تستمر رحلة الابداع في شعر الشاعر شوقي مسلماني، فثمّة سباق ما بين الكلمة الملتزمة وما بين القلم المتدفّق، شعره إبن التجربة بما تعنيه من معاناة وواقع صعب ومجحف، ثار عليه، وأخذت ثورته هذه أشكالاً من الرفض" وفي ما يلي من مجموعة "من نزع وجه الوردة":
(رأسٌ كفيف)
الشمسُ
تضيء غزالةَ الطريق
النارُ
تُطفِئُ لهيبَ اليباس
عينٌ ضيّعتْ أختَها
ليستْ عينَاً
القبرُ حجارةٌ كثيرة
ورأسٌ واحدٌ كفيف
في علبةِ الليل.
(غابة)
كذلك الغابة
فيها يموتُ العشب..
هكذا الغابة.
(معاً)
الركضُ!
سباقٌ مع الخطأ.
(ظنون)
تقف
على ثغرة
ترميكَ ثغرة
تقولُ حسناً
لا يردُّ صدى
أهروبٌ
وعلامةٌ في المكوث؟
أمكوثٌ
وعلامةٌ في الهروب؟
تقف ولا تقف
ترمي ولا ترمي
تقول ولا تقول
إلاّ ظنّاً.
(ميْت آخر)
المنارةُ
يدُ بحرٍ غريق.
(باب مغلق)
النارُ
امرأةٌ جريحة
العتمةُ
عينُ فقيه.
(فراق)
نلقى يومَنَا
دائماً بوجهٍ آخر.
(لهم جميعاً)
لليل قمر
للصحراء عين، شمس
مسافة للحجر.
(الطاقة)
واحد فقط
من كلِّ مليون
قال: لن يمرّوا
قال: من هنا
سيعبرُ النملُ
والنملُ فقط
قالَ: للطاقةِ طاقة
نموتُ
إذا نموتُ مرّتين
مدنٌ
كلُّها مدن
ومدنٌ
سراب.
(المشهد)
أنا الراوي
لكنّ الروايةَ متى ستبدأ؟
أنا الرواية
ولكنّ الراوي متى سيبدأ؟
امرأةٌ
على الشرفة
وعلى رغم ذلك
لا يُسمَع نداءُ الحبّ
على الجسرِ امرأة
وعلى رغم ذلك
لا يمّحي هذا الوادي
الرائحة مُقيمة
مع أنّ أحداً لا يحترق
ولا أحد يمضي
مع أنّهم كلّهم ماضون
رغم كلِّ هذا القلب
يجفُّ الدمُ في العروق؟
تشبُّ النار في السنديان؟.
(الكلّ)
كلٌّ
عينُ نسر
ورمادٌ
بارد.
(ضلّلناها)
لم نصلْ
ضلّلنا الشمس.
0 comments:
إرسال تعليق