حيث الذئب
2002
والآن
يرسمُ إطاراً
لغيابِه.
……………..
(سريعاً)
بين الحديد والمهملات
طائرٌ يعبر سريعاً
مع المطر فوق الصفيح
مع هرّةٍ ميّتة.
(وجبة)
طيورٌ جارحة
أم عصافيرُ نعاس
تنقد رأسي
بصبرٍ
ودأب.
(خلل)
إنّه الطقس
يمشي على عكّازين
يتنفّس بمنخارين
أوكسجين
وثاني أوكسيد الكربون.
(توأم)
الليلُ والنهار
تحت سقفٍ واحد
يلعبان أحياناً
يركضان
يختبئان
يهذيان:
حجر
وردة
قمر
أفعى.
(ثقبٌ)
ما زال مستلقياً
الجدران مائلة
الهياكل مطفأة
بلادٌ بعيدة
جبال تبحث عن موطئ قدم
فئران وملائكة
ارتجافات على الرمل
ماذا يفعل
إن لم يتلهَّ
بثقب قلبه؟.
(رماد)
جالساً على دهشة
يتهاوى
مدوّر على أصفر
مدوّر على حجر
مدوّر على يباس
رماد.
(رجاءٌ)
ينامُ علَّ جرحاه يهدأون
علَّ الرياح تكنّ
علَّ موتى يغادرون
مخرتْ سفنٌ طويلاً رأسَه
وعليه الآن أن يستريح.
(رقصٌ)
لوحة
تذرفُ عيوناً وسيوفاً
ساحرة
تشكُّ شهوةً في الدمية
تمثال
يضربُ الهواءَ بفأس
وهذه الفتاة
ترسمُ وجهها ابتسامةً
وترقص مع الصنم.
(خواء)
صدى يرثُ الصراخَ
خواءٌ يرثُ الريح
خطوات تمحوها الريح
ولا تترك درباً.
(على الحدّ)
في النظرة الطائرة منّي
يطيرُ غراب
وأقطعُ الشجرَ.
(بينكم)
حدّاد يحدّد في رأسي
رسّام يلوّن تحت عيني
مجنون يخرج منّي
ومجنون يقرع ليدخل
فيا قضاة لا تخاطبوني بـ "أنتَ"
أنا جماعة
ولا أعرفُ كلَّ جماعتي
بينهم مجرم
لكن حين تصدرون الحكمَ عليّ
يكون المجرم بينكم.
(حيث الذئب)
أنا أيضاً
طيري لم يعد من رحلته
أبحثُ بصمتٍ عن نجمة
أضاءتْ مرّةً واختفت
رأيتُ فراشاتٍ تُذبح
أحلاماً مرتجفةً، موحلةً، في أزقّةٍ غريبة
رأيتُ عرباتٍ يدفعها النمل
وعسساً يسرقونَ حمولتها
أرتقُ الثقوبَ بالجنون
الممسوسُ بعشق الشمس: رفيقي
النمرُ الجائعُ، الأكتعُ: رفيقي
المحقونون بالنسيان: رفاقي
والصحراء لي
المطرُ الأخضرُ الطالعُ في السفوح
حيث الذئب منتظرٌ طيراً لم يعد
أخرجُ من الغبار، وأجرُّ عمياني.
(العابر)
خطٌّ متعرّجٌ بين نقطتين
وبينهما يكبرُ العابرُ ويشيب
في منتصف الطريق
شموسٌ وظلمات
عند الخطوة الداكنة
الشرايين تُحقن باليباس.
(ألمٌ)
لو القمر لا يتسلّق الليلَ، والريحُ لا تشدو
لو الغصون لا تلوّحُ للأفقِ، والعينُ لا تلوّنُ الجهات.
(الليل)
نهضَ
ألقى نظرةً
على الوحشةِ المتدلّيةِ
من عينيه
ولم يساوره شكّ
أنّه الليل.
(حنوّ)
حانٍ
على ورقةٍ
يثرثرُ سواقي.
(رمل)
تحت هذا الرماد لا شيء
الحطام سفينةُ الروح
رائحةٌ مألوفةٌ في الغريب
في السماء غيمة
مع ذلك لن تمطر هذه اللوحة
على الشجرة عصفور
مع ذلك لن يراها أعمى
أغمضُ عينيّ
أعرفُ
حمارٌ يتواطأ مع فرس
لافتعالِ بغل
الصرصار يئزّ
في أذنِ الصيف
حتى يرحل
القرش
في المدينة
كما في البحر
عمّا تبحث؟
الكلام؟
أنا الخواء
له عينان وغيره يرى
أبحثُ عن شيء خلته يقف أمامي
كان يقف أمامي، لم يقف أمامي.
(دع سهماً ينزل)
اصبرْ على الغروب
الماء الماء
تغيبُ الشمس
تشرق
فقط أحلام صغيرة
ادفعها إلى البحر
أعطِ كلَّ الحبّ
دعْ سهماً ينزل
إلى قلبك.
(أين؟)
هل يجوز
أن تختفي الحديقة؟
ممنوع رؤية الله؟
ممكن أن تختفي دجاجة
جمل، مصرف ...
لكن حديقة؟
هل يجوز
أن أسافر ويختفي الرصيف؟
أين الرصيف؟.
(جديد)
الجديد
ورقة
تسقط.
(رؤية)
أحطّمُ
المرآةَ
لأراك.
(خرافة)
ما أشهى الغزال في وجهه
ما أنحل الغريب في عينيه
خرافةٌ هذا القائم
على الوحل.
(فحمٌ)
لأنّ خبزه قليل
دلقوا تعباً على وجهه
ولأنّه يحبّ الشمس والشجر
من ساقيه عُلِّق.
(السبب)
يحدّثهم
عن الحلاوةِ
لا يسمعون
إذّاك ينطفئ.
(عودة)
_ قل آه
آه
_ تمدّدْ
يتمدّد
_ تكتّفْ
يتكتّف
_ تكوَّرْ
يتكوّر
_ أغمضْ عينيك، نمْ
ينام.
(مدينة)
1_
عصفورٌ يجرُّ خيطَ دمِه
مناديلُ الشتاء وحدها هناك
والمارّةُ لا يلتفتون.
2_
الشتاءُ يدقُّ النوافذَ بحنانٍ ووحشة
عصافيرٌ يبست تحت أشجارها منصتةً
إلى أصواتٍ بعيدة.
3 _
نزلوا إلى المدينة من جبال نائية
وصاروا عشبها اليابس، أزقّتَها
صورَها الممزّقة على الحيطان
... سمعوا في قلوبهم تكرُّ حجارةُ بيوت
كانت في الجبال.
(أحجار أرواح)
صراخ يتوه في الانفجار
موتى ينزلقون إلى الأعماق
دم بين عالمين
خيط بين جرحين
عزفٌ أخيرٌ، نظرةٌ أخيرةٌ
الحطام!
أحجارُ أرواحٍ ممزّقة.
(لونُ الزجاج)
الشوارعُ تعضُّ قدميّ
البحرُ على المقعدِ وحيدٌ في العاصفة
تخرجُ الأرواحُ مبتورةَ الأطراف
تئنّ وتضحك
يلوّنُ الزجاجُ دمي ويفترسني الذئب.
(شجرة)
عارية
إلاّ مِنْ باشق
يقف على أعلى مشهدِ الوحشة.
(عين في الخفاء)
العطشُ ينامُ في صحراء
رؤوسٌ تنخفضُ إلى الرمل
سمٌّ، ونابٌ خلف الأثر
إمسكْ شجرة، راقبْ
الرماح الرماح، المخالب المخالب
خيطُ دم.. وعينٌ في الخفاء.
(أيضاً)
الصقيع
يكسّرُ البحرَ
لا مطرَ الليلة
أيضاً.
(دمٌ)
دبيب
يسترقُّ السمع
إلى دبيب.
(دخان)
الأفق
أم أنا البعيد
هذا المساء
لصٌّ تحت نافذتي
هذا الليل
نائم
هذا الغراب
يطير من رأس
دخان
في جزيرة
جراد
في هذه السماء
كلّ ليلة
دعوة إلى عشاء أخير.
(عصفور في المدينة)
في المدينة
عصفورٌ من الشرق
حيٌّ لأنّه يغنّي.
(بيضة الأبد)
سُمٌّ
يُرضِع سُمّاً
صخرةٌ
تُطعِمُ صخرة
جُسّ النبض
انقرْ قشرةَ الأرض رقيقاً وخطِراً
البياض البياض
اصعدْ إلى ذبذباتٍ
اصعدْ إلى بيضةِ الأبد.
(الفجر)
عراك
مع ذَكَرِ الحياة.
(نظرة)
حتى في الأعماقِ السحيقة
حيث العتمة الموحشة
الحياةُ ترعى صغاراً
تخضِّب أصابعهم
وإذْ ينامون
تغطيهم
بنظرة.
(السباق)
غنِّ
أعطِكَ الحصان.
(فكرة)
قبّرات
تطيرُ إلى غبطته
صخور ترتعش
كأن الغريب يحمل لأوّل مرّة فكرة
ترقص في رأسه
وإزميلاً.
(حديقة)
الريحُ في الوجوه
حيث الهواء يلوّن الشجر ويغسل المطر
الحريّةُ تورق
والأطفال يلعبون مع أرواحٍ
تاهت.
(الغائب)
يرفعُ مياه الفجر
يشتلُ روحَ المودّة
يومئ للجزر فتأتي
يقول: أنا لحمكِ يا شمس
حوّاؤكِ يا سماء
سيرتكَ المديدة يا نهر
أنا ثمرةُ الأرض وثمرتي الأرض
يفتح الغناء بيومٍ جميل.
(طائر آخر)
قلبُه يراكم، أمواجُه في بحيراتكم
يقول: افتحوا مياهكم، اسقوا نجومكم
حكّموا نعاجكم القريبةَ من المزود.
(أطياف)
أعمارهم عموديّة
يصنعون أفقاً لرموشهم
وينزلقون
إلى أطيافهم.
(سماوات أخرى)
بردٌ قارس في الخارج
عصافير ترسمُ الكلامَ في الداخل
وسماوات أخرى
فوقنا.
(نكاد)
يدٌ تمتدُّ صوتاً جميلاً
ورقصٌ قرب نهر
سربُ حمام يحلِّق عالياً
نكاد نرسم وجوهاً ونطلق أسماء
نكاد نحكّ أصواتنا صدى بصدى.
(فتوى)
نعم نعم
النظرة الأولى ليست خطيئة
لكنْ إذا الله يشعّ في قلبي
وفي نظرتي المليون
فما الحكم عليّ؟!.
(فراغ القفص)
خرجتْ
حقنتْ شرايينها غياباً
زقزقتْ عصافير في رأسها
ونامت
دينا
الغناءُ أنتِ
الخرافُ تسعى إلى سفوحك
أصصُ زهور نافذتك
حقول
وظلال ترقص للعائد
من التيه.
(حلوليّة)
لن يتقدّموكِ
خطوتك ريح
ملء الكون.
(أبديّة)
رماد
وتنهضين كالفينيق
من الرماد.
(استجابة الضوء)
أسألُ الفجر ألاّ يوقظكِ
أن يصعدَ السلّم كما تتنفّس وردة.
.......
ولا يدري الراوي
متى يكون هو الرواية
وكيف؟.
Shawki1@optusnet.com.au
0 comments:
إرسال تعليق