تفاصيل عن جريمة قتل أبٍ ولديه في عكار


المصدر: "النهار"
أسرار شبارو


انتظرَ ان يرقدَ ولداه، حملَ بندقية الصيد، دخل غرفة نومهما، أطلق الرصاص على رأسيهما، قبل أن ينتحر برصاصة في فمه. ليست رواية مأسوية بل جريمة وقعت في الأمس في بلدة مشتى حسن العكارية، بطلها يوسف سعدو، وضحيتاها طفلاه علي ومحمد، اللذان دفعا روحهما ثمن خلافات والديهما وتعاطي الأب المخدرات.
عند الساعة الحادية عشر مساء وقعت الكارثة، "حملَ يوسف الذي كان يعملُ مع أشقائه في صالون للحلاقة، البندقية، رآه شقيقه، سأله هل انت خارج للصيد، فأجابه (أيا صيد)!، دخل بعدها غرفة النوم، حيث كان علي ومحمد مستلقيين أمام جدتهما، ليُسمع بعدها صوت اطلاق نار، بحسب ما قاله ابن عم يوسف لـ"النهار" مضيفاً "كان يتعاطى المخدرات، التي أثرت على خلايا دماغه، لم يكن طبيعياً، كان يعاني من حالة اكتئاب واضطرابات نفسية، أهله وقفوا الى جانبه وعملوا كل ما في وسعهم لمساعدته على تخطي ما يمرّ به... لكن الأمر لم ينجح".

"حرق قلبي"
"اصطادهما بالبارودة كالعصافير، والله حرق قلبي، الله لا يسامحه"، كلمات ممزوجة بالبكاء، قالتها صبا الشيخ والدة علي (7 سنوات) ومحمد (6 سنوات) التي لا تصدق الى الآن انها حرمت من ولديها الى الأبد، وأضافت: " لم أتخيّل لحظة ان يقتلا على يد والدهما الذي كان يحبهما أكثر من روحه، لكن المخدرات أفقدته السيطرة على نفسه فارتكب جريمته بدم بارد".
منذ نحو عشرة أيام، زارَ علي ومحمد والدتهما التي روَت: "ضحكا ولعبا، كانا فرحين كثيراً ولم يريدا الذهاب، بكيا كالعادة قبل مغادرتهما، بعد ثلاثة أيام كان سيصادف عيد مولد محمد، كان ينتظر ان أقيم له حفلة لكن للأسف رحل قبل ان أفرح به". ثماني سنوات من الحب أمضتها صبا مع زوجها يوسف، قبل ان يتعرف منذ سنوات على "مجموعة من الشباب علمته على تعاطي المخدرات... بدأت تتغيّر معاملته لي، كان ينتظر مغادرة والدته المنزل ليضربني ويهينني، وعند عودته كنت أطلعها على الأمر والمخاوف التي كانت تجول في خاطري وضرورة معالجته من المخدرات لكنها لم تحرك ساكناً".

استفزازات بعد الموت
تزوجت صبا وانتقلت بعدها الى منزل أهل يوسف (33 عاماً)، قبل ان تشتري منزلاً لكن كما قالت والدتها لـ"النهار": "لم تفرح وتسكنه، فقد طلقها بالثلاثة قبل ذلك وأجبرها على التخلي عن حضانة طفليها واعداً اياها برؤيتهما يومي السبت والأحد من كل أسبوع، لكنه لم يفِ بوعده، فكانت تراهما كل نحو ثلاثة أشهر مرة لساعات معدودة". وأضافت: "دخل يوسف السجن بعد الحكم عليه بالحبس سنة بسبب تعاطي المخدرات، ليخرج آخر شهر رمضان الماضي، ويعود الى التعاطي" .

واستطردت: " قبل يومين قصد منزلنا، بدأ يصرخ من الخارج، صبا صبا، لم نكن متواجدين بل احد اقربائنا، قام بتمزيق الشباك بالسكين قبل ان يغادر، فقد كان يحاول ارجاعها الى عصمته لكن والدها كان يخشى عليها بعد قصص موت الزوجات على يد أزواجهن".

لم تحضر صبا اليوم جنازة ولديها "فقد حصل تلاسن واستفزاز بالأمس عندما زرت منزل جدهما بعد سماع خبر مقتلهما، لم أرد ان تحصل مشاكل، اكتفيت باستوداعهما عند ربي، اتمنى ان يكونا سعيدين الآن، على أمل ان ألقاهما من جديد وأعاود حضنهما واللعب معهما".
مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" أنه" اطلق سراح يوسف قبل نحو ستة أشهر بسبب تعاطي المخدرات، وبعد جريمة الأمس أخذنا عيّنات من دمه لاجراء فحص مخبري لمعرفة إن كان عاد للتعاطي، التحقيق لا يزال مفتوحاً، لكن ظروف الجريمة شبه واضحة، لا يوجد طرف مجهول، فهو من اطلق النار في فمه".
لا أحد يعلم ما دار في رأس يوسف ليرتكب جريمته، لكن الأكيد أن لا عقل يستوعب ان ينهي أب حياة ولديه عن سابق تصور وتصميم!


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق