم أن يجعلوا من الفلسفة جزءا من حياة الناس. والدكتور زهير الخويلدي واحد من من أقل القليل الذي جعل من الفلسفة متعة خالصة من متع الأدب. بلغته السهلة، وتناوله السلس، ومقارباته التي تمس أوجه الحياة الملموسة، تمكن هذا المفكر البارز من أن يجعل الفلسفة منارة حقيقية تضيء الطريق لملايين الناس.
الفلسفة لم تعد، بفضل هذه المقاربة الحيوية، مشروعا نخبويا، لا يفهمها إلا أولئك الذين يفهمون (أو لا يفهمون) اللغة الملتبسة. إنها أداة تفكير، سهلة.
والسهولة إنما تنم عن فهم عميق. فالمرء كلما كانت لغته أوضح، كلما كانت الفكرة التي تعبر عنها تلك اللغة أوضح.
والمؤلف رجل فكر غارق بأدواته. وكلما ذهبت في قراءته الى مسافة أبعد، كلما عثر على المزيد من الثراء. وثراؤه الخاص يغتني بثراء الآخرين، ويحول مناراتهم الى قنوات ضوء باهر تنير النفق الذي نحن فيه.
وفي هذا الكتاب الذي يحلل فيه الخويلدي ظاهرة الإرهاب في وجهها العولمي، والتحدي الذي تشكله للطبيعة المدنية للإسلام، فانه أضاف جهدا استثنائيا بحق لفهم تلك الظاهرة ولوضعها في سياق أبعد كثيرا من المألوف المتداول.
إنها ظاهرة للتأمل. ومعالجتها تتطلب مواجهة فكرية حقيقية شاملة، وبحثا دقيقا عن أسئلة ما تزال بعيدا عن الوصول الى أجوبة مقنعة.
وسط الكثير من تلك الأسئلة، هنا بعض مما يمكن العثور على تصورات بشأنها: "من يحكم العالم اليوم؟ وماهو العصر الجديد الذي تسير إليه العولمة؟ وماذا تشبه هذه الحروب الجديدة التي تخوضها الجماعات والدول؟ وما المقصود بالجهاد؟ هل ستظل الديمقراطية سياسية معتمدة في القرن الواحد والعشرين؟ لماذا تزداد الفوارق الاجتماعية؟ ما العمل أمام انقسام المجتمعات إلى قسمين: أغنياء وفقراء؟ وكيف يمكن الترفيع في معدلات التنمية والتطور؟ وهل مازال الشغل هو مصدر الإنتاج والثروة؟ كيف يمثل اقتصاد التقاسم محاولة من الرأسمالية لتجاوز انتقاداتها وتجديد نفسها؟ وأي إنسانية لعصرنا؟ من أين أتى الانسان؟ وماهي طبيعة الكائن البشري؟ فيم يختلف عن طبيعة الكائن؟ وهل يوجد العالم بالفعل خارج ذواتنا؟ ومن أين أتت اجتماعية الانسان؟ وماهو محرك التاريخ البشري؟ وما مصدر اللغة؟ وكيف تتكون الأفكار؟ هل الدين أصل الاغتراب؟ ومن أين تنحدر القيم الأخلاقية؟ وما طبيعة الحقيقة؟".
شيئا فشيئا، سوف يجد القارئ تناولا مختلفا لقضية الإرهاب. هذا أولا. ثم أنه سوف يكتشف وجها للفلسفة أكثر إنسانية، وأعمق دلالة، وأقرب الى الحياة. هذا ثانيا. ثم أنه سوف يتعرف، من جديد، على كاتب مبدع، ومفكر أصيل، ومثقف جدير بكل احترام.
عن دار أكتب صدر كتاب مدنية الإسلام وعولمة الإرهاب لندن 2016
الفلسفة لم تعد، بفضل هذه المقاربة الحيوية، مشروعا نخبويا، لا يفهمها إلا أولئك الذين يفهمون (أو لا يفهمون) اللغة الملتبسة. إنها أداة تفكير، سهلة.
والسهولة إنما تنم عن فهم عميق. فالمرء كلما كانت لغته أوضح، كلما كانت الفكرة التي تعبر عنها تلك اللغة أوضح.
والمؤلف رجل فكر غارق بأدواته. وكلما ذهبت في قراءته الى مسافة أبعد، كلما عثر على المزيد من الثراء. وثراؤه الخاص يغتني بثراء الآخرين، ويحول مناراتهم الى قنوات ضوء باهر تنير النفق الذي نحن فيه.
وفي هذا الكتاب الذي يحلل فيه الخويلدي ظاهرة الإرهاب في وجهها العولمي، والتحدي الذي تشكله للطبيعة المدنية للإسلام، فانه أضاف جهدا استثنائيا بحق لفهم تلك الظاهرة ولوضعها في سياق أبعد كثيرا من المألوف المتداول.
إنها ظاهرة للتأمل. ومعالجتها تتطلب مواجهة فكرية حقيقية شاملة، وبحثا دقيقا عن أسئلة ما تزال بعيدا عن الوصول الى أجوبة مقنعة.
وسط الكثير من تلك الأسئلة، هنا بعض مما يمكن العثور على تصورات بشأنها: "من يحكم العالم اليوم؟ وماهو العصر الجديد الذي تسير إليه العولمة؟ وماذا تشبه هذه الحروب الجديدة التي تخوضها الجماعات والدول؟ وما المقصود بالجهاد؟ هل ستظل الديمقراطية سياسية معتمدة في القرن الواحد والعشرين؟ لماذا تزداد الفوارق الاجتماعية؟ ما العمل أمام انقسام المجتمعات إلى قسمين: أغنياء وفقراء؟ وكيف يمكن الترفيع في معدلات التنمية والتطور؟ وهل مازال الشغل هو مصدر الإنتاج والثروة؟ كيف يمثل اقتصاد التقاسم محاولة من الرأسمالية لتجاوز انتقاداتها وتجديد نفسها؟ وأي إنسانية لعصرنا؟ من أين أتى الانسان؟ وماهي طبيعة الكائن البشري؟ فيم يختلف عن طبيعة الكائن؟ وهل يوجد العالم بالفعل خارج ذواتنا؟ ومن أين أتت اجتماعية الانسان؟ وماهو محرك التاريخ البشري؟ وما مصدر اللغة؟ وكيف تتكون الأفكار؟ هل الدين أصل الاغتراب؟ ومن أين تنحدر القيم الأخلاقية؟ وما طبيعة الحقيقة؟".
شيئا فشيئا، سوف يجد القارئ تناولا مختلفا لقضية الإرهاب. هذا أولا. ثم أنه سوف يكتشف وجها للفلسفة أكثر إنسانية، وأعمق دلالة، وأقرب الى الحياة. هذا ثانيا. ثم أنه سوف يتعرف، من جديد، على كاتب مبدع، ومفكر أصيل، ومثقف جدير بكل احترام.
عن دار أكتب صدر كتاب مدنية الإسلام وعولمة الإرهاب لندن 2016
0 comments:
إرسال تعليق