أعد الدكتور زهير الخويلدي كتابا في غاية الثراء، ليرسم معالم مشروع متكامل لإعادة بناء أنظمة التعليم في العالم العربي.
ولو جاز لهذا المشروع أن يجد صدى لدى مؤسسات التعليم العربية، أو لدى إدارات التعليم على مختلف مستوياتها، أو حتى لدى أفراد من جيوش المعلمين، فلن يكون من الصعب تخيل نهضة عربية شاملة تعود لتأخذ بنا الى مسار التقدم الذي تخلفنا طويلا عن السير فيه.
التعليم هو مفتاح كل تقدم. وفي المقابل، فانه ما من أمة تخلفت إلا لأنها أهملت التعليم لتدفع بأجيالها نحو الهباء.
وها نحن هنا، في بيئة التطرف التي تحولت الى وباء شرس للإرهاب، نكاد نقدم الدليل على أن الجهل، وتفشي الأمية، والتراجع الحاد في مستويات التعليم، قد وفر بيئة شاملة من سطحية المدارك وانحطاط الفهم، الأمر الذي تحول الى مستنقع تجوز فيه كل كارثة.
وعدا عن الفساد والاستبداد (وهما ظاهرتان متلازمتان)، فان مسالك العنف الأخرى كانت على الدوام تعبيرا عن فشل اجتماعي وسياسي وثقافي وتربوي أعم وأشمل.
لقد وضع الخويلدي في هذا الكتاب يده على جرح نازف. ويستطيع المرء أن يراهن على أن كل طالب اختبر السلم التعليمي من أدناه الى أعلاه، ويتسم بمقدار معقول من الكفاية المعرفية، يدرك تماما مواطن ذلك الفشل، بل أنه يستطيع أن يراه، رؤيا العين، في كل مدرسة ومعهد وجامعة.
والخويلدي مفكر عربي جعل من الفلسفة معتركا حيويا من أجل رؤية ناضجة لتحليل وفهم المشكلات الحضارية التي ظلت الأمة العربية تدفع ثمنها الباهظ كل يوم.
وهو بسعة الأفق الذي ينطلق منه، وبقدرته الفذة على تقديم الفلسفة بلغة سلسة وقريبة الثمار، فانه من بين القلائل من المفكرين العرب الذين فتحوا مجالات للتفكير وحولوها الى مسارات عمل يمكن الأخذ بها للنهوض من الكبوة التاريخية التي ندفع ثمنها منذ سقوط بغداد في العام 1258 حتى الآن. ولئن سقطت بغداد بعد أخرى عدة مرات في عالمنا العربي، فان ثورة في أنظمة التعليم، ورؤية جديدة لمستلزماتها، ونهضة تبدأ من المدارس والمعاهد والجامعات، هي التي تشكل الأفق الوحيد المتاح للخروج من مآسي تاريخ لم يظلمنا بقدر ما ظلمنا أنفسنا فيه.
وهذا كتاب ونبراس!
إنه دعوة، صادقة وعميقة، للاستدراك، من المكان الأكثر فاعلية لبدء الاستدراك.
عن دار أكتب ، 2016
ولو جاز لهذا المشروع أن يجد صدى لدى مؤسسات التعليم العربية، أو لدى إدارات التعليم على مختلف مستوياتها، أو حتى لدى أفراد من جيوش المعلمين، فلن يكون من الصعب تخيل نهضة عربية شاملة تعود لتأخذ بنا الى مسار التقدم الذي تخلفنا طويلا عن السير فيه.
التعليم هو مفتاح كل تقدم. وفي المقابل، فانه ما من أمة تخلفت إلا لأنها أهملت التعليم لتدفع بأجيالها نحو الهباء.
وها نحن هنا، في بيئة التطرف التي تحولت الى وباء شرس للإرهاب، نكاد نقدم الدليل على أن الجهل، وتفشي الأمية، والتراجع الحاد في مستويات التعليم، قد وفر بيئة شاملة من سطحية المدارك وانحطاط الفهم، الأمر الذي تحول الى مستنقع تجوز فيه كل كارثة.
وعدا عن الفساد والاستبداد (وهما ظاهرتان متلازمتان)، فان مسالك العنف الأخرى كانت على الدوام تعبيرا عن فشل اجتماعي وسياسي وثقافي وتربوي أعم وأشمل.
لقد وضع الخويلدي في هذا الكتاب يده على جرح نازف. ويستطيع المرء أن يراهن على أن كل طالب اختبر السلم التعليمي من أدناه الى أعلاه، ويتسم بمقدار معقول من الكفاية المعرفية، يدرك تماما مواطن ذلك الفشل، بل أنه يستطيع أن يراه، رؤيا العين، في كل مدرسة ومعهد وجامعة.
والخويلدي مفكر عربي جعل من الفلسفة معتركا حيويا من أجل رؤية ناضجة لتحليل وفهم المشكلات الحضارية التي ظلت الأمة العربية تدفع ثمنها الباهظ كل يوم.
وهو بسعة الأفق الذي ينطلق منه، وبقدرته الفذة على تقديم الفلسفة بلغة سلسة وقريبة الثمار، فانه من بين القلائل من المفكرين العرب الذين فتحوا مجالات للتفكير وحولوها الى مسارات عمل يمكن الأخذ بها للنهوض من الكبوة التاريخية التي ندفع ثمنها منذ سقوط بغداد في العام 1258 حتى الآن. ولئن سقطت بغداد بعد أخرى عدة مرات في عالمنا العربي، فان ثورة في أنظمة التعليم، ورؤية جديدة لمستلزماتها، ونهضة تبدأ من المدارس والمعاهد والجامعات، هي التي تشكل الأفق الوحيد المتاح للخروج من مآسي تاريخ لم يظلمنا بقدر ما ظلمنا أنفسنا فيه.
وهذا كتاب ونبراس!
إنه دعوة، صادقة وعميقة، للاستدراك، من المكان الأكثر فاعلية لبدء الاستدراك.
عن دار أكتب ، 2016
0 comments:
إرسال تعليق