إصدار مختارات من أربع مجاميع قصصيّة للأديب التَّشكيلي صبري يوسف عن دار نشره في ستوكهولم

صبري يوسف ــ ستوكهولم
صدر للأديب والتَّشكيلي السُّوري صبري يوسف عن دار نشره في ستوكهولم، "مختارات من أربع مجاميع قصصيّة"، (إحتراق حافَّات الرّوح، ترتيلة الرّحيل، عناق روحي جامح، والعلّوكة الطّبكات).
تضمّنت هذه المختارات 25 قصّة قصيرة، حملت العناوين التَّالية:
"احتراق حافّات الرّوح، امطري علينا شيئاً يا سماء،  رنين جرس المدرسة، حالات انفلاقيّة قُبيل الإمتحان، اللّص والقطّة، مشاهد من الطُّفولة، وللزهور طقوسُهاً أيضاً، استمراريّة القهقهات الصَّاخبة، ترتيلة الرَّحيل، الذِّكرى السَّنويّة، الكرافيتة والقنّب، أنا والرَّاعي ومهارتي بِبَيعِ العدس، عذوبةُ القهقهات، اللُّحية واللّحاف، عمّتي تشتري عظامها من الله،  حنين إلى تلاوين الأمكنة والأصدقاء، فراخُ العصافير، غيمةٌ وارفة في مذاقِ العناقِ، حيصة وسلال العنب، الذَّبذبات المتوغِّلة عبر الجِّدار، الطُّفل والأفعى، العلّوكة والطبّكات، السَّالسا ابتهالات بهجة الجَّسد، إيقاعات الفلامنكو وتجلِّيات بهجة الرّوح، وعناق روحي جامح!".
تضمَّنت القصص مواضيع وأفكار عديدة كاقتناص لحظات وداع الأهل والأحبّة الأصدقاء والصَّديقات قبل عبوره البحار، بطريقة مؤثرة طافحة بالحنين والشَّوق، حتّى يكاد أن يرى القارئ الدُّموع المنسابة على وجنتيه وعلى خدود الأحبّة الأهل والَّذين ودَّعوه الوداع الأخير، وتالياً تصويره غربة وارفة من محطّات عبور البحار، كما رصد الكثير من الحالات والصِّراعات المريرة المتفاقمة هناك في دنيا الوطن، مركّزاً على نقد ما يترصرص من آهات وضغوطات ومشاكل وهموم حياتيّة على رقاب شرائح عديدة من المجتمع الَّذي ترعرع فيه، مسلّطاً قلمه على بعض العادات والتَّقاليد الّتي أشبه ما تكون خرافيّة، بطريقة طريفة تحمل من الفكاهة والسُّخريّة الشَّيء الكثير، متوقّفاً عند مشاهد من فضاءات عوالم الطُّفولة وبراءة هذه العوالم الرّحبة، مجنِّحاً نحو حفاوة الفرح والقهقهات العذبة النّابعة من مروجِ القلب، ومجسِّداً وهجاً سرديَّاً حول حبور الحبِّ والفرح والعلاقات الحميميّة المكتنزة بالدّفء العميق بين الأحبّة، موغلاً برهافةٍ شفيفة نحو تجلّيات بهجة الرّقص والجّمال، بلغةٍ شاعريّة طافحة بالعناق الإنساني، رغم ما يحيق بالإنسان في هذا الزّمان من ضجرٍ وتهميشٍ وتصدُّعاتٍ مخيفة ومؤلمة في الكثير من منعرجات الحياة! وقد جاء على ظهر الغلاف ما يلي:
"مقطع من قصّة فراخ العصافير
... .... ركضتُ بفرحٍ، آهٍ .. ولكن أين طاستي؟ قلتُ لأختي اركضي، نسيتُ طاستي هناك عند دمعتي، ركضَتْ أختي مثل البرقِ، ثمّ جاءَت تحملُ رغبتي. أمسكتُ الطَّاسة ثمَّ وضعتُ اصبعي في الماءِ وبدأتُ أنقِّطُ قطرات الماء في حلقِ الفراخِ وهي تفتحُ مناقيرها الغضّة. نظرَ والدي إليَّ بتمعُّنٍ ثمَّ همسَ متمتماً مع أمّي، كنتُ غائصاً في عوالمِ الفراخِ، أُغدِقُ على حلوقهم العطشى مطري، سمعتُ والدي يقول لأمّي هذا الولد (مو عادي)، فقالت أمّي (خلّي) يفرح مع فراخِ العصافير، فقال لها (خلّي) يفرح لكنّه شديد الحساسية إلى درجةٍ لا يتصوّرها عقلي، وأخافُ عليه من الجُّنون، جنونُ الحبِّ والعشقِ، جنونُ التَّواصل معَ اِخضرارِ الكونِ!" ..
مختارات قصصيّة تناجي القلوب العطشى لبهجة السَّرد ورحاب الفكاهة والمرحِ والسُّخرية في بعض الأحيان، محبوكة بحفاوة الحبِّ والفرح ودندنات براءة الطُّفولة، بلغة طافحة بالشِّعرِ عبر خيالٍ جامح نحو أشهى شهقاتِ السَّردِ، مستمدَّاً تدفُّقاته السَّرديّة من خصوبة ابتهالات الرُّوح، كأنَّ القاص يريد أنْ يقدّم عبر قصصه آفاق رؤاه الرَّحبة للقرّاء والقارئات أينما كانوا، لما يعتمر في نفسه من ترجمة لغة إنسانيّة فسيحة، تصبُّ في عوالم إنسانيّة الإنسان، ترسيخاً لقيمِ المحبَّةِ والسَّلامِ والوئامِ بين البشر على إمتدادِ المعمورة!

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق