لبنان يودّع النقيب ملحم كرم وسليمان يمنحه الوسام الرئاسي المذهب

المستقبل

ودّع لبنان الرسمي والصحافي والإعلامي أمس، نقيب محرري الصحافة اللبنانية نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب ملحم كرم، في مأتم مهيب رسمي وشعبي في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت.
ترأس صلاة الجنازة رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلاً بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للطائفة المارونية الكاردينال نصرالله بطرس صفير، يحيط به المطران مخائيل أبرص ممثلاً بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوار الثالث لحام والمونسنيور توماس حبيب ممثلاً السفارة البابوية والمطارنة: الياس عودة، رولان ابو جودة، شكرالله حرب، يوسف بشارة، بولس باسيم، انطوان نبيل عنداري، طانيوس الخوري، منصور حبيقة، ايلي نصار، يوسف ملكي، فرنسيس البيسري، ميشال قصارجي، جورج صليبا، دانيال كورية وجورج خضر وحشد من الكهنة والراهبات والرهبان.
حضر الصلاة ممثل رئيس الجمهورية الوزير جان اوغاسابيان، ممثل رئيس مجلس النواب النائب نهاد المشنوق، ممثل رئيس الحكومة الوزير عدنان القصار، ممثل الرئيس السوري بشار الأسد السفير السوري علي عبد الكريم علي، ممثل الرئيس التونسي وزير الإعلام أسامة رمضاني، ممثل الرئيس أمين الجميل النائب ايلي ماروني، الرئيس حسين الحسيني، الوزراء: غازي العريضي، زياد بارود ومحمد رحال، ممثل وزير الإعلام المدير العام للوزارة حسان فلحة، ممثل وزير الدفاع العميد جورج الصغير، النائب ادغار معلوف ممثلاً النائب ميشال عون، النواب: مروان حمادة، ايلي عون، تمام سلام، عبداللطيف الزين، سمير الجسر، شانت جنجنيان، نعمة الله ابي نصر، انطوان زهرا ورياض رحال والسفير فخري صاغية ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس.
كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، عدد من الوزراء والنواب السابقين، العميد صلاح عيد ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المقدم طلال وهبه ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، الرائد بيار براك ممثلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير التوجيه في الجيش العميد الركن صالح حاج سليمان، نقيبة المحامين امل حداد، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، مستشار وزير الإعلام اندره قصاص، مديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان صعب، المدير العام لـ"تلفزيون لبنان" ابراهيم الخوري، ممثل رئيس المجلس الوطني للإعلام ابراهيم عوض، عميد السلك الديبلوماسي جوزف حبيس، مستشار الرئيس الحريري داود الصايغ، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، وفد كتائبي ضم جوزف عيد ويوسف الجميل اإضافة إلى سفراء وحشد من الشخصيات السياسية والنقابية ورؤساء تحرير صحف وصحافيين ووفد من دير القمر ومزرعة الشوف ورشميا.
الرقيم البطريركي
تلا الأنجيل المطران الياس عودة، ثم تلا الرقيم البطريركي المونسنيور يوسف طوق وجاء فيه: "غيب الموت عن ثمانية وسبعين عاماً نقيب محرري الصحافة اللبنانية ونائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب المرحوم الأستاذ ملحم كرم، وهذه خسارة كبيرة لكل من عرفه وقدر ما كان يتحلى به من مرؤة وشجاعة وإقدام. نشأ في بيت كريم وسهر على تنشئته والده المرحوم كرم ملحم كرم الأديب اللبناني والعربي المعروف الذي ترك في عالم الصحافة والرواية العربية إسماً لامعاً، والذي كان يصدر مجلات ألف ليلة وليلة والعاصفة والأسرار، وحذا الفقيد حذو المرحوم والده فكانت له امبراطوريته الإعلامية المؤلفة من أربعة عشر امتيازاً فإذا به أكبر مالك للمطبوعات. وكانت له مداخلة على رجال السياسة في لبنان والبلدان العربية وقامت بينه وبينهم علاقات ودية، وشارك في مؤتمرات دولية عدة وكان له حضوره في منظمات الصحافيين الدولية".
أضاف: "كان رحمه الله حاضر البديهة ذرب اللسان راوية الشعر وخطيباً مفوهاً وكان الى ذلك متواضعاً لا يأنف من إبداء بنوته لنا لدى اجتماعه الينا فحقق قول الانجيل المقدس "كلما ارتفع إتضع". وكانت في المحافل الدولية له كلمته اللافتة، ولهذه الصفات التي تميز بها تربع على صدر نقابة محرري الصحافة طوال ما يقارب النصف قرن في لبنان وانتخب نائباً لرئيس الجامعة الدولية للصحافيين. وكان الى ذلك صاحب قلب كبير وهمة عالية ورأي مصيب وكان نصيراً لكل حق هضيم خصوصاً اذا كان من الصحافيين. وقد شدته الى شقيقه نقيب المحامين السابق عصام وشقيقتيه والى صهره نقيب المحامين السابق الأستاذ ريمون شديد أوثق روابط القرابة. واحتضن عائلته الصغيرة بمحبة وعطف كبيرين، وضامه أن يفقد شريكة حياته لكنه تجلد على المصاب ورعى ابنته وولديه بعطف وقادهم بنصحه ومثله الى مواطن النجاح والسلام".
البعلبكي
وقال النقيب البعلبكي: "حين قلت لحظة بلغني نبأ رحيل ملحم كرم إن وداعه يعز علي فأواعده ولا أودعه، ما كنت أحسبني أقف هنا اليوم باسم اتحاد الصحافة اللبنانية لأودعه معكم الوداع الأخير، ذلك أن الموت حق لكن كلنا مؤمنون أننا نموت على رجاء القيامة ورحمة الله ولقاء الأحبة في الدار الآخرة".
أضاف: "ملحم كرم لم يكن نقيباً للمحررين وحسب، ولا زميلي وحسب، ولا صديقي وحسب، ملحم كرم كان أخي بحق. معاً مشينا دروب النضال من أجل حرية الصحافة. معاً سهرنا الليالي الطوال حتى يطلع الفجر على قانون الصحافة أو قرار للصحافيين أو خدمة للصحف. نذر نفسه للمهنة النبيلة وجاد بعمره وقلبه ونفسه لمجدها ومجد لبنان، والجود بالنفس أقصى غاية الجود. هذا الكبير من كبار أهل الصحافة في لبنان استبد به كما استبد بهم ذلك العشق الأقدس: عشق الكلمة وعشق الحرية عشق الوطن. وثق بملحم كرم زملاؤه وأبوه الا نقيبا لهم منذ نصف قرن لكثرة ما كان حاضراً بينهم حاملاً همومهم، لا يكل ولا يمل حتى يظفر بالحق من أجل زميل أو قضية تتصل بحرية الصحافة أو كرامة المهنة".
وتابع: "الى الجسم الصحافي والإعلامي كله في لبنان محبتي في هذا اليوم الصعب، يوم فراق عزيزنا النقيب ملحم كرم لكي يظلوا كما كان هو جنوداً ناشطين للحافظ على لبنان الرسالة قلعة للحرية والديموقراطية لا تقوى عليها أبواب الجحيم. ولتسعد روح ملحم كرم في عليائها مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً".
عصام كرم
وألقى شقيق الراحل النقيب السابق للمحامين عصام كرم كلمة العائلة، فقال: "قسا علي زمني يحملني على أن أقول كلمة العائلة في يوم وهو والكلمة كانا على وشائج متينة وعلى علاقات حميمة يزدهي بها وتختال به فيتفاعل معها وتتفاعل معه فيكون إذاك مقاماً لمداميك البهاء".
أضاف: "استذكرت وأنا أحمل قسوة دهري كلاماً عن هذه الدنيا لواحد من أكابر المفكرين الفرنسيين الذين قضوا خمسين عاماً يحكون في أشياء الإنسان ولعل كلامهم كان أروع ما قيل في الإنسان هو بول فاليري، قال: الفخامة يحاط بها الأموات تعكس بطل النظرة الى هذه الدنيا عند الأحياء لكن البطل يصير حتى يوم المبادرة تأتي عن قلوب هنية وهمم وفية وذمم لا تقول إلا كلمة الحق لأن الهمة تنهض بالأمة. استذكرت هذا الكلام لكنني رددت عليه يوم رأيت الوفاء متمثلاً بكم جميعاً وفي الطليعة فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء وفخامة الرئيس السوري وفخامة الرئيس التونسي، أشكرهم جميعاً وأشكركم وأشكر الاكليروس الذي نزدهي به".
وختم: "إن الوسام هو للكلمة والفكر والصحافة بانية مداميك الأمجاد وقائلة كلمة الحرية لأن يوم تنفقد الحرية لا يعود مجال لقيام صحافة رحمه الله وأبقاكم".
الوسام الرئاسي
وفي نهاية الصلاة، منح رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلاً بالوزير اوغاسبيان الوسام الرئاسي المذهب الى النقيب الراحل تقديراً لعطاءاته من أجل لبنان.
وتقبلت عائلة الفقيد التعازي داخل الكنيسة، ثم نقل جثمان الفقيد بموكب مهيب الى مسقط رأسه في دير القمر، حيث ترأس الأباتي مرسال ابي خليل الصلاة لراحة نفسه في كنيسة سيدة التلة في حضور الوزير السابق ادمون رزق ورؤساء بلديات دير القمر ومزرعة الشوف والمختارة وبيت الدين ومخاتيرها وفاعلياتها.
وقبل أن يوارى في الثرى في مدافن العائلة، ألقى الأديب السوري رئيس تحرير مجلة "الضاد" رياض حلاق كلمة بالمناسبة تحدث فيها شعراً عن مآثر ملحم كرم. كما ألقيت كلمة للشاعر صبحي جريج.